واشنطن - رويترز
قال خبراء إن الإرهابي المشتبه به الذي اعتقلته قوات أمريكية خاصة في ليبيا، سيُحتجز على الأرجح في سفينة تابعة للبحرية الأمريكية، إلى أن يقرر المحققون أنه أعطى كل ما عنده من معلومات، وأوضحوا أنه لا توجد محاذير قانونية على المدة التي قد يستغرقها ذلك.
وقال خبراء أمريكيون إنه على الرغم أن الحكومة الأمريكية غير مقيدة قانونيا بمهلة زمنية محددة لاحتجاز عضو القاعدة المشتبه به، إلا أنها لا تريد أن تبقيه فترة طويلة على ظهر السفينة سان انتونيو في البحر حتى لا تتهم بانتهاك اتفاقيات جنيف.
واعتقلت القوات الأمريكية الخاصة في عملية نفذتها في طرابلس، يوم السبت، نزيه الرقيعي المعروف بأبو أنس الليبي. ويجرى الأن استجواب الليبي من قبل فريق تحقيق متخصص في استجواب المشتبه بهم الكبار.
وعلى الرغم من أن الحكومة الأمريكية لم تكشف عن خطوتها التالية مع الليبي، يقول خبراء إنه من المرجح محاكمته في نيويورك حيث تنتظره اتهامات موجَّهة له من قبل مدعين اتحاديين. وفي العام 2011 احتجزت السلطات الامريكية صوماليا يدعى أحمد عبد القادر وارسامي المشتبه بمساعدته القاعدة في سفينة تابعة للبحرية الامريكية لاستجوابه لاكثر من شهرين دون تعريفه بحقوقه القانونية ثم احضر الى نيويورك ليواجه الاتهامات.
وقال أحد المسؤولين الامريكيين -الذي طلب عدم نشر اسمه- إنه لا توجد قيود متعلقة بمدة احتجاز الليبي. وقال المسؤول: "ليس مهما طول المدة (ما دام محتجزا) في أوضاع انسانية". وقال ستيفن فلاديك الاستاذ الجامعي بكلية الحقوق بجامعة واشنطن: إن اعضاء القاعدة الكبار يحتجزون عسكريا بموجب قانون عام 2001 الذي يفوض باستخدام القوة العسكرية وليس هناك متطلبات متعلقة باحتجازهم في مكان بعينه.
وذكر خبراء أمريكيون أن مسؤولي الحكومة الامريكية حرصوا على القول بأنه لم يتخذ بعد قرار بشأن محاكمة الليبي امام محكمة مدنية او عسكرية لان ذلك قد يؤثر على الاجراءات القضائية اللاحقة.
وأبدى الرئيس الامريكي باراك أوباما ثقة كاملة في تورط الليبي في مؤامرات ضد الأمريكيين. وهو متهم بضلوعه في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998 الذي قتل فيه 224 مدنيا.
وقال أوباما في مؤتمر صحفي في البيت الابيض: "نعرف ان السيد الليبي خطط وساعد على تنفيذ مؤامرات قتل فيها مئات الاشخاص.. أعداد كبيرة من الامريكيين. ولدينا أدلة قوية على ذلك. وسيقدم للعدالة". ولم يتضح بعد ما كانت تعرفه الحكومة الليبية عن عملية اعتقال الليبي من أحد شوارع طرابلس ومتى أبلغت تحديدا بذلك.
وقال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان: إن العلاقات مع الولايات المتحدة لن تتأثر بقيام القوات الامريكية باعتقال رجل يشتبه بانتمائه إلى القاعدة في طرابلس لكنه قال ان الليبيين يجب ان يحاكموا في بلادهم.
وبدت تصريحاته محاولة للحفاظ على حليف اجنبي مهم دون اثارة غضب الاسلاميين المتشددين الذين يسيطرون على مناطق في ليبيا.