القاهرة- الوكالات
قام كل من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووزير الدفاع سيرجي شويجو بإجراء مباحثات أمس مع نظيريهما المصريين نبيل فهمي وعبد الفتاح السيسي، وسط أنباء من مصادر إعلامية روسية عن صفقة أسلحة محتملة بين البلدين بقيمة 4 مليار دولار.
وتعد الزيارة هي الأولى لمسؤولين روسيين كبار منذ عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو الماضي.
قال نبيل فهمي، وزير الخارجية، عقب لقائه اليوم سيرجي لافروف إنّ هناك اتفاقًا بين الجانبين على أهميّة عقد لجنة وزارية مشتركة لتعزيز التعاون الثنائي وإنّه سيتم التمهيد لذلك من خلال لجنة خبراء ستحدد بشكل سريع موعد انعقاد اللجنة.
وأضاف فهمي - حسب وكالة أنباء الشرق الأوسط- في مؤتمر صحفي عقد قبل قليل، أنّ هناك رصيدًا قديما من التعاون الثنائي في مجالات عدة وخاصة في المجال العسكري، فضلا عن التعاون في المجال الاقتصادي والتنموي وتوسيع التجارة والاستثمار.
وقال إنّ هناك تعاونًا كبيرًا بين الشعبين خاصة مع ارتفاع نسبة السياح الروس في مصر، مضيفا، "نرحب بالسياح الروس في أي وقت".
وتتسم مواضيع التعاون الاقتصادي بين البلدين بأهميّة بالغة، حيث تصدر روسيا الحبوب إلى مصر، كما كانت المنتجعات المصرية تجتذب ملايين السياح الروس سنويا قبل أن يتأثر قطاع السياحة بالتوترات السياسية والأمنية.
وأضاف فهمي أنّ الاجتماع بينه وبين نظيره الروسي تناول العديد من القضايا الدولية والإقليمية، منها الوضع في سوريا وعملية السلام في الشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف إنّه في مصلحة موسكو أن تبقى مصر دولة مستقرة ذات اقتصاد متطور وذات أداء حكومي فعال، لافتا إلى أنّ التحضير لمشروع الدستور والاستفتاء ستسمح لمصر بالتقدم إلى الأهداف المنشودة.
وأوضح أنّ روسيا لا تزال تنطلق من مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لجميع الدول، لافتا إلى أنّ موسكو تحترم السيادة المصرية وحق المصريين في تقرير مصيرهم.
وقال لافروف إنّه جرى مناقشة استئناف عمل اللجنة الحكومية الروسية المصرية المشتركة في التعاون الاقتصادي والتجاري، ومقترحات للتعاون في مجال الاستثمار والطاقة والصناعات الثقيلة وكذلك في مجال إنشاء قدرات في إنتاج معدات البناء.
ومن ناحية أخرى، بدأت صباح اليوم جلسة مباحثات عسكرية رسمية بين الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي وسيرجى شويجو وزير الدفاع الروسي بمقر وزارة الدفاع بكوبري القبة، وأجريت لوزير الدفاع الروسي مراسم الاستقبال الرسمية بحضور الفريق صدقى صبحى رئيس الأركان وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة.
وقال موقع "روسيا اليوم" إنّ موضوع التعاون العسكري بين البلدين يثير اهتمامًا خاصًا، حيث أعلنت الولايات المتحدة منذ فترة تعليق تقديم المساعدات العسكرية لمصر على خلفية الأحداث الأخيرة في البلاد.
وأضاف الموقع أنّه لم تكشف الجهات الرسمية عن تفاصيل ما سيناقشه وزيرا الدفاع سيرغي شويغو وعبد الفتاح السيسي، لكن مصادر في شركة "روس أوبورون إكسبورت" الحكوميّة الروسية التي تقوم بتصدير الأسلحة، أكدت أنّ روسيا مهتمة ببيع السلاح لمصر، وتناقلت وسائل إعلام روسية تقارير تقول إنّ شويغو والسيسي سيناقشان توريد أسلحة روسية لمصر بقيمة تزيد عن 4 مليارات دولار.
وأكّد الفريق أول السيسى أنّ مباحثات اليوم "تطلق إشارة التواصل الممتد للعلاقات الاستراتيجية التاريخية من خلال بدء مرحلة جديدة من العمل المشترك والتعاون البناء المثمر على الصعيد العسكري ويعزز العلاقات الممتدة بين البلدين منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي ويعزز العلاقات التي تجمع شعبي البلدين".
ومن جانبه، أعرب شويجو عن تقديره لمصر والقوات المسلحة ودورها في تحقيق إرادة الشعب المصري، مشيدًا بمدى احترافية القوات المسلحة ودورها فى حفظ الأمن والسلام بمنطقة الشرق الأوسط، وأكّد أهميّة التعاون المشترك ين الجانبين المصري والروسي خاصة فى المجال العسكري.
وتأتي زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين لمصر بعد عدة زيارات قام بها مسئولون وقيادات شعبية وسياسة لروسيا، حيث قام وزير الخارجية بزيارة لروسيا منتصف شهر سبتمبر الماضي، وقام وفد يضم قوى سياسية وشعبية بزيارة لموسكو شهر نوفمبر الحالي في حين يزور الطراد الروسي الحربي فارياج حاليا ميناء الاسكندرية ويقوم وفد شعبى روسي حاليا بزيارة القاهرة.
وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين موسكو والقاهرة في عهد الاتحاد السوفيتي في عام 1943، وبلغت ذروتها في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي حين ساعد آلاف الخبراء السوفيت مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية والبنى التحتية، وبينها السد العالي في أسوان ومعمل الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألومنيوم بنجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية أسوان - الإسكندرية.
وتمّ إنجاز 97 مشروعًا صناعيًا في مصر بمساهمة الاتحاد السوفيتي. وزودت القوات المسلحة المصرية منذ الخمسينيات بأسلحة سوفيتية.