مسقط - رياض السيابي
اختتمت، مؤخرًا، في مدينة إسطنبول التركية، فعاليات المؤتمر الدولي للشيخوخة (مبادرة إسطنبول الدولية للشيخوخة)، والذي شاركت فيه السلطنة بوفد ترأسه معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية، وعضوية مسؤولين من وزارتي التنمية الاجتماعية والصحة، إلى جانب أعضاء من جمعية أصدقاء المسنين. وفي ختام هذا المؤتمر -والذي نظمه الاتحاد الدولي للشيخوخة- خرج 400 مشارك يمثلون 49 دولة، وعدد من مؤسسات المجتمع المدني بجملة من التوصيات؛ وهي: حث الدول التي ليست لديها آليات خاصة بمتابعة شؤون كبار السن على إنشاء هذه الآليات وتفعيل الموجود منها، والتأكيد على أهمية إقرار سياسات واستراتيجيات خاصة بكبار السن بعد إجراء كافة دراسات الجدوى المتعلقة بها وإدماجها في السياسات الاجتماعية في الدول الأعضاء، وأيضا توصيتهم بمتابعة ما تم إنجازه وتنفيذه في مجال رعاية المسنين والمتضمن في الالتزامات والمواثيق الدولية. وأوصوا بالتأكيد على أهمية إنشاء مؤسسات المجتمع المدني في مجال رعاية المسنين على المستويين الوطني والإقليمي، والتأكيد على الدول الأعضاء التي ليس لديها قوانين خاصة بحماية المسنين على الإسراع في سن التشريعات واستصدار القوانين اللازمة لذلك، وأيضًا وضع برامج تأهيلية وتثقيفية لأسر المسنين من أجل تمكينهم من رعاية ذويهم من كبار السن، والتأكيد على الاستفادة المتبادلة من تجارب الدول الأعضاء في مجال رعاية المسنين وإثراء البرامج الوطنية بالخبرات المكتسبة، كما أوصوا بضرورة بحث الهيئات العلمية في الدول الأعضاء على اعتماد تخصص طب وصحة المسنين كتخصص أكاديمي وخدمي خاص برعاية المسنين، وإعداد الكوادر المتخصصة وفرق الرعاية المدربة لبناء الخبرة النوعية في مجال العناية بكبار السن.
وأكد أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي -في كلمة ألقاها في المؤتمر- أنه لا ينبغي تمييز فئة كبار السن من المواطنين عن الفئات الأخرى، ولا يمكن تجاهلها باعتبارها فئة ذات فعالية وقيمة في المجتمع، وأنها من أنشط الفئات اقتصاديا، وعليه يجب توفير الرعاية المناسبة لها.
وناشدت معالي فاطمة شاهين وزيرة الأسرة والسياسات الاجتماعية بتركيا -في كلمتها- دول العالم للعناية بهذه الفئة في مختلف الجوانب الاجتماعية والصحية والنفسية والاقتصادية.. مبينة أن نجاح أي أسرة يجيء من خلال الاهتمام بمختلف الفئات العمرية ابتداءً من الطفولة وحتى الشيخوخة، وإن فئة الشيخوخة تعتبر من الفئات الواجب على كل مجتمع العناية بها وإيجاد وسائل تعمل على إيجاد سبل العناية والراحة لها. وأشارت إلى التجربة التركية، والتي تعنى بالمسن من خلال المنزل، وذلك بتقديم الدعم المالي للمسن للعيش بكرامة داخل منزله، وأيضا تقديم الخدمات الصحية له داخل المنزل من خلال برنامج التمريض المنزلي، والذي يقدم خدماته حاليا لأكثر من 400 ألف مسن.
ومن جانب آخر، اطلع معالي الشيخ وزير التنمية الاجتماعية على منظومة البرامج والخدمات التي تقدَّم للمسنين والمعاقين؛ وذلك في زيارته لعدد من المؤسسات التي ترعى هذه الفئات، وقد استمع خلالها لشرح حول آليات التأهيل والعناية الاجتماعية والصحية والنفسية للمعاقين والمسنين وإن كانوا في منازلهم.