الرؤية - محمد قنات
انطلقت، أمس، فعاليات حلقة العمل حول "بناء الاستراتيجية الوطنية لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت"، بفندق سيتي سيزنز مسقط، بتنظيم من المركز الإقليمي للأمن السيبراني التابع للاتحاد الدولي للاتصالات، والذي تستضيفه السلطنة -ممثلة في هيئة تقنية المعلومات- برعاية الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات.
وقد شارك فى حلقة العمل عددٌ من المحاضرين الدوليين المتخصصين في مجال أمن المعلومات بمختلف المؤسسات الحكومية والخاصة بالسلطنة، وحضر الورشة عددٌ من المهتمين والناشطين فى مجالات حقوق الطفل. وتختتم الورشة أعمالها، اليوم، بعدد من المحاضرات وأوراق العمل التى تتناول التنشئة الاجتماعية والتأثيرات السلبية ونتائجها على الأطفال والأسر، إلى جانب مقترحات وحلول للمخاطر التى يتعرض لها الأطفال.
ومن جانبه، قال المهندس بدر بن علي الصالحي مدير عام المركز الوطني للسلامة المعلوماتية: إن حلقة العمل تهدف إلى إيجاد استراتيجية وطنية لحماية الأطفال على الإنترنت من خلال عرض عدد من السياسات والاستراتيجيات التي من شأنها حماية الطفل في الفضاء السيبراني، وكذلك مناقشة الإجراءات التقنية والإجرائية، بهدف إيجاد خطة عمل مشتركة على المستوى الفني والإجرائي لتعزيز حماية الأطفال على الإنترنت. وأضاف بأن الحلقة تناقش سبل وخطط بناء القدرات البشرية والمؤسسية لحماية الأطفال على شبكة الإنترنت، مشيرا إلى أهمية التعاون والشراكة بين القطاع العام والخاص، بما من شأنه أن يساهم في توفير بيئة إلكترونية آمنة للأطفال. وتابع بأن الحلقة تسلط الضوء على الأدوار والمسؤوليات لمختلف الجهات المعنية بحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت ومناقشة الفرص والتحديات في مجال حماية الأطفال في الفضاء السيبراني.
التطور التقني
وفيما يتعلق بالتطور الذي تشهده تقنية المعلومات والاتصالات والصعوبات التي تواجه الجهات المعنية بحماية الأطفال مع مخاطر الإنترنت، أوضح الصالحي أن شبكة الإنترنت وتقنيات المعلومات والاتصالات أصبحت تستحوذ على جزء كبير من أوقاتهم وحياتهم، وبات العالم الإلكتروني يتسع شيئاً فشيئاً أمام عالم الأطفال من خلال شبكة الإنترنت. وأوضح أن عنصر السلامة وسط هذه البيئة المتداخلة، لا يزال مسألة بالغة الأهمية يشغل بال العديد من المهتمين، بما في ذلك الدول والمؤسسات على اختلاف أشكالها.
وقال: إن الإحصائيات تظهر أن 60% من الأطفال والمراهقين يتحدثون في غرف الدردشة بصورة يومية، وأن ثلاثة أطفال من كل أربعة، على استعداد للإدلاء بمعلومات شخصية عن أنفسهم وأسرهم مقابل سلع وخدمات، وأن 1.5% مستهدفون بالجرائم الإلكترونية.
وزاد الصالحي بأن سلوك المخاطرة على الإنترنت يُمثل جزءًا من عملية النمو التي يواجهها أولياء الأمور في كافة الجوانب المتعلقة بسلامة الطفل بما فيها الإنترنت، كما من الواجب أن يُتخذ زمام المبادرة في هذا المجال لتوجيه الأطفال بين دهاليز هذا العالم الشاسع، وذلك للتمكّن من استخدام هذه الأداة والتمييز بين سلبياتها وإيجابياتها ومعرفة متى تضع الحدود الفاصلة ومتى تفرض القيود الآمنة على استخدام الانترنت وكذلك لتقييم مدى استفادتهم منها وتشجيعهم على استغلالها لتنمية معارفهم وتوسيع خبراتهم ومداركهم وتوجيههم إلى الاستخدام الآمن لها.
وتطرق الصالحي إلى تبني السلطنة لإعلان المبادئ الصادر عن القمة العالمية لمجتمع المعلومات الذي يتضمن ميثاق حقوق الطفل، قائلا: إن السلطنة أخذت على عاتقها مجموعة من المبادرات والبرامج لحماية الأطفال على الإنترنت.. موضحا أنه من أجل تحقيق هذه الغاية، قامت هيئة تقنية المعلومات -ومن خلال المركز الوطني للسلامة المعلوماتية- بتنفيذ العديد من المبادرات في مجال "حماية الأطفال على الإنترنت" في السلطنة. ودعا الصالحي إلى ضرورة تكاتف جهود الجميع والتعمل سوياً من لتوفير بيئة استخدام آمنة للإنترنت للأطفال ولكافة أفراد المجتمع؛ توطئة للوصول إلى غاية بناء مجتمع معرفي آمن يتمتع بتوظيف التقنية الحديثة والمعرفة الرقمية من أجل حياة أكثر عطاءً وإنتاجيةً واستقراراً.
أوراق العمل
وتضمَّن برنامج حلقة العمل فى يومه الأول، أمس، عددًا من أوراق العمل، بدأت بنبذة تعريفية عن برنامج حماية الأطفال على الإنترنت، قدمتها كارلا ليسياراديلو من الاتحاد الدولي للاتصالات تطرقت فيها عن بناء العلاقات الدولية مع السلطنة في مجال حماية الطفل وامتدحت الدور الذي تقوم به السلطنة على المستوى المحلي والدولي في مجال حماية الطفل من مخاطر تقنية المعلومات عموماً. فيما قدمت أميليا جوا من منظمة "إمباكت" ورقة عمل بعنوان حلقة الوصل بين التقنية والسياسات في مجال حماية الأطفال. واستعرضت أمل المشايخية -من المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بهيئة تقنية المعلومات- ورقة عمل تطرقت فيها إلى إنجازات المركز في مجال حماية الأطفال على الإنترنت والفعاليات والبرامج التوعوية المتنوعة التي حققت الأهداف النبيلة التي يطمح إليها هذا البرنامج.
تلا ذلك، ورقتا عمل بعنوان "التعاون الدولي ودور برنامج حماية الأطفال على الإنترنت"، و"تقييم الشراكات والمبادرات الدولية الحالية". وبعدها تناولت يوليا مورينتيس ورقة عمل بعنوان الهيكل القانوني لبرنامج حماية الأطفال على الإنترنت ودراسة تحليلية لوضع الدول العربية في هذا المجال. واختتمت فعاليات اليوم الأول بورقة عمل بعنوان بناء القدرات والمهارات في مجال حماية الأطفال على الإنترنت وكيفية استثمار هذه الكفاءات على المستوى المحلي قدمها الدكتور سانجيت بولار من منظمة وايز كيدز.
هيئة تقنية المعلومات
وأشارت هيئة تقنية المعلومات إلى استراتيجية مجتمع عمان الرقمي والحكومة الإلكترونية، خلال عرض مرئى قدمته فى حلقة العمل، وقالت الهيئة إنها أولت اهتماما بأمن الأطفال على الإنترنت، وتناولت الموضوع من عدة جوانب شملت القوانين والتشريعات الإلكترونية من حيث سن قانون المعاملات الإلكترونية وقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات؛ حيث تناول القانون عقوبات مضاعفة في حال إن كان المستهدف بالجريمة الالكترونية من فئة الأطفال والجانب المؤسسي، وتمثل بإنشاء المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بالهيئة؛ حيث يأتي ضمن أولوياته الاهتمام بحماية الأطفال على الإنترتالي، بجانب بناء القدرات من حيث تأهيل وتوعية الأطفال والمدرسين وأولياء الأمور بوسائل الحماية التي تساعد الأطفال وتجنبهم الوقوع في المخاطر الأمنية المعلوماتية، وكذلك الجانب التقني من حيث توفير البرامج والأدوات التي توفر قدرًا أكبر من الأمان عند استخدام الأطفال للتقنية، وعند تصفح الإنترنت، وأخيرا جانب التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال؛ حيث تشارك الهيئة في جهود المنظمات الإقليمية والدولية في هذا المجال.
وبادرت الهيئة ضمن مبادراتها المختلفة في مجال حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت بتبنى مبادرة حماية النشء على الإنترنت؛ حيث جاءت مبادرة حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت في طليعة أولويات المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بالهيئة، وتبنت الأجندة العالمية للأمن السيبراني من الجانب التأسيسي والقانوني والتقني والإجرائي، إضافة إلى تفعيلها لبناء القدرات والتعاون الدولي في هذا المجال.
وتتضمَّن المبادرة حماية الأطفال من خلال تثقيفهم وتزويدهم بالمعرفة والوسائل التوعوية اللازمة لتجنب الأخطار وطرق الإبلاغ عنها عند وقوعها.. ولم يقتصر دور المركز الوطني للسلامة المعلوماتية على هذه المبادرة، بل إن هناك العديد من الإنجازات، منها: الحملة الوطنية لأمن المعلومات، وموقع ملتقى الأطفال للسلامة المعلوماتية، وورشة عمل إقليمية حول حماية الطفل على الإنترنت في المنطقة العربية، وبرنامج حماية الأطفال على الإنترنت، وبرنامج سفراء السلامة المعلوماتية، إضافة إلى العديد من الوسائل التوعوية.