مسقط- الرؤية
أكد الدكتور سيف بن راشد الشقصي المكلف بأعمال المدير التنفيذي للمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بأنّ السلطنة ستستضيف خلال الفترة من 2 إلى 4 ديسمبر 2013م المؤتمر الدولي حول النمر العربي في جبل سمحان بمحافظة ظفار، والذي ينظمه المركز الوطني الميداني في مجال حفظ البيئة التابع لديوان البلاط السلطاني بمشاركة عدد من المنظمات الدولية وهي منظمة إيرث ووتش، الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، مركز الشارقة للحياة البرية العربية، منظمة الحياة البرية بالجمهورية الإيرانية الإسلامية، وعدد من الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني بالسلطنة والمجتمع المحلي بمحافظة ظفار. وأضاف: يأتي تنظيم هذا المؤتمر في إطار الجهود التي يقوم بها المركز بتشجيع البحث الميداني في مجال حفظ البيئة وتشجيع العاملين والباحثين والمتخصصين والدارسين العمانيين في المجال البيئي، وإبراز قدراتهم وإمكانياتهم العلمية وتطوير مشاريع الأبحاث الميدانية لحماية البيئة واستدامتها بالسلطنة والحفاظ عليها بكافة أشكالها، إلى جانب تشجيع المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة والباحثين والمهتمين على القيام بالدراسات البيئية الميدانية والأبحاث العلميّة الحقليّة في السلطنة سواء بالتعاون مع المؤسسات من داخل السلطنة أو بالتعاون مع المنظمات والهيئات والمؤسسات العلميّة خارج السلطنة.
وأشار الشقصي إلى أنّ هذا المؤتمر يسعى إلى تقييم الوضع الحالي للنمر العربي في السلطنة والتنوع الإحيائي في جبال محافظة ظفار، وإيضاح دور الجهات المعنيّة بالسلطنة في الحفاظ على هذا الحيوان من الانقراض، ووضع الأطر العلمية والاستراتيجيات التي تمكن السلطنة من بقