بوجوتا، هافانا- رويترز
من شأن "الاتفاق الأساسي" الذي توصلت إليه الحكومة الكولومبية مع متمردي فارك، أن ينهي خمسة عقود من التمرد والاقتتال الداخلي أودى بحياة أكثر من 200 ألف شخص.
ويتضمن الاتفاق مستقبل الجماعة الماركسية المتمردة في الحياة السياسية للبلاد، وهي واحدة من أصعب القضايا التي يبحثها الجانبان في محادثات سلام في كوبا. وتقاتل فارك "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" الحكومة في حرب في الادغال والمدن.
وقد يمهد هذا الاتفاق الجزئي الطريق أمام فارك لدخول الساحة السياسية في كولومبيا وقال كبير مفاوضي الحكومة همبرتو ديلا كال انه سيتيح "نافذة ديمقراطية جديدة" وسيعزز السلام بعد نهاية للصراع. واضاف قائلا "لن تجتمع السياسة والأسلحة معا مرة أخرى أبدا". ومثل الجماعات المسلحة الأخرى في أمريكا اللاتينية تتطلع فارك إلى أن تصبح حزبا سياسيا إذا وقع اتفاق سلام.
وقال ايفان ماركيز زعيم فارك لرويترز "نحن راضون تماما عما اتفقنا عليه بشأن بند المشاركة السياسية." وأضاف قائلا "نحقق تقدما. لم نحقق تقدما في أي عملية سلام أخرى بالقدر الذي حققناه هنا في هافانا. اتخذنا خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح لإنهاء الصراع وإنجاز ديمقراطية حقيقية في كولومبيا". ويحرص الرئيس خوان مانويل سانتوس -الذي يتعرض لانتقادات شديدة من المعارضة للتفاوض مع المتمردين- على إظهار تقدم بعد عام من المحادثات التي أثمرت حتى الآن فقط عن اتفاق غير كامل بشأن البند الأول في جدول أعمال من خمسة بنود.
وقال في خطاب وجهه عبر التلفزيون "لقد تحقق تقدم حقيقي وإيجابي نحو اتفاق نهائي... أنا أكثر اقتناعا بأن السلام ممكن". ورفض فكرة أن توقف محادثات السلام لحين إجراء انتخابات الكونجرس وانتخابات الرئاسة العام القادم.
ومن شأن هذا التطور أن يزيد شعبية سانتوس ويعطيه قوة دافعة إذا قرر أثناء مهلة تنتهي في 25 نوفمبر السعي الى فترة رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى في مايو المقبل. ويعتقد كثير من المراقبين أن فوزه بفترة ثانية مرهون بتحقيق تقدم في المحادثات السلام.
وتوصل الجانبان أيضا إلى اتفاق جزئي بشأن بند الإصلاح الزراعي في جدول الأعمال الذي يتضمن أيضا تعويضات لضحايا فارك ومكافحة تجارة المخدرات في كولومبيا ونهاية للقتال.