يقول محمد بن علي المكتومي -الطالب بالسنة الرابعة في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس- إن الأحلام كانت تتملكه فى الصغر بالتبحر فى الثقافة والفكر الغربى، ومحاولة تحليله وتطبيقه، ويوضح أنه كان يدرك تمامًا أن هذا الأمر لا يتحقق إلا من خلال الدراسة خارج السلطنة، غير أن الأقدار ساقته إلى دراسة الجغرافيا.
وذهب المكتومي إلى أنه تخصص أكاديميًّا في مجال الجغرافيا والأنظمة الجغرافية، وأن القدر وحده ساقه إلى هذا التخصص. واستدرك: كنت أعشق الجغرافيا منذ الصغر.. لكنني لم أفكر أو أطمح لأن أتخصص في هذا المجال، كانت أمنيتي الدراسة في الخارج، ولكن الأقدار ساقتني لكلية الآداب.
ويضيف: طموحي كان -ولا يزال- الدراسة في الخارج لكسب الثقافة والمعرفة بالفكر الغربي، ومحاولة تحليله وتطبيقه وفق قالب مميز يخدم الواقع العربي والنهوض به، وألا يتعارض مع الخصوصية الإسلامية والهوية العربية. ويمضي المكتومي يقول: فى السنة الأولى والثانية لي في الجامعة كنت بعيدا نوعا ما عن الأنشطة الطلابية، وفى كثير من الأحيان كان البعض يقول إن الأنشطة تعيق الطالب في مستواه الأكاديمي؛ مما جعل هذه الفكرة تترسخ بداخلي. ويوضح أنه بعد تفكير عميق قرر خوض التجربة؛ ليدرك بعدها أن للأنشطة الطلابية دورًا فعَّالًا جدًّا في صقل شخصية الفرد، بما يخدمه ويخدم مجتمعه.
وأشار إلى أنه تولى منصب نائب رئيس مجموعة الجغرافيا العام الماضي، وأن التجربة كانت صعبة في بدايتها، باعتبار أنه دخل مجال الانشطة الطلابية بقفزة مباشرة ليكون مسؤولاً عن منصب إداري. وزاد بأنه على الرغم من ذلك، مثلت الجماعة نقلة نوعية له أكتسبته خبره مميزة.
وتابع المكتومي بأنه بعد فترة من التفكير والمراجعة، تبيَّن له حجم التقصير تجاه المجتمع الذى يعيش فيه، وأنه فقط يشتغل في نطاق ضيق داخل الجامعة، ونبعت لديه فكرة تأسيس فريق شبابي تطوعي، وبعد دراسة ووضع التصورات، وبجهد الشباب، تأسس فريق "سراج" الصيف الماضي، وكانت البداية متواضعة كطبيعة الأشياء.
وحول الأنشطة الحالية، يقول المكتومي إنه مُكلف حاليًا بمنصب نائب رئيس مبادرة "الأمم الأخلاق" بجامعة السلطان قابوس، وهى مبادرة شبابية تهدف لبث رسالة ثقافية وأخلاقية تساهم في الارتقاء بالمجتمع.. مُعلنا أنه سيتم تدشين المبادرة الأسبوع المقبل في الفترة من 4-6 نوفمبر.
ويلفت المكتومي إلى أنه -كغيره من الشباب- يسعى للوصول إلى مرحلة يغيرون فيها المجتمع إيجابًا، بما يساهم في تنميته، وبما يجعل المجتمع العماني فى مصاف المجتمعات الراقية فكرا وسلوكا.
وشدد المكتومي على أن المجتمع في حاجة ماسة لجهود الشباب.. مؤكدا أن المجتمعات لا تتطور بسهولة، وأن التطور يأتى بجهود الشباب، الذين قد تواجههم صعوبات لا يتوقعونها، لكن الإصرار والإرادة يزيلان العوائق، داعيا الشباب إلى ضرورة تسخير إمكانياتهم نحو الأعمال التطوعية التى تخدم المجتمع وتقدم خدمة كبيرة لأفراده.