إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فنون شعبية متنوعة بنيابة الحوقين في الرستاق على وقع الطبول وسليل السيوف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فنون شعبية متنوعة بنيابة الحوقين في الرستاق على وقع الطبول وسليل السيوف


    الرستاق- وليد السليمي
    قدمت فرقة الحوقين للفنون الشعبية بمشاركة الأهالي والشباب طوال أيام العيد لوحات للفنون الشعبية المغناة التي تضمنت جوانب كثيرة من أحياء الموروثات الشعبية والعادات والتقاليد العمانية والتي كانت ولا زالت تقام بمختلف محافظات وولايات السلطنة.
    ومن مظاهر هذه الاحتفالات الشعبية  قرع الطبول قبل وقت من صلاة العصر ومن فوق أماكن عالية كالبروج والحصن وقمم الجبال القريبة من المساكن والتي تتيح المجال لسماع الصوت من مختلف أرجاء نيابة الحوقين وهي إيذان ونداء لإقامة الفنون الشعبية في عصر ذلك اليوم، ويستخدم في ذلك الطبل الكبير والمتعارف عليه في الحوقين باسم "النخلاني" والذي تميز بقدمه وكبر حجمه وجودة المواد المصنع منها ويحفظ لدى كبار السن نظراً لمكانته وقيمته لدى المجتمع ويستخدم في المناسبات الرسمية والهامة.
    بعدها بدأ توافد الأهالي من مختلف أماكن الحوقين ومن مختلف الفئات مرتدين الزي العماني التقليدي المتعارف عليه لدى النساء والرجال ويحمل الرجال والأطفال العصي والأسلحة التقليدية كالبنادق والسيوف والتروس والأبواق ويلبسون الخنجر العماني وفي ذلك يتفاخرون بالأصالة العمانية. ويتجمع الأهالي في ميدان تعارف عليه منذ القدم والمسمى "بالصبخ"، وهو موقع قريب من حصن الحوقين والحارات القديمة، وفي ذلك الوقت تكون قد بدأت أصوات الطبول كالكاسر والرحمن، ويلتف الناس حولها يستمعون لمبارزة قرع الطبول؛ حيث يتبارز المطبلين بطبلاتهم ذات الإيقاعات الحماسية والتي ينسجمون معها بحركات الجسم كالدوران في نقطة واحدة مع ارتكاز لأحد القدمين والأخرى تبقى مرفوعة من الخلف والنظر تارة للأرض وتارة أخرى لعنان السماء حسب إيقاع الطبلة.
    وتظهر على وجوههم علامات وكأنهم يقدمون شهادة الفخر والاعتزاز لهذا الوطن ومكنوناته وهم يتبادلون الطبول فيما بينهم، بينما الصغار يراقبون المشهد بعلامات الرضا والتفاخر ويتعلمون منهم ذلك الفن الشعبي وبقية الناس تتوزع ما بين تبادل التهاني والتجوال بين برزات البيع المفترشة على الأرض والتي من خلالها تباع الحلويات والمكسرات وألعاب الأطفال وبعض المقتنيات والمصنوعات المنزلية. وسرعان ما يلتف الرجال حول صوت الطبول وقد بدأت صيحات الرزحات الشعبية تعلو المكان ويشكلون بتجمعهم صفين متقابلين ويكون بينهم قارعو الطبول وحاملو السيوف والبنادق يتنافسون في عرضها ويكون ذلك متناغما مع صوت الرزحات، والتي يرددها أحد الصفين ويكمل عليه الصف الآخر ويظلون لوقت قد يصل لعشر دقائق وصوت الرزحة يعلو تدريجيا ليصل ذروته ويأتي بعده صوت التكبير والبدء في رزحة "شلة" أخرى وهكذا تتداول الرزحات والتي تتميز كلماتها بالحماسية والدعوة للتمسك بالدين والحفاظ على الوطن والاعتزاز به وبالنفس وبعضها يحمل أوصاف لعادات ومظاهر ومعالم حضارية.
    بعد ذلك يتغير المشهد بمسير سريع؛ حيث يتجمع الكل ويأخذون مسارا للمشي خطواته تكون أحيانا سريعة نوعا ما وأحيانا تتميز بالبطء حسب ترديد الأصوات لتختتم تلك الرزحات بالهلهلة والتكبير ويبدأ صوت العازي، وهي كلمات حماسية أخرى بإيقاعات مختلفة يقدمها شخص واحد يسمى بصاحب العازي والبقية يكبرون، ويهتفون خلفه مع قرعة طبل قوية وإشهار لحركة اليد لأعلى بقوة تحمل تلك الأيادي السيوف والعصي والبنادق وتختتم بالصلاة والسلام على الحبيب المصطفى لينتهي هذا المشهد تاركاً خلفه مشاعر نضجت في النفوس، وأعطت حافزا لجوانب إنسانية يستفاد منها في خدمة هذا الوطن وكلهم شوق وترقب ليوم آخر يجمعهم مع هذه الفنون البديعة.
يعمل...
X