الرؤية - نجلاء عبدالعال
احتفلت شركة تنمية نفط عمان بالانتهاء من حفر البئر رقم (1000) في حقل نمر النفطي الذي يقع في جنوب منطقة الامتياز؛ ليكون بذلك أول حقل في السلطنة يحقق هذا الإنجاز، وبلغ عمق البئر التي دخلت خط الإنتاج، 2100 متر وتمّ حفرها بواسطة جهاز الحفر رقم -28 بالشركة في مدة 23 يوماً، وذلك في تكوين "غريف الأوسط" الذي يحتوي على صخور رملية. وتمّ حفر البئر "نمر-1000" على مسافة ثلاثة كيلومترات جنوب غرب أول بئر حفرت في الحقل "نمر-1" والتي ما زالت تنتج منذ اكتشافها قبل 33 عاماً، وبلغ إجمالي إنتاج شركة تنمية نفط عمان من آبار حقل نمر منذ عام 1985 حتى الآن 625 مليون برميل من النفط، مع وجود 132 مليون برميل من الاحتياطي تنتظر الاستخراج، ويبلغ متوسط الاستخلاص النهائي من كل بئر 700 ألف برميل.
وقال راؤول ريستوتشي مدير عام شركة تنمية نفط عمان: " إنّ هذا الإنجاز مفخرة للشركة وللبلاد برمتها، وأنا فخور بتفاني جميع أفراد الفريق العامل في الحقل ومهاراتهم المشرّفة." وأضاف: "لقد تطوّرت مجموعة نمر العنقودية حتى أضحت مصنعاً فاعلاً للوقود الأحفوري في ظل تمكّن الفريق من حفر أكثر من 100 بئر سنوياً مما يساهم في إثراء عائدات السلطنة النفطية."
وحول هذا الإنجاز قال المهندس جنيد محيي الدين غلام، رئيس فريق المجموعة العنقودية في نمر: "إلى جانب كونه أول حقل نفطي في السلطنة يحقق هذا الإنجاز، فإنّ البئر رقم 1000 ترمز إلى المثابرة والتصميم والاستدامة والسمعة الرائدة التي تتميز بها شركتنا لإنتاج النفط من أكثر البيئات الجوفية الحافلة بالتعقيدات." وأضاف: "هذه لحظة تاريخية يفخر بها جميع موظفي الشركة والشركات المتعاقدة معنا، الذين بذلوا أقصى جهدهم في ظروف اكتنفتها التحديات لتحقيق هذا الإنجاز."
وكانت عملية إنتاج النفط الثقيل في نمر بدأت عام 1985 عقب تشغيل مرافق الإنتاج، أمّا عملية الإنتاج من الآبار الأفقية فبدأت مع حفر البئر نمر-134 في عام 1990، ومثلت نقطة تحول أوصلت إجمالي إنتاج الحقل من النفط في أواخر التسعينيات إلى ذروته بمعدل مستقر بلغ أكثر من 90 ألف برميل يومياً. وتشير الدراسات إلى أنّ آفاق المستقبل في نمر، أكبر حقل في الشركة من حيث معدل الإنتاج، تبدو واعدة ومشجعة حيث يجري حالياً إنضاج 150 مليون برميل من خلال التجارب والدراسات الميدانية وتجارب الحقن بالبوليمر، وشارك في الإنجاز فريق العمل بالحقل وإلى جانب الفريق الأساسي المكون من خمسة جيولوجيي عمليات هناك فريق هندسة يشرف على أسطول مؤلف من ستة أجهزة حفر.
من جانبه قال بدر الشرجي، رئيس خطوط التدفق- ربط الآبار" إنّ الالتزام بالخطة، والقدرة على التكيف مع الإحداث غير المتوقع ، والتحسين المستمر وفوق هذا وذاك فإنّ دعم الشركة المتعاقدة مكننا من بدء الإنتاج من الآبار في غضون 15يوماً من انتهاء جهاز الحفر من عمله".
من جهته قال سعيد الحارثي رئيس الهندسة في نمر إنّ الإنجاز الآمن لنحو 100 بئر بجودة عالية في السنة في أماكن بينية ضيّقة هو أمر يستحق الفخر، مشيدًا بمستوى وأداء متعاقدي الحفر لدى الشركة.
يذكر أنّه في حقول النفط الثقيل مع وجود طبقات كثيفة من المياه الجوفية فإنّ التدفق المرتفع خلال الآبار الأفقيّة يعني المزيد من النفط ، ولكن يتضمن أيضاً إنتاج كميّة من المياه تصل إلى 10 أضعاف الناتج النفطي، وهو ما شكّل مشكلة مع تزايد الإنتاج إلى أن استطاعت الشركة التوصل إلى حل تمثل في مشروع مستنقعات القصب الاصطناعية في نمر، الذي تمّ خلاله الاستفادة من المياه المستخرجة وتنقيتها عبر طرق متوافقة مع البيئة مما أهل المشروع للفوز بالعديد من الجوائز، وتمّ خلال المشروع الاستفادة من الملوحة المنخفضة جداً للمياه المصاحبة للنفط باعتبارها فرصة لمواصلة القدرة الإنتاجيّة لحقل نمر، ورافق ذلك ارتفاع الكفاءة في استخدام الطاقة وتحسين الجاهزية وتقليص متطلبات الصيانة بأقل قدر.
ومن المعروف أنّ شركة تنمية نفط عمان هي أكبر شركة لاستكشاف وإنتاج النفط والغاز في سلطنة عمان حيث تنتج حوالي 70 بالمائة من النفط الخام العماني، وتقريباً كامل إنتاج السلطنة من الغاز الطبيعي. والشركة مملوكة لحكومة السلطنة (60 بالمائة من الأسهم) ومجموعة شل (34 بالمائة من الأسهم) وشركة توتال (4 بالمائة) وشركة بارتكس (2 بالمائة)، وتقوم الشركة بإنتاج الغاز والمكثفات بالنيابة عن حكومة السلطنة.