مكتبة أبو سندس
أحمد بن سعيد كشوب
سوف نستعرض كل أسبوع شخصية من المؤسسين في عالم الأعمال
وهو كتاب جيسيكا ليفنجستون بعنوان :
المؤسسون في عالم الأعمال البدايات المبكرة لكبريات الشركات
لقاءات مع مؤسسي شركات التكنولوجيا الشهيرة
المقدمة
تشهد الشركات المبتدئة نوعاً من السحر لاسيما في البداية لكن لا يشهد ذلك إلا المؤسسون وأفضل طريقة لفهم ما يحدث هي أن نسألهم وهذا ما فعلته – المؤلف-
إن أكثر ما أدهشني هو مدى شعور جميع المؤسسين بعدم ثقتهم بأنهم على وشك القيام بشيء مهم فبعض هذه الشركات تأسس بالصدفة تقريباً. والعالم يظن أن مؤسسي الشركات المبتدئة لديهم ثقة تفوق البشر لكن الكثيرين منهم كانوا مذبذبين في البداية حيال فكرة تأسيس شركة ولكن الشيء الذي لم يراودهم هذا الشعور حياله هو الرغبة في بناء شيء جيد أو محاولة علاج خلل ما.
لقد كانوا جميعًا مصممين على تصنيع منتجات ناجحة وفي الواقع إن التصميم هو أهم سمة ينبغي توافرها في مؤسس الشركة المبتدئة وإذا كان المؤسسون الذين استضفتهم يفوقون البشر العاديين في أي سمة فهم يفوقونهم في المثابرة وقد اتضح هذا مرارا وتكرارا في المقابلات الشخصية.
والمثابرة من العوامل المهمة لأنّه لا شيء يسير وفقًا للخطة في أي شركة مبتدئة فالمؤسسون يعيشون يومًا بيوم يداهمهم شعور بعدم الثقة والعزلة وفي بعض الأحيان شعور بعدم إحراز تقدم . بالإضافة إلى أن الشركات المبتدئة بطبيعتها تبتكر الجديد وعندما يبتكر المرء الجديد عادة ما يقابله الناس بالرفض.وكان الأمر الثاني الذي أدهشني بعد أن عرفته من هذه المقابلات هو الرفض الذي كان يلقاه المؤسسون في البداية من المستثمرين والصحفيين والشركات الكبرى إذ كان الجميع غالباً ما يعرضون عنهم ويحب الناس فكرة الابتكار نظريًا لكن عندما تقدم لهم ابتكارًا محددًا فغالبًا ما يرفضونه لأنه لا يتفق مع ما يعرفونه من قبل. وحين نتأمل ما مضى نجد أن الابتكارات الجديدة من الأمور الحتمية فيما يبدو لكنها آنذاك تعتبر معركة مضنية ومن اللافت للنظر أن نكتشف أن التكنولوجيا التي نتعامل معها الآن على أنها شيء عادي – مثل البريد الإلكتروني على الويب- قوبلت بالرفض من قبل بحجة أنها لا تبشر بالنجاح. وكما قال هاورد ايكن ( لا تقلق من أن يسرق الناس أفكارك فلو كانت أفكارا جيدة ستضطر لإجبار الناس على تقبلها )
وبالإضافة إلى المثابرة يحتاج مؤسسو الشركات للتحلي بالقدرة على التكيف ليس فقط لأن الأمر يحتاج إلى مستوى معين من المرونة الذهبية بفهم ما يريده المستخدمون بل لأن الخطة غالبا ما ستتغير فالناس يظنون أن الشركات المبتدئة تنشأ من فكرة مبدئية عبقرية مثلما ينمو النبات من بذرة لكن معظم المؤسسين الذين أجريت معهم المقابلات غيروا أفكارهم وهم في مرحلة التطوير فقد بدأت شركة باي بالPayPal على أساس أن تتخصص في تصميم برامج تشفير واكسايت Excite انطلقت في البداية كشركة بحث في قواعد البيانات وفليكر Flicker نشأت انطلاقا من لعبة يمكن لعبها على الإنترنت.
فتأسيس شركة مبتدئة عملية تعتمد على التجربة والخطأ وما كان يرشد المؤسسون طوال هذه العملية هو قنصهم لدور المستخدم فلم يتجاهلوا قط فكرة تصميم منتجات يحتاج إليها الناس.
لقاؤنا القادم نتناول شخصية من المؤسسين في عالم الأعمال.
[email protected]