جنوب الباطنة – وليد السليمي
خصصت وزارة التربية والتعليم مسابقة سنوية بعنوان:"مسابقة المعلمين والعاملين في الحقل التربوي" تهدف إلى تشجيع إجراء البحوث التربوية خاصة الإجرائية التي تعنى بدراسة التحديات التي تواجه العملية التعليمية إلى جانب عرض أهم المستجدات والتجارب ذات الصلة بكافة الجوانب التربوية.. حيث أعلنت الوزارة نتائج المسابقة في نسختها التاسعة والتي حقق فيها معلمو ومعلمات محافظة جنوب الباطنة عدداً من المراكز المتقدمة.. ولنتعرف أكثر على طبيعة مشاركة المعلمين والعاملين بتعليمية جنوب الباطنة في هذه المسابقة أجرينا عددا من اللقاءات مع الفائزين.
بداية تقول رحاب بنت سعيد بن راشد الحكمانية الحاصلة على المركز الأول لمحور الدراسات والبحوث ببحث عمل بعنوان الرضا الوظيفي لدى معلمى سلطنة عمان وعلاقته ببعض المتغيرات: أسعدني جدًا حصول بحث الرضا الوظيفي على المركز الأول في محور الدراسات والبحوث في مُسابقة المعلمين والعاملين العُمانيين في الحقل التربوي في نسختها التاسعة. وما لا شك فيه أنّ الفوز في هذه المسابقة يعد حافزا قويا لي لتنمية وصقل مهاراتي بشكل أكبر في مجال البحوث العلمية والتربوية، ومواكبة أهم المستجدات العلمية التي تسعى لتطوير العملية التعليمية والتعليمة. وهدفت هذه الدراسة للتعرف على مستوى الرضا الوظيفي للمعلمين في سلطنة عمان وعلاقته بمتغيرات: النوع الاجتماعي، والتخصص، وعدد سنوات الخبرة، والدرجة المالية، والمرحلة التعليمية، ونصاب الحصص. كما هدفت إلى التعرف على الأسباب الرئيسية لرغبة المعلمين في تغيير مهنتهم أو البقاء فيها.
وأضافت: يعد الحقل التربوي ميدانًا خصبًا للمشكلات البحثية التي تحتاج إلى الوقوف عليها وسبر أغوارها بموضوعية من خلال إجراءات البحث العلمي بعيدًا عن التحيز والآراء الفردية. فمن خلال تفاعل الباحثة وتواصلها مع زملائها المعلمين في مختلف المدارس لاحظت تزايد استياء المعلمين وتذمرهم بسبب ضغوط العمل وكثرة المهام المناطة بهم، إضافة إلى رغبة البعض منهم في ترك المهنة أو تغييرها لمهن أخرى أكثر راحة أو أكثر تحقيقًا لطموحاتهم المهنية. ومن هنا ظهرت مشكلة الدراسة الحالية في التعرف على الرضا الوظيفي لدى المعلمين في سلطنة عمان، باعتبار أنّ رضا المعلم عن مهنته يؤثر بشكل كبير على نجاحه في تأدية دوره ورسالته السامية. وبعد السير في خطوات البحث العلمي فقد بينت نتائج الدراسة أنّ معلمي سلطنة عمان يتمتعون برضا وظيفي مرتفع نسبياً، إلا أنّ ضغوط العمل وتعدد المهام الموكلة للمعلم هي السبب الرئيسي في رغبة المعلمين في تغيير مهنتهم والانتقال لمهنة أخرى، بينما حب المهنة والاقتناع بها من الأسباب الرئيسية في رغبة المعلمين في البقاء في المهنة.
وحول نتائج الدراسة قالت الحكمانية: وفي ضوء النتائج تمت صياغة عدد من التوصيات والمقترحات التي يمكن أن تسهم في تحسين مستوى الرضا الوظيفي لدى المعلمين. تكونت أداة الدراسة من (46) فقرة موزعة على الأبعاد السبعة الآتية: الإدارة المدرسية، علاقات العمل، ظروف العمل، الدخل، النمو المهني، طبيعة العمل، الإشراف. وقد طبق المقياس على عينة عشوائية عنقودية مكونة من (1500) معلم ومعلمة من محافظات: مسقط، والداخلية، وجنوب الباطنة. وقد أظهرت نتائج الدراسة أنّ معلمي سلطنة عمان يتمتعون برضا وظيفي مرتفع نسبياً، إلا أنّهم غير راضين عن مستوى الدخل الذي يتقاضونه من مهنة التدريس. فنتائج الدراسة الحالية تترك رسالة مهمة للمعنيين والمهتمين بتحسين نوعية التعليم، والذي يعتمد بشكل كبير على الرضا الوظيفي للمعلمين. فرضا المعلم عن مهنته لا يؤثر على نوعية حياته فقط بل يتجاوزه إلى المجتمع الذي يخدمه. وغالبا ما يكون رضا المعلمين عاملا مهملا عند وضع السياسات التربوية.
