عواصم- الوكالات
كشف مصدر قريب من المحادثات التمهيدية لمؤتمر جنيف 2 الدولي للسلام في سوريا، عن أنّ المؤتمر الذي يشمل ممثلين للحكومة السورية والمعارضة لن يعقد هذا الشهر.
ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية للأنباء عن المصدر الذي لم تحدده قوله إن "المؤتمر لن يعقد قبل ديسمبر". والتقى الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية للسلام في سوريا مع مسؤولين أمريكيين وروس لمناقشة إجراء المحادثات التي طال إرجاؤها، وذلك رغم الخلافات بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد وحضور إيران حليفته. وقبل ذلك بساعات كررت دمشق تأكيدها على بقاء الأسد في السلطة وهو ما يلقي بظلال من الشك على عمليّة التحوّل السياسي وهي المحور الرئيسي لمؤتمر "جنيف 2". واجتمع الإبراهيمي مع ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأمريكي وروبرت فورد السفير الأمريكي لدى سوريا وميخائيل بوجدانوف وجينادي جاتيلوف نائبي وزير الخارجية الروسي بالمقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف. وبعد انتهاء المحادثات المغلقة بينهم سينضم إليهم مسؤولون من ثلاث دول أخرى من الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن وهي بريطانيا وفرنسا والصين بالإضافة إلى دول مجاورة لسوريا هي العراق والأردن ولبنان وتركيا بالإضافة إلى الجامعة العربية. وقال مصدر بالأمم المتحدة إنه حتى إذا لم يتسن تحديد موعد للمؤتمر على الفور فإنّ الهدف هو "أن تصبح كل الأطراف والجماعات مستعدة للموعد على الأقل". ولا يعني هذا أن الأمر بات مؤكدًا بالنظر إلى تزايد الخلافات الدولية بشأن سوريا والاستياء بين معارضي الأسد. ولا يبدو أنّ الرئيس السوري نفسه مستعد للتوصل إلى تسوية. ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) الرسمية عن عمران الزعبي وزير الإعلام السوري قوله إنّ "سوريا الدولة والوطن والشعب باقين والرئيس بشار الأسد سيكون رئيسًا لهذه البلاد في جميع الأوقات التي يحلمون ألا يكون رئيسًا فيها". وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في وارسو أمس "شيء وحيد مؤكد.. لا يوجد حل عسكري للصراع في سوريا" مشددًا مرة أخرى على ضرورة رحيل الأسد. ورفض وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف طلب الجربا بوضع إطار زمني واضح لرحيل الرئيس بشار الأسد مستبعدا وضع أي شروط مسبقة للمؤتمر.
ميدانيًا، قالت جماعة مقاتلين أكراد سورية إنّها استولت على مزيد من الأراضي من أيدي متمردين إسلاميين في شمال شرق سوريا لتحكم قبضتها على منطقة تعمل على إقامة حكم ذاتي فيها. وقال الأكراد إنّهم طردوا خصومهم إثر معارك استمرت ثلاثة أيام، بينما تحدثت مصادر من الإسلاميين عن تراجع تكتيكي. وتمزقت سوريا المرتبطة بكثير من الصراعات الإقليمية إلى خليط من الجيوب الإثنية والطائفية المتحاربة مما يبدل ميزان القوى في بعض دول الشرق الأوسط المجاورة. ويشكل سعي الأكراد لتأكيد ذاتهم مأزقًا لأنقرة التي تسعى لإحلال السلام على أراضيها مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي قاتل على مدى ثلاثة عقود من أجل مزيد من الحكم الذاتي الكردي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ الأكراد يسيطرون على ما لا يقل عن 19 بالمئة من البلدات في المنطقة.
إلى ذلك، لم تجمع الهيئة الدولية المكلفة بالتخلص من الأسلحة الكيماوية السورية من الأموال حتى الآن إلا ما يكفي لتمويل بعثتها خلال هذا الشهر وسيتعيّن تدبير المزيد من الأموال سريعًا لدفع تكاليف تدمير مخزونات الغاز السام العام المقبل. وجمعت المنظمة حتى الآن نحو عشرة ملايين يورو (13.5 مليون دولار) لهذه المهمة. وجاء في وثيقة للمنظمة بتاريخ 25 أكتوبر اطلعت عليها رويترز "تقييم الأمانة أنّ مواردها البشرية الحالية تكفي لإجراء العمليات في اكتوبر ونوفمبر 2013." وفي ذلك الوقت كان في حسابها أربعة ملايين يورو فقط.