مسقط - الرؤية
بيَّنت وزارة الصحة أن حمى القرم-الكونغو النزفية "CCHF"، هي مرض واسع الانتشار يسببه فيروس تحمله حشرة القراد (الفيروسة النيروبية)، والتي تنتمي إلى عائلة فيروسات بونيا وتحمله حشرة القراد.
ويتسبب فيروس حمى القرم-الكونغو النزفية في وقوع فاشيات الحمى النزفية الفيروسية الوخيمة، ويبلغ معدل الوفيات الناجمة عن هذه الفاشيات بين 10% و40%. ويتوطن فيروس حمى القرم-الكونغو النزفية بلدان إفريقيا والبلقان والشرق الأوسط وآسيا الواقعة جنوب خط العرض 50 درجة شمالاً- وهي الحدود الجغرافية للقراد الناقل الرئيسي للعدوى.
وأوضحت الوزارةأن أوائل الحالات بالسلطنة، سُجلت عام 95-1996؛ حيث تم إجراء مسح سيرولوجي في مختلف مناطق السلطنة لمعرفة وضع المرض واستوطانه. وأثبت المسح بإيجابية المرض بالحيوانات؛ حيث إنه لا يشكل أي خطورة أو أعراض على الحيوانات، ولكنها تعد من الأمراض التي تنتقل من الحيوان للإنسان (حيوانية المصدر). وسجلت حالات متفرقة في مختلف مناطق السلطنة خلال السنتين الأخيرتين بين المتداولين والمخالطين للحيوانات والمربين لها، خاصة من لم يتقيدوا بالإجراءات الوقائية خلال عمليات الذبح والتربية وممن يمارسونها كمهنة ثانوية من الوافدين).
ويمكن تفسير ازدياد حالات حمى القرم-الكونغو النزفية إلى دقة نظام الترصد الوبائي لأمراض الحمى النزفية الحادة خلال السنوات الأخيرة، ودقة التشخيص المخبري والتعاون المشترك بين مختلف الجهات المعنية. فيما أشارت وزارة الصحة إلى أن الحيوانات كالأغنام والماعز والأبقار تصاب بالعدوى عن طريق لدغة القرادات المصابة بالعدوى ويظل الفيروس في مجرى دم الحيوانات لمدة أسبوع تقريباً بعد إصابتها بعدواه، مما يسمح باستمرار دورة انتقال العدوى من القراد إلى الحيوانات ثم منها إلى القراد ثانيةً. وينتقل فيروس حمى القرم-الكونغو النزفية إلى البشر إما عن طريق لدغة القراد أو بالاتصال المباشر بدم أو أنسجة الحيوانات المصابة أثناء الذبح أو بعده مباشرة. وقد ظهرت معظم الحالات بين صفوف العاملين في تربية الماشية، مثل المزارعين وعمال المجازر والأطباء البيطريين. وينتقل الفيروس من إنسان إلى آخر نتيجة الاتصال المباشر بدم الشخص المصاب أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى. وقد ينتقل الفيروس أيضاً إلى المرضى في المستشفيات نتيجة سوء تعقيم المعدات الطبية وإعادة استخدام الإبر وتلوث اللوازم الطبية.
ومن المعرضين لخطر الإصابة بالمرض معظمهم من العاملين في تربية الماشية، مثل العمال الزراعيين وعمال المجازر والأطباء البيطريين، كما يعتبر الأفراد والمسافرون إلى المناطق الموبوءة عرضة للخطر عند وجودهم في الأماكن ذات الخطورة كأماكن تربية المواشي أو المسالخ. ومن الأعراض التي قد تظهر في بداية الإصابة بالفيروس الشعور بالغثيان والقيء والإسهال وآلام البطن والتهاب الحلق، تليها تقلبات مزاجية حادة وارتباك، وظهور طفح نمشي (طفح ناتج عن النزف تحت الجلد) على البطانة الداخلية المخاطية كتلك الموجودة في الفم والحلق وعلى الجلد. وللحد من خطر انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان ينبغي ارتداء القفازات وغيرها من الملابس الواقية أثناء التعامل مع الحيوانات أو أنسجتها في أماكن تَوَطُّن المرض، لا سيما خلال إجراء عمليات الذبح والإعدام في المجازر أو المنازل؛ وفرض الحجر البيطري على الحيوانات قبل دخولها إلى المجازر أو الرش المنتظم للحيوانات بالمبيدات، ومكافحة القراد وإبادة الفئران والخفافيش الإبلاغ عن المرض للسلطات البيطرية والصحية، والعمل على ارتداء الملابس الواقية عند الاضطرار للدخول للمناطق الموبوءة، والحرص على ذبح وفحص الذبائح في المناطق الموبوءة خاصة خلال الربيع والصيف، واستعمال المطهرات الفعالة وعدم سحق القراد باليد أو نزعه باليد والتلوث بدمائه، إلى جانب أخذ الحيطة والحذر عند أخذ العينات وتداولها.