تقويم تجربة التدريس بالساعات
كما حصلت دراسة تقويمية لتجربة نظام التدريس بالساعات المطبقة في بعض مدارس التعليم ما بعد الأساسي للصفين (11-12) بمحافظة جنوب الباطنة من إعداد الدكتورة ميمونة بنت يوسف بن درويش العجمية مشرفة إدارية والدكتور صالح بن عبيد بن سعيد الغافري مشرف تقويم الأداء المدرسي وهاجر بنت حمود بن سعيد المعولية مساعدة مديرة مدرسة على المركز الثالث في محور الدراسات والبحوث هدفت الدراسة إلى التعرف على مدى توفر العناصر الأساسية اللازمة لنظام التدريس بالساعات المطبق في بعض مدارس التعليم ما بعد المدرسي للصفين (11-12) بمحافظة جنوب الباطنة والوقوف على جوانب القوة والضعف المرتبطة بالنظام ووضع إجراءات مقترحة من شأنها تطويره. وقد تألفت عينة الدراسة التي طبقت عليها الاستبانة من 446 فردا أما عينة المقابلة فقد بلغت 30 فردًا وأظهرت نتائج الاستبانة أن ما يقارب نصف عدد أفراد العينة يرون أنه لابد من إبقاء النظام مع ضرورة إدخال بعض التطويرات الأساسية عليه بينما يرى النصف الآخر ضرورة إلغائه كما تلخصت نتائج المقابلات في أن للنظام جوانب قوة أهمها إتاحة الفرصة للطالب للتعليم الذاتي وإتاحة المرونة للمعلم في الحضور والانصراف كما إن جوانب الضعف منها غياب ثقافة النظام وعدم تهيئة المبنى الحالي ومرافقه وتقليص زمن التعلم لبعض المواد الدراسية .
وعن هذا الفوز تقول الدكتورة ميمونة العجمية: ويعد هذا الفوز تشجيعا لنا لمواصلة مشوارنا في مجال البحث العلمي بالمحافظة نظرًا لأهمية هذا المجال في الوقوف على أهم الظواهر التربوية والقضايا الإدارية وتحليلها بالشكل العلمي المطلوب في سبيل معرفة أسبابها والتوصل إلى حلول ناجعة للحد منها وبالتالي تطوير العملية التعليمية والارتقاء بالأداء المؤسسي سواء على مستوى المدارس أو المحافظة.
تشجيع البحوث التربوية
من جانبه أكد الدكتور صالح الغافري أهمية هذا المسابقة والفوز الذي حققته الدراسة، وقال: إنّ التكريم والتحفيز والتقدير لجهد أي موظف يعد وصفة مؤثرة لإطلاق الطاقات الكامنة لديه، فقد فطر الإنسان على التأثر بالثواب والعقاب، كما أنّه يحتاج إلى تحقيق ذاته ويحتاج إلى النجاح والرضا الوظيفي. لذلك فإنّ تحقيق مركز متقدم في هذه المسابقة التربوية لاسيما وأن هذا العمل البحثي باكورة أنشطتنا البحثية في المحافظة، يمثل لنا وقعاً إيجابياً وطاقة دافعة إلى التركيز ومضاعفة الجهد بصورة أكبر في المستقبل لتجويد الأبحاث والدراسات التربوية التي تخدم ميدان التربية والتعليم على مستوى المحافظة والوزارة.
وتابع: على الرغم من جهود الوزارة المبذولة لتشجيع البحث التربوي، حيث تمثل هذه المسابقة مرتكزًا من المرتكزات الداعمة لذلك، إلا أنّ اهتمام الوزارة اليوم بمثل هذه المسابقات وتطويرها يعد مطلبا أساسيا في ظل تنامي المتغيرات العالمية والأبعاد الحياتية المختلفة التي لا شك تسهم إسهاما كبيرا في تشكيل الشخصية الإنسانية العمانية، وبذلك فإنها تحتاج إلى جهود تطويرية نوعية تفرزها الأبحاث والدراسات التربوية المنهجية التي تعمل مثل هذه المسابقات على تخصيبها وازدهارها. مضيفًا: كما أنّ التدفق المتنامي للكثير من الكفاءات والمهارات البحثية من حملة المؤهلات العلمية كالماجستير والدكتوراه، يحتم على الوزارة تنظيم هذا التدفق في مجرى أو قناة مناسبة لطاقة هذا التيار البحثي لضمان مصبه بفعالية في الحقل التربوي والتعليمي. ونشكر المسؤولين في المحافظة على مشاطرتهم لنا الجهد وتسهيلهم أداء هذه المهمة البحثية، رغم أنّ عضو لجنة البحوث والدراسات التربوية يشترك في العديد من اللجان بالإضافة إلى ممارسة وظيفته الرسمية، إلا أنّ تكاتف الأيادي سهل الصعاب وأتى بالإيجاب.
"عمان الرقمية "
كما حصلت معلمة تقنية معلومات منصورة بنت العبد بن سلام الريامي من مدرسة وادي المعاول للتعليم الأساسي على المركز الثالث عن نص مسرحي بعنوان:"عمان الرقمية" في محور أدب الطفل وعن أهمية هذا الفوز وما يمثله لها قالت: