عواصم- الوكالات
عاد إلى القاهرة أمس الدكتور نبيل العربي - الأمين العام لجامعة الدول العربية - قادما من جنيف بعد زيارة لسويسرا استغرقت ثلاثة أيام شارك خلالها في فعاليات مجلس قضاة المحكمة الرياضية الدولية في لوزان بصفته أحد أعضاء المجلس .
وقال العربي - في تصريحات أدلى بها عقب وصوله - إن المبعوث الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سيعقد اجتماعا جديدا بداية من أول ديسمبر القادم مع الأطراف المعنية لتحديد موعد وأطراف مؤتمر جنيف 2 الخاص بالأزمة السورية. وأضاف أنّه قد أصابهم الحزن والاكتئاب بسبب فشل الاجتماعات الأخيرة في تحديد موعد وأطراف المؤتمر والذى كان هناك أمل في تحقيقه لوقف إطلاق النار وتوفير الطرق الكفيلة بتوصيل مواد الإغاثة للسوريين.
يذكر أن مؤتمر جنيف 2 الخاص بسوريا ينص على وقف فورى لإطلاق النار من قبل جميع الأطراف وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الأطياف عدا الأشخاص الذين تلطخت أيديهم بالدماء وينص أيضا على أن يتنحى الرئيس السورى بشار الأسد.
يأتي ذلك في الوقت الذي تجتمع المعارضة السورية المنقسمة أكثر من أي وقت مضى، في إسطنبول للتوصل إلى موقف مشترك من مشاركتها في مؤتمر للسلام يمكن أن يعقد في جنيف بحضور النظام السوري، تحت ضغط داعميها في الأسرة الدوليّة.
وبعد محادثات استمرت يومين مع الروس والأمريكيين لم تسمح بتحديد موعد لاجتماع جنيف، لخص الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية رهان اجتماع اليوم.
وقال الأخضر الإبراهيمي الثلاثاء "يجب أن يكون هناك وفدان لسوريا في جنيف-2، الحكومة والمعارضة". وعبر عن أسفه لأن "المعارضة منقسمة وليست جاهزة"، وقال إن "المعارضة هي إحدى المشاكل".
ويرفض ائتلاف المعارضة الذي ما زال يسعى لتأكيد مصداقيته لدى الدول "الصديقة" التي تدعمه ومجموعات المقاتلين التي تحارب منذ أكثر من سنتين القوات النظامية السورية، الجلوس مع النظام للتفاوض.
ومنذ أسابيع أعلن رئيس الائتلاف أحمد الجربا الشروط الصارمة للمشاركة في مؤتمر جنيف. فهو يطالب بأن يؤدي هذا الاجتماع إلى رحيل الرئيس بشار الأسد وبوقف لإطلاق النار طوال فترة المفاوضات.
لكن دمشق رفضت هذا السيناريو بشكل قاطع. وقال وزير الإعلام عمران الزعبي "لن نذهب إلى جنيف لتسليم السلطة".
ويبدو أنّ مشاركة قياديين من الصف الأول من خصوم النظام السوري غير مرجحة، باستثناء بعض أعضاء الائتلاف المستعدين تحت ضغط "أصدقائهم" الغربيين، لحضور المؤتمر.
وقال نائب سابق لرئيس الحكومة قدري جميل الذي أقيل من منصبه مؤخرا، إنه سيتوجه إلى جنيف. وكذلك الأكراد. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أنّ معارضين آخرين وافقوا على عرض لقاء ممثلين عن النظام السوري في موسكو.
وردا على ذلك، أعلن المجلس الوطني السوري أكبر مكونات الائتلاف أنه لن يتوجه إلى سويسرا وهدد بالإنسحاب من الائتلاف إذا وافق بعض أعضائه على ذلك، وفي هذه الظروف، تبدو محادثات إسطنبول صعبة.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية ليفينت غومروكجو إن المعارضة "مترددة بوجه حق" بشأن صيغة جنيف-2 ومستقبل الرئيس الأسد.
وأضاف الدبلوماسي التركي "لكن قمة لندن ردت على هذا القول (...) نحن على اتصال دائم مع المعارضة"، مؤكدًا بذلك جهود الغربيين لإقناع المعارضة بحضور مؤتمر جنيف-2.
وكانت 11 دولة غربية وعربية من "أصدقاء سوريا" أعلنت بالاجماع في نهاية أكتوبر أنّها تؤيد ألا يكون لرئيس الدولة السوري الحالي "أي دولة في الحكومة المستقبلية"، إلا أنّها لم تتمكن من تهدئة مخاوف خصومها، وتابع أنّ "مبررات رفض (مؤتمر) جنيف موجودة".
وقال أحد أعضاء الائتلاف سمير نشار لفرانس برس "نتوجه إلى عدم مشاركة في المؤتمر". وأضاف "هل سيتغير هذا الموقف؟ لا أعرف لكنني استطيع القول أن نشاطًا سياسيًا مكثفا يجري".
وفي غياب برنامج زمني لمؤتمر جنيف، يراهن مراقبون على تراجع المعارضة عن موقفها في وقت لاحق.
وقال دبلوماسي غربي "يجب أن نتوقع مناقشات صعبة ومتوترة ولكن ليس قرارات نهائية".
ميدانيا؛ أفاد ناشطون سوريون أمس، أنّ الجيش الحر بسط سيطرته على موقع عسكري استراتيجي في ريف حماة.
ونقلت شبكة (سكاى نيوز) البريطانية أمس عن الناشطين قولهم إنّ هذا الموقع يدعى (حاجز الأعلاف) ويقع بين قريتي صوران وكوكب، مضيفين أنّ الجيش الحر استولى على الأسلحة والذخيرة والدبابات الموجودة به.
ومن جهة أخرى، أفاد ناشطون باندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيشين السورى والحر في عدة مناطق بريف حماة الجنوبية.
وكانت لجان التنسيق المحلية في سوريا قد أفادت بأنّ حصيلة قتلى الجمعة، بسبب أعمال العنف بلغت 74 شخصًا معظمهم في حلب وحماة وإدلب.