الرؤية- خاص
تقول فاطمة بنت صباح على الكندي إنّ الواقع غالط حلمها الذي كانت تتمناه منذ نعومة أظفارها في أن تلتحق بالسلك الدبلوماسي من خلال عملها في وزارة الخارجية، ما دفعها للتخلي عن هذا الحلم لتنغمس في واقع العمل التطوعي.
وتواصل فاطمة أنّ نسبتها التي حصلت عليها قادتها إلى دراسة الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس بدلا من التخصص في الترجمة رغمًا عن أنّ الدرجة المخصصة للترجمة أقل من نسبة الدخول لتخصص الاقتصاد.
وأشارت إلى أنّ حلمها بالالتحاق بالسلك الدبلوماسي اصطدم بعدم قبول أهلها بدواعي أن العمل بالسلك الدبلوماسي يكون السفر فيه كثيرًا، لذا هي فضّلت التخصص في الاقتصاد والعلوم السياسية. وأوضحت أنّها ومن خلال دراستها في الجامعة التحقت بكثير من الجماعات التطوعية منها جماعة اللغة الإنجليزية والترجمة بعمادة شئون الطلاب وجماعة صوت التنمية وأنّ حركتها ازدادت في مجال العمل التطوعي في السنة الثالثة من دراستها الجامعيّة عندما انضمت لجماعة التجارة التي كانت تتألف من ثمانية جماعات، وأنها اختارت من بين الثمانية الانضمام إلى جماعة الاستثمار التجاري ونادى التسويق وجماعة المالية.
وقالت إنّ بدايتها كانت صغيرة، من خلال العمل في ديكور المعرض وديكورات المسرحيات التي تقام بالأمسيات التي تنظمها الجماعة إلى أن أصبحت تقدم المادة التى تقدم على المسرح. وأضافت أنّها بعد ذلك انتقلت إلى جماعة صوت التنمية لتكون مسؤولة عن العلاقات العامة فى الملتقى التنموي الثالث والرابع والخامس، إلى جانب أنّها شغلت وظيفة إدارية في جماعة التجارة.
وذكرت الكندية أن طموحها الآن بعد أن التحقت بالعمل في شركة الأبراج لأعمال الطاقة ينصب حول العمل التطوعي الذي تفرد له مساحة كبيرة من يومها، بعد انقضاء ساعات الدوام الرسميّة، باعتبار أن الأعمال التطوعيّة أعمال جليلة ومن خلالها تستفيد منها شريحة كبيرة من أفراد المجتمع.
وأوضحت أنّ إقدام الشباب على الأعمال التطوعية سيعمل على ترسيخ قيمة هذا العمل داخل المجتمع، خاصة وأنّ الشباب يمتلك مساحة من الوقت من أجل أن ينشط في هذا المجال الذي اعتبرته من أهم المجالات المفتوحة التي يستطيع من خلالها الإنسان أن يخدم مجتمعه. وأشارت الكندية إلى أنّها تنشط الآن في مجال الأحداث بدار الإصلاح والتوجيه، عن طريق عقد الندوات والتوجيه وورش عمل حول القيم الإسلاميّة، إلى جانب ورش مماثلة لتوعية المجتمع بقانون الأحداث. وأضافت أنّها بدأت هذا العمل بصورة فردية، وأنّها الآن تتواصل مع جماعات أخرى، وأنها سجلت زيارات للأحداث وأنها تتواصل معهم والوقوف على مشاكلهم عن طريق الأخصائي الاجتماعي.
وأكدت أنّ مثل هذه الأعمال تدخل الفرح والسرور في نفوس من يتلقون الخدمة ومن يقدمونها، داعية الشباب إلى ضرورة الانخراط في العمل التطوعي من كافة أبوابه، باعتبار يقوم على الأخذ والعطاء، ويشعِر الإنسان بقيمة ما يقدمه للمجتمع الذي يحتاج إلى طاقات الشباب. ولفتت إلى أنّ ما ساعدها على طرق أبواب الأحداث، هو العمل التطوعي والدورات التدريبية والتأهيلية التي امتدت لفترة تسعة أشهر في مركز تواصل العالمية، مما ساعدها كثيرا فى مد جسور التواصل مع المستهدفين إلى جانب التواصل الخارجي من مدارس وأسر وأصدقاء.
وحول طموحات المستقبل، قالت إنّها تتمنى أن تنتشر ثقافة العمل التطوعي بمفهومها الصحيح، وأن نصل إلى تطبيق الطريقة الصحيحة لتهيئة المتطوع قبل دخوله للمجتمع المدني- نشر الإنسانية والقيم الإسلامية المنسية التي من شأنها تأطير الحياة بكافة مجالاتها، وأنها تطمح لبناء فريق تطوعي في منطقة الرستاق حيث تسكن للاستفادة من قدرات ومهارات الشباب هناك.
وذهبت الكندية الى أنّ تخصصها فى التسويق ساعدها في تطبيق النظريات التي تعلمتها في إقامة الورش التفاعلية، إلى جانب تنويع الطرق للوصول لذهن القارئ أو الحضور لإيصال معلومة أو خلق الرغبة في التعلم والبحث عن الإجابات.
واختتمت فاطمة حديثها بقولها إنّ الحياة تبدأ وتنتهي عند مفردة العطاء، حيث تجد قيمة لمفهوم العمل والأصدقاء والحب والدعاء والامتنان والمشاكل والعائلة والأحلام وغيرها من القيم.