بيشاور (باكستان)- الوكالات
قالت الشرطة الباكستانية إنّ قنبلة انفجرت قرب فريق طبي للتطعيم ضد شلل الأطفال في مدينة بيشاور المضطربة في شمال غرب باكستان أمس الإثنين مما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل في أحدث هجوم ضمن سلسلة هجمات استهدفت الفرق الطبية.
وتصاعد عنف الإسلاميين في باكستان مما قوض جهود رئيس الوزراء نواز شريف لاحتواء التمرد من خلال فتح باب المحادثات مع طالبان. وتحملت بيشاور النصيب الاكبر من العنف وشهدت المدينة الحدودية قرب حدود أفغانستان أربع هجمات على الأقل قتلت عشرات الشهر الماضي. واستهدف هجوم الأمس رجال الشرطة المكلفين بحماية فريق التطعيم الطبي. وتعرضت الفرق الطبية مرارا إلى هجمات منذ أن شجبت طالبان حملة التطعيم وقالت إنها مؤامرة غربية لإصابة المسلمين بالعقم. وقال نجيب الرحمن مسؤول الشرطة في بيشاور ان شخصين قتلا في الهجوم، كما أصيب نحو 20 شخصا. وتحدثت تقارير أخرى للشرطة عن مقتل ستة اشخاص. وذكر نجيب الرحمن ان القنبلة زرعت أمام عيادة طبية في سليمان خان على مشارف العاصمة الاقليمية بيشاور. وقتل مسلحون عاملتين في فريق طبي في نفس المنطقة في وقت سابق من العام. ووقعت هجمات مماثلة في أنحاء أخرى من باكستان وأيضا في نيجيريا حيث قتل مسلحون اسلاميون تسعة من العاملين في الفرق الطبية في فبراير.
إلى ذلك، اشترطت حركة طالبان باكستان انسحاب الجيش من المناطق القبلية المضطربة شمال غرب باكستان لنجاح محادثات السلام المحتملة مع الحكومة، مؤكدة أنها تتلقى دعما من حركة طالبان الأفغانية. وقال المتحدث باسم طالبان باكستان شهيدالله شهيد في تصريحات أدلى بها لصحفيين بمنطقة وزيرستان القبلية ونشرت أمس الإثنين، إن المحادثات المحتملة لن تنجح دون انسحاب الجيش والإفراج عن السجناء من عناصر الحركة. كما طالب شهيد- الذي عقد اللقاء مع الصحفيين في مكان سري بوزيرستان- بوقف الغارات التي تشنها طائرات أميركية بلا طيار على المناطق القبلية. وكان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أبدى استعداده حتى قبل فوزه في الانتخابات التشريعية في مايو الماضي لعقد محادثات سلام مع طالبان باكستان لإنهاء الاضطرابات التي أوقعت آلاف القتلى في المناطقة القبلية المتاخمة لأفغانستان. بيد أن شريف لم يحدث تقدما يذكر باتجاه عقد محادثات سلام بين الجانبين بعد مضي نحو أربعة أشهر على تولي حكومة نواز شريف السلطة.