الرؤية- محمد قنات
تؤمن ريا بنت حمد بن هلال المعمرية معيدة بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، تخصص العمل الاجتماعي، بأنّ العمل التطوعي ليس مجرد رغبة في فعل الخير، لكنه شعور إنساني أصيل داخل كل إنسان، وقد يقوم الإنسان بعمل تطوعي ولا يدرك أنه يقوم بذلك، والأمثلة عديدة.
وعلى الرغم من صعوبات الحياة، إلا أنّ المعمرية تمكنت من تحقيق ما كانت تصبو إليه دائما، وتجاوزت العقبات. فالمرحلة الثانوية، كانت فترة مهمة بالنسبة لريا من حيث تكوين الشخصية الناضجة التي تتطلبها الحياة لاكتساب القدرة على التعامل الحسن والتفاعل مع المجتمع المحيط، وفي الوقت ذاته ضرورة التخطيط الجيد والتنفيذ الفعال للمسار التعليمي والمهني للمستقبل، حيث استطاعت الحصول على نسبة عالية في دبلوم التعليم العام. وقد كانت جامعة السلطان تمثل لها الرغبة الأولى وتحققت أمنيتها وكانت فرحة أسرتها بها عارمة لأنّها أصبحت كإخوتها تنتمي لأكبر صرح تعليمي في السلطنة.
تمثل الجماعات والأنشطة الطلابية لريا ملاذا مناسباً لاستغلال أوقات الفراغ والإسهام بالأفكار والإبداعات باعتبار أنها تجمع بين الترفيه والفائدة وانتمت لمجموعة الخدمة الاجتماعية والرؤية الاجتماعية، إلى جانب أنها كانت تستمتع بالمشاركة في نشاط المشغولات والأعمال الفنية حيث كان لها ميول نحو هذا المجال، كما أنها وخلال سنوات دراستها بالمدرسة والجامعة التحقت بعدد كبير من الأنشطة والجماعات الطلابية المختلفة وكانت فى حالة بحث دائم عن التنوع في الخبرات.
تعددت مواهب ريا ما بين كتابة المقال، وكتابة القصص القصيرة فلديها مشاركات في الصحف والمجلات، إلى جانب هوايتها للتصوير وخاصة تصوير المناظر الطبيعية وكانت تغتنم الفرص للحصول على مشاهد طبيعية خلابة، لأنّها ترى أنّ الطبيعة وجمالها هي رونق الحياة وبهجتها، فضلاً عن استمتاعها كثيراً بالأعمال الفنية حيث إنها تجد فيها متعة التصميم والابتكار، كما يُعد الخط العربي أحد اهتمامات ريا منذ الصغر ودائما ما تحرص على تنميته، هذا بالإضافة إلى هوايتها للقراءة التي تعتبرها الجسر للحصول على المعارف والمعلومات.
وكانت ريا تدرك أن التفوق لا يتحقق بين ليلة وضحاها فمنذ الصف الأول لم تكن ترضى إلا بمراكز متقدمة.
وعند دخولها لكلية الآداب وجدت نفسها أمام عدة خيارات حيث إن بالكلية تخصصات كثيرة ولكن قررت الالتحاق بقسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي، وتحديدا تخصص العمل الاجتماعي كونه الأقرب لمجال اهتمامها. حيث إن الدراسة في تخصص العمل الاجتماعي تمتاز بالمتعة والواقعية، حيث إنه تخصص يلامس واقع الإنسان بما يمتلكه من قدرات وما يواجهه من احتياجات وما يعانيه من مشكلات يسعى الأخصائي الاجتماعي بالمبادرة لمساعدته لتحقيق مستوى معيشي لائق. حسبما كانت ترى ذلك.
وخلال سنوات دراستها في المدرسة كانت تشارك في ملتقيات المواهب الطلابية التي تقام بالمحافظة، بالإضافة إلى المسابقات الثقافية لأوائل الطلبة. وحصلت على جائزة مكتب التربية العربي للطلبة المتفوقين على مستوى دول الخليج في دورته الرابعة والذي أقيم في دولة قطر، وعند دراستها لشهادة البكالوريوس وفقت في الحصول على شرف التكريم السنوي للطلاب المتفوقين علمياً على مدار 4 سنوات، هذا بالإضافة إلى التكريم ضمن الطلبة المجيدين في الأنشطة وحظيت بشرف المشاركة في الرحلة الطلابية الخامسة عشر والتي كانت وجهتها جمهورية الصين الشعبية وهونج كونج. واستطاعت ريا باجتهادها الحصول على الوظيفة التي طالما تمنتها وهي الآن معيدة بجامعة السلطان قابوس.
وتقول ريا إنّ البعض يعتقد أنّ روح التطوع تقتصر على الطلاب الاجتماعيين، ولكن العمل التطوعي وحب المساعدة طبيعة فطرية لأنّ الإنسان مدني بطبعه ولا يمكنه العيش بمفرده، وحتى يتحقق التعاون والسلام لابد أن يبادر الإنسان لما فيه الخير لمن حوله، ولعل الشعور بالمسؤولية الاجتماعية المشتركة هو أحد ملامح تقدم المجتمع وازدهاره، فكما قيل أعطِ في عملك أكثر مما تحصل عليه بالمقابل، فالمسؤولية جزء من النجاح. وعلينا التأكيد على أن روح التطوع يجب أن تغرس في الإنسان منذ صغره من خلال تكاتف مؤسسات التنشئة الاجتماعية، لأن الإيمان بالعمل التطوعي والاقتناع بأهميته هو الدافع للمبادرة الذاتية، ومن ثم المساهمة الفعالة. وأضافت: "التحفيز هو ما يجعلك تبدأ، والعادة هي ما تجعلك تستمر. ولله الحمد لي عدة مشاركات في مجال العمل التطوعي فمنذ سنوات دراستي الأولى بالمدرسة كنت أبادر بالمشاركة بالأعمال التطوعية التي تقام في الولاية ومن أمثلتها المشاركة مع جمعية المرأة العمانية، وأيضا المشاركة مع مركز رعاية وتأهيل المعوقين. واستمرت المشاركات عند التحاقي بالجامعة فقد شاركت في عدة فعاليات تطوعية أهمها تنظيم يوم مفتوح للأطفال المرضى بمستشفى الجامعة، وأيضًا قمنا نحن مجموعة الخدمة الاجتماعية بتنظيم يوم رياضي لمعهد عمر بن الخطاب للمكفوفين، كما شاركت في فريق الرحمة الخيري بتوزيع هدايا العيد ومستلزماته للأسر المحتاجة. وانضممت مؤخرا إلى جمعية تعنى بالأعمال التطوعية تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية ولا زالت تضع خطواتها الأولى ونأمل لها مستقبلا مشرقا بإذن الله وعسى أن يعيننا المولى على تحقيق أهدافنا المجتمعية من نافذتها".
وتؤكد ريا المعمرية أن الآمال والطموحات لا تنتهي، فما تلبث أن تحقق إحداها، إلا وقد وجدت الأخرى تجول في ذهنك.غايتي هي تحقيق رضا الخالق عزّ وجلّ، ورضا الوالدين، حيث إنني أطمح أنّ أقدم أكثر لمجتمعي وأن نضع في الاعتبار أنّ كافة فئات المجتمع بحاجة لرعاية وعطاء لذلك لابد من أن تكون خططنا شاملة وكاملة. فالأطفال هم شباب الغد وحسن تنشئتهم سيجني ثمار طيبة للمجتمع، والمعاقون هم قوة منتجة لابد من إشراكها والاستفادة منها، والمسنون هم أصحاب الخبرة والحكمة التي تكونت عبر مواقف وسنوات، لذلك فكل روح تنبض بالحياة هي محط اهتمام لأنها تفيد وتستفيد. كما أنني أسعى لتحقيق التفوق والنجاح في المجال الأكاديمي من خلال إكمال الدراسات العليا والتي هي مشواري القريب القادم بإذن الله. ولدي أهداف أخرى أسعى لتحقيقها وبإذن الله سأبذل من أجلها لأنني أؤمن بمبدأ "ليكن هدفك بلوغ القمر، حتى إن فشلت في الوصول إليه ستحط بين النجوم.