تويت
نظمت وزارة البيئة والشؤون المناخية، صباح أمس، عرضًا مرئيًّا عن مشروع مسح ودراسة الزواحف البرية في السلطنة، قدمه الدكتور سلفادور كارانزا من إسبانيا، وذلك تحت رعاية علي بن عامر الكيومي مستشار الوزير لصون الطبيعة، بقاعة الندوات بديوان عام الوزارة؛ حيث تأوي السلطنة أكثر من 89 نوعًا من الزواحف، وهي تمثل حوالي 50% من إجمالي أنواع الزواحف في شبه الجزيرة العربية؛ من ضمنها: 21 نوعًا (أفاعي)، و12 نوعًا من السحالي المحلية. وتم عرض عينات من تلك الزواحف.
وتعتبر جبال الحجر في الشمال وجبال ظفار في الجنوب منطقتين غنيتين بالتنوع الأحيائي مع وجود عدد كبير من أنواع الزواحف التي لم يتم العثور عليها في أي مكان آخر في العالم، وتمثل هاتان المنطقتان أهمية بالغة للتنوع الأحيائي، وهما تقومان بدور رئيسي بالنسبة لإيواء وتنوع العديد من مجموعات الزواحف، ويصل ارتفاع رؤوس الجبال إلى 1087 متراً، كما يصل الارتفاع في الجبل الأخضر إلى 2980 متراً، وبالتالي فهي مرتفعة بدرجة كافية مما قد يكون له تأثير ملحوظ على المناخ المحلي، وتكون الأمطار أعلى بكثير من المناطق المنخفضة القاحلة إلى الغرب والجنوب. وتتمتع العديد من الأودية الجبلية ببعض المياه السطحية، على الأقل بشكل متقطع، وغالباً ما تقوم بدعم المناطق الغنية جداً بالغطاء النباتي، وهي في هذه الأودية التي يوجد فيها العديد من الزواحف.
وقد عمل الدكتور سلفادور كارانزا من معهد الأحياء التطوري في برشلونة والفريق التابع له -بتعاون وثيق مع وزارة البيئة والشؤون المناخية- في مشروع لدراسة منهجية وتطور وبيولوجية جغرافية الزواحف في السلطنة؛ وذلك من أجل الحصول على فهم أفضل لعدد الأنواع هناك ومكان معيشتها، وسوف تستخدم النتائج أيضاً لتعزيز أولويات ممارسات الصون وتعزيز الأساليب التي من شأنها تحسين فعالية تكلفة إجراءات الصون. والزواحف هي من الحيوانات الأكثر شيوعاً في البيئات القاحلة، ونتيجة لذلك فهي من الكائنات النموذجية الممتازة بالنسبة للتنوع الأحيائي والصون والبحوث المتعلقة بتغير المناخ. ولقد تم اكتشاف 12 نوعًا من السحالي موجودة فقط في السلطنة، ومن المرشح أن يضاف إليها 5 أنواع جديدة لا توجد في أي مكان أخر في العالم، إضافة إلى نوع واحد جديد من الأفاعي.
وتنتهج السلطنة أسلوبًا متعدد المسارات؛ يرتكز على حماية فوائد الأنواع الإحيائية من نبات وحيوان تنفيذ الاستراتيجية الوطنية وخطة عمل التنوع الإحيائي وإدارة نظام المحميات الطبيعية التي انطلقت السلطنة في إنشائه منذ العام 1983م، ويضم حاليا 16 محمية معلنة بمراسيم سلطانية وتتوفر لها الإدارة العلمية المتكاملة.