تويت
التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بمساهمة السلطنة بمبلغ خمسة ملايين دولار أمريكي لدعم جهود القضاء على مرض شلل الأطفال، تأتي مُتسقة مع مواقف السلطنة الداعمة للجهود الدوليَّة الرامية إلى استئصال هذا المرض؛ في ظل البوادر التي بدأت تلوح في الأفق وتُنبئ بإمكانيَّة عودته إلى الخارطة الوبائيَّة في العالم مرَّة أخرى، ما لم تتضافر الجهود الأمميَّة لمكافحته وتطويقه؛ منعًا لانتشاره.
والتوجيهاتُ السامية التي أُعلن عنها امس إبان افتتاح أعمال الدورة الستين للجنة الإقليميَّة لمنظمة الصحة العالميَّة لإقليم شرق المتوسط، والتي تستضيفها السلطنة، تأتي كذلك استشعارًا من السلطنة لدورها، وإدراكًا منها للحاجة الماسَّة للمزيد من الالتزام تجاه الصحة العالميَّة، والعمل على تعزيز الأوضاع الصحيَّة الدوليَّة في ظل المتغيرات على الصعيد الصحي، وبُروز قضايا صحيَّة عديدة على رأس قائمة الأولويَّات، ولما تشهده الفترة الحالية من تغيرات اجتماعيَّة واقتصاديَّة في عدد من دول الإقليم.
ويعكسُ هذا الدعم الرؤية السامية التي ترى أن تعزيز النظم الصحيَّة يُعدُّ من الاستراتيجيات الأساسيَّة لتعزيز التنمية الشاملة.
كما ينطلق هذا الدعم من نظرة السلطنة إلى العمل الإقليمي لمنظمة الصحة العالميَّة، وضرورة إعادة النظر في هيكلة عمل وتمويل المنظمة، والعمل على جعل التغطية الصحيَّة الشاملة، جزءًا من جدول أعمال التنمية في كل بلدان الإقليم؛ الأمر الذي يُحتم رؤية جماعيَّة للقضايا الرئيسيَّة المُتعلقة بالنظم الصحيَّة، ومعالجتها بناءً على احتياجات وظروف كل بلد على حدة.
وفيما يتعلق بالسلطنة، فإنها تعمل جاهدةً على الارتقاء بالمنظومة الصحيَّة؛ من خلال التخطيط ومراجعة وتقييم الخدمات الصحيَّة والتعامل مع التحديات التي تواجهها؛ من أجل تقديم خدمة ذات جودة عالية، تكافئ تطلعات، وتلبي طموحات المواطنين والمُقيمين.