تاكلوبان – رويترز
يتعرض رئيس الفلبين بنينو أكينو لضغوط متصاعدة لتسريع توزيع مساعدات الإغاثة من طعام وماء ودواء على ناجين يتملكهم اليأس ضربهم إعصار قوي وأن يعمل على إعادة الحكومات المحلية للعمل بعد أن أصيبت بالشلل.
وانتشرت عمليات النهب لمخزونات الأرز وإمدادات أخرى في إقليم ليتي الأكثر تضررا أمس الأربعاء رغم نشر قوات الجيش لإقرار النظام والأمن في أعقاب واحد من أشد الأعاصير في العالم.
وذكر تلفزيون محلي أمس إن قوات الأمن الفلبينية تبادلت إطلاق النار مع مسلحين وسط انتشار نهب المتاجر والمخازن بحثا عن الطعام والمياه وغيرها من الإمدادات في أعقاب الإعصار هايان.
وذكر تلفزيون أيه.ان.سي إن تبادل النيران وقع في قرية أبوكاي الملحقة بمدينة تاكلوبان في إقليم ليتي والتي تكبدت أكبر الخسائر بسبب الإعصار. ولم يتسن الاتصال على الفور بمسؤولين عسكريين لتأكيد النبأ.
وبينما بدأت المساعدات الدولية تتسارع رفض عدد كبير من أصحاب محطات البنزين التي لم يدمرها الاعصار استئناف العمل مما أحدث نقصا في الوقود الذي تحتاجه بشدة الشاحنات لنقل الإمدادات والفرق الطبية إلى شتى أنحاء المناطق التي ضربها الإعصار هايان قبل نحو أسبوع تقريبا.
وقال الفريد روموالديز رئيس بلدية تاكلوبان عاصمة إقليم ليتي "مازالت الجثث متناثرة في الطرق. هذا أمر مفزع. طلب منا السكان المجيء وجمع الجثث التي قدّروا عددها بما يتراوح بين خمس وعشر جثث. وحين وصلنا وجدنا 40 جثة."
وأضاف أنّ نقص الشاحنات يمثل مشكلة وأنّ "الخيار أمامنا هو أن نستخدم نفس الشاحنة لتوزيع الطعام وجمع الجثث في نفس الوقت."
وقال تيكسون جون ليم رئيس مدينة تاكلوبان لرويترز إنّ نحو 300 جثة ستدفن اليوم الخميس في مقبرة جماعية وسيبدأ حفر مقبرة أكبر تسع آلاف جثة.
وذكر أن إدارة المدينة انهارت في معظمها وأنّ عدد العاملين المتواجدين تقلص إلى 70 فردًا بدلا من 2500 عادة. وقتل عدد كبير منهم أو أصيب أو فقد أقارب له أو لا يستطيع ببساطة مغالبة الحزن الذي سيطر عليه حتى يمكنه العودة إلى العمل.
ووصلت حاملة الطائرات الأمريكية جورج واشنطن إلى الفلبين مساء أمس وعليها 5000 فرد وأكثر من 80 طائرة. كما تعتزم اليابان إرسال 1000 جندي وسفن وطائرات تابعة للبحرية فيما يمكن أن تكون أكبر عملية نشر لطوكيو في وقت السلم.
وتعرض الرئيس الفلبيني لانتقادات بشأن الاستعدادات التي قامت بها حكومته قبل وصول الإعصار نظرًا للتحذيرات المسبقة المتكررة من قواته والآن بسبب وتيرة جهود الإغاثة.
وقال اكينو إن عدد القتلى كان سيكون أكبر ما لم تقم حكومته بإجلاء بعض السكان وتجهيز امدادات الإغاثة لكن ناجين من المناطق الأكثر تضررا قالوا إنه لم تكن هناك تحذيرات كافية من أمواج المد العاتية.
كما أثار الرئيس الفلبيني جدلا حول عدد القتلى حين أكد أنه أقرب إلى ما بين 2000 و2500 لا إلى عشرة آلاف حسب التقديرات السابقة. وأكد مسؤولون فلبينيون اليوم الخميس مقتل 2357 شخصًا بينما يتوقع عاملون في الإغاثة ارتفاع هذا الرقم.
وقال ليم رئيس مدينة تاكلوبان الذي قدر من قبل عدد القتلى في مدينته بنحو عشرة آلاف قتيل أن اكينو ربما يقلص عمدا عدد الضحايا.
وقال "بالقطع هو لا يريد أن يحدث حالة كبيرة من الذعر. ربما يريد أن يخفف الذعر حتى تسير الحياة."
وقدر الصليب الأحمر عدد المفقودين بنحو 22 ألفا. كما قدرت الأمم المتحدة عدد من شردهم الإعصار بأكثر من 544600 شخص وقالت إن المتضررين بشكل مباشر يمثلون 12 في المئة من سكان الفلبين.