- بالعزيمة والأمل تمكنت من هزيمة السرطان ثلاث مرات
- أبذل قصارى جهدي ليعيش أحفادي في عالم بلا سرطان
أكدت المكرمة يؤثر الرواحية رئيسة الجمعية العمانية للسرطان على أهمية الدور الذي قامت به حملة مجلة الرؤيا للتوعية بخطورة مرض سرطان الثدي وذلك تحت شعار "معًا ضد سرطان الثدي" مشيرة إلى أن مجتمعنا العماني بحاجة إلى مزيد من هذه المبادرات التي تساعد الجمعية العمانية للسرطان في توصيل رسالتها بشكل أفضل لذلك تسعى الجمعية جاهدة لتوفير كافة سبل الدعم اللازم لكافة المبادرات التوعوية التي تقوم بها أي من المؤسسات.
الرؤية – شريف صلاح
تصوير – نواف المحاربي
مصابة بالسرطان
وحول فكرة إنشاء الجمعية وبدء العمل التطوعي تقول: يعلم الجميع أنني كنت قد أصبت ثلاث مرات بهذا المرض من قبل والحقيقة أنني لم أصدق نفسي عندما استلمت نتائج التشخيص الطبي وعلمت أنني في المرحلة الأولى من التعرض لورم سرطاني توسعي في الثدي كان ذلك في 1998 وبعد مرحلة العلاج والمثابرة أتى الشفاء بفضل الله لكني ما لبثت أن فوجئت بظهوره في مكان آخر فبدأت مرحلة جديدة في علاج جديد ثم شفيت منه بفضل الله أيضًا وما لبثت أن شفيت حتى فوجئت بأنّه ظهر في مكان ثالث وهكذا حتى شفيت تماماً بفضل الله حتى لحظتي هذه وبعد هذه الرحلة مع المرض قررت أن أقوم بعمل حملات توعوية في البيوت والأماكن المختلفة بصورة فردية وكان ذلك في العام 2000 حيث تقاعدت من عملي إلى أن حصلت على الموافقة بترخيص الجمعية في العام 2004. ولكن مؤخراً وبعد مرور 15 عامًا تقريباً على العيش بدون معاناة مع السرطان تلقيت صدمة أخرى أثناء متابعتي السنوية المنتظمة التي أجريتها في شهر إبريل عام 2013 .
وكما هو الحال بالنسبة لجميع الأشخاص الذين تلقوا مثل هذا التشخيص، فقد مثل هذا الأمر صدمة عاطفية بالنسبة لي، حيث كان لدي بعض الخيارات والقرارات الصعبة التي يجب أن أقوم بها. وعندما بدأت العلاج، تعرضت لأحاسيس ومشاعر عاطفية متباينة تتراوح ما بين الارتفاع والهبوط. ومن السهل الحديث عن الإيجابية والإيمان والصبر والتوجه الصحي، ولكن الحقيقة هي أنه كانت هناك أوقات انخفضت فيها روحي المعنوية، حيث كان الإحساس مؤلماً ومؤثرًا، ولكنني ممتنة لعائلتي لوجودهم برفقتي ومساعدتهم لي في اجتياز هذه الأوقات الصعبة.
وبعد فترة من تلقي الوسائل العلاجية المرهقة وعمليات وتغييرات جراحية والشفاء الذي لم يكن يتقدم على النحو المتوقع ببساطة، كنت أبكي وكانت ابنتي تخبرني بأنني يمكنني أن أجهش بالبكاء، ولكنها ذكرتني بأنني مقاتلة، وأنني كنت قد تمكنت من مكافحة هذا المرض من قبل، وأن بمقدوري أن أفعل ذلك مجددا، وكنت دائما ما ألجأ إلى الله لكي يمنحني القوة لخوض هذه الرحلة.
وكان سيتم إخباري، بعد الجراحة فقط، ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى العقد اللمفاوية أم لا. وبعد أسبوعين طويلين، ذكر لي أطبائي أخبارا جيدة وهي أن السرطان تمّ اكتشافه مبكراً بدرجة كافية ساهمت في عدم انتشاره. وهذا يعني أن العلاج الكيميائي أصبح الآن اختيارًا وليس ضرورة. وأخبرني أخصائي طب الأورام بأن البروتوكول الآن يتمثل في منح جميع المرضى 3 جولات من العلاج الكيميائي لتقليل خطر تكرار السرطان.
واعتقد أنه رأى الإحباط على وجهي وأضاف، ولكن هناك فحص تشخيصي جديد يعرف باسم «oncotype dx» يمكن أن يتوقع إمكانية تكرار المرض. وتتراوح نتائج الفحص ما بين احتمال مرتفع أو متوسط أو منخفض. وإذا كان السجل منخفضاً، فإنّ الفائدة المحتملة البسيطة من العلاج الكيميائي لا تستحق الآثار الجانبية. وقد اخترت الخضوع لهذا الفحص. وأعتقد أن فترة الانتظار لمعرفة نتائج الفحص، والتي استمرت لمدة 3 أسابيع، كانت من أصعب الفترات التي عايشتها الأسرة بأكملها. وطمأنتني أسرتي أنه، مثلما كان الحال بالنسبة للتحديات الأخرى، فإننا سوف نواجه هذا التحدي معاً. ولكنني لا استطيع أن أصف مدى الراحة التي شعرت بها عندما ذكرت نتائج الفحص أن احتمالية تكرار السرطان "منخفضة".
وقد سألني بعض الأشخاص عن خططي الآن بعد عودتي، وقد تمّ إحياء الحملة التي شهدت ولادة الجمعية العمانية للسرطان منذ 10 سنوات بفعل هذه التجربة. وسوف استمر في نشر الوعي بخصوص مرض السرطان والبناء على القفزات التي حققناها من خلال الوحدة المتنقلة لفحص الثدي ودار الحنان في السلطنة. وهذه رحلة الأمل المتواصلة بالنسبة لي، وتوفر حالتي شهادة على أهمية التشخيص المبكر لمرض السرطان.  ويمكنني أن أؤكد بشكل كافٍ على أهمية عيش نمط حياة صحي وأداء التمارين الرياضية والخضوع لفحوصات طبية منتظمة وإجراء الفحص الذاتي بانتظام.  وأطالب الجميع بالتعاون مع الجمعية العمانية للسرطان من أجل منح القوة للأشخاص الذين يتعرضون لهذا المرض المدمر والتبرع للأبحاث التي ستساعد في إنقاذ أرواح المرضى.
وأتمنى أن يكبر أحفادي في عالم لا يمثل فيه مرض السرطان عقوبة إعدام، وسوف أواصل لعب دوري من أجل تحقيق هذا الهدف.
الوحدة المتنقلة
وتشير رئيسة جمعية السرطان إلى أنّه كان أحد أهم أهداف ورؤية الجمعية، منذ تأسيسها المتواضع الحد من الآثار المدمرة لمرض السرطان في مجتمعنا والتشخيص المبكر والمنتظم هو الوسيلة لتحقيق تلك الغاية فجميع الجهود التي نبذلها لمكافحة السرطان تعتبرها الجمعية من أجل التوعية وكان هذا شعارنا..إن الفحص المبكر أمر بالغ الأهمية، خاصة وأن ثلث حالات السرطان، إذا اكتشفت في وقت مبكر يمكن علاجها على نحو فعال حيث إنّ كل ثماني من أصل عشر لا تعتبر أورامًا مسرطنة، وأكثر من 90% من الأشخاص الذين تم تشخيصهم مبكراً لسرطان الثدي بقوا على قيد الحياة لمدة خمس سنوات أو حتى أكثر ولكن الكشف المبكر يعني كشف المرض قبل أن يصبح ظاهراً، وهذا غير ممكن إلا من خلال الفحص المبكر.
لذلك اختارت الآلة الرقمية الإشعاعية لفحص سرطان الثدي لأنها تعتبر من أفضل الوسائل الفعالة للكشف المبكر عن سرطان الثدي كما أن معدل الكشف يوضح ارتفاعاً لدى النساء دون سن الخمسين قبل وبعد انقطاع الطمث لدى النساء وكذلك النساء اللواتي لديهن نسيج الثدي الكثيف كما أنّه يحمل فائدة إضافية تتمثل في الحد من الحاجة إلى إضافة صور أخرى، ما يقلل من قلق إجهاد المريض ذلك في حد ذاتها ويسهل عملية التشخيص بعد ثماني سنوات من الكلل والعمل الدؤوب، وعقدنا اجتماعات لا تحصى مع عدد من المهندسين والمصممين ونظمنا مناسبات عديدة مجيدة وممتعة من أجل جمع التبرعات.
تضيف: والوحدة المتنقلة لمكافحة سرطان الثدي بالسلطنة أنشئت بتكلفة إجمالية بلغت 388 ألف ريال عماني وبتكلفة صيانة 152 ألف ريال عماني ويبلغ الحجم الإجمالي لهذه الوحدة المتنقلة 4.53 متر وبعرض 3.15 متر وبارتفاع يصل إلى 11.1 متر وهي مجهزة بأحدث المرافق وتسمى الآلة الرقمية الإشعاعية لتصوير الثدي وتعتبر الوحدة المتنقلة الجديدة في لائحة السلامة الإشعاعية من منظمة الصحة العالمية، وبالتالي توفر أعلى مستوى من الجودة والرعاية الصحية لكل امرأة. كما توفر الوحدة المتنقلة خدمة بديلة للمستشفى، ومزودة بأحدث المرافق الإشعاعية، ويدير الوحدة فريق من الفنيين الإناث والمسجلين والمتدربين في مجال تصوير أشعة الثدي وتتراوح أعمار النساء المستهدفات بالفحص بين 40 عامًا وأكثر وستقدم هذه الوحدة المتنقلة الخدمة مجاناً لجميع المواطنات والمقيمات في السلطنة.
ويتألف أفراد الوحدة المتنقلة من: مدير للوحدة، الاستقبال، فنيي أشعة، سائق وكهربائي وعند دخول الوحدة المتنقلة سيطلب ملء الاستمارة الصحية وبعد ذلك إجراء فحص التصوير الإشعاعي للثدي، وكل ذلك يستغرق حوالي 5 دقائق. بعد أن يجرى التصوير الإشعاعي للثدي، ستعطى المريضة قرصا مدمجا يحتوي على صور الأشعة الخاصة بها وهذه الصور ستحال إلى الجمعية لتشخيصها من قبل طبيب متخصص في الأشعة وإذا ظهرت نتائج صور الأشعة وبها أعراض المرض فستحال مباشرةً إلى مراكز علاج الأورام السرطانية بالمستشفى السلطاني أو خولة، بالإضافة إلى إجراء التحاليل في مستشفى الجامعة حيث سيقرر الأطباء العلاج المطلوب للمرض وفي حالة ظهور نتائج سلبية فسوف يتم الاتصال بالجمعية الأهلية لمكافحة السرطان لمناقشة ومتابعة الرعاية الصحية للمريضة وفي حالة ظهور نتائج إيجابية، سيتم الاتصال لتحديد موعد آخر للفحص إلى جانب التصوير الإشعاعي المجاني، وسيتسنى للمرأة الحصول على معلومات حول التثقيف والتوعية بجميع أنواع السرطان، خاصة سرطان الثدي وتوفير كل ما يحتجنه للكشف المنتظم الذاتي للثدي وبعد الحفل صرحت يؤثر الرواحية رئيسة الجمعية الأهلية لمكافحة السرطان بأن الوحدة المتنقلة الجديدة ستساهم في تقليل نسبة الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي بنحو 20-25 على مدى 10 سنوات، للنساء في عمر 40 عاماً وما فوق، وستسهل الوحدة المتنقلة الوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع.
تخريب متعمد:
وحول أعمال التخريب التي تعرضت لها الجمعية مؤخرًا تقول المكرمة يؤثر للأسف حدث حريق أشعله أحد المخربين عن عمد في مقر الجمعية يوم الأربعاء 11 من سبتمبر الماضي وفور وقوع الحادث، هرعت الإدارة العامة للدفاع المدني بشرطة عمان السلطانية إلى موقع الحادث، وتمكنت من احتواء انتشار الحريق في الوقت المناسب. ولكن للأسف تعرضت محتويات المكتب والأثاث الموجود فيه لتضرر كامل تقريبا.
والمتأمل لحجم الضرر الذي وقع على الجمعية يرى أن الحريق كان عملاً متعمداً يستهدف تدمير 11 عامًا من العمل المتميز الذي حققته الجمعية منذ بدء أعمالها في عام 2002.
كما أن  المخرب الذي فعل ذلك لم يتمكن من تدمير جميع الملفات وثيقة الصلة فحسب، ولكنه قام أيضا بحرق وتدمير وتخريب جميع محركات الذاكرة في أجهزة الحاسب المتبقية التي تعرضت للضرر أيضا بفعل الحريق والدخان. كما قام المخرب بسرقة جميع السجلات الفوتوغرافية لجميع وظائف الجمعية، وحرق بشكل متعمد جميع مواد التوعية والتثقيف بما في ذلك الكتيبات والملصقات وحتى القبعات والأكواب. وأخذ المخرب معه أو معها جميع الدبابيس التي تحمل شكل شعار السرطان وبعض الأموال النقدية التي كانت موجودة في الدرج بالإضافة إلى آلات تصوير وحاسبات محمولة من الجمعية،  حتى الملف الاحتياطي الذي كان مخزنًا عليه بيانات الجمعية أخذه معه.
وقد تصرفنا نحن، في الجمعية، بسرعة عبر فتح مكتب مؤقت خلال الفترة من يوم الخميس 12 إلى 18 سبتمبر الماضي. وبعدها، انتقلنا مجددا إلى مكتبنا الرئيسي في العذيبة الذي عاد إلى العمل بشكل كامل بعد أسبوع بالضبط من هذا العمل البشع المجرد من الأخلاق.
والحقيقة أن أنشطة الجمعية لن تتأثر بما حدث وخصوصاً المسيرة السنوية القادمة والمتوقع انطلاقها في أكتوبر الجاري ونحن نتقدم بخالص الشكر لعمالنا ومتطوعينا على دعمهم الكبير للجمعية، كما أن الجمعية ممتنة لشرطة عمان السلطانية وإدارة الدفاع المدني في الشرطة عمان السلطانية ووزارة التنمية الاجتماعية وجميع الوكالات التي قامت بتقديم الدعم لنا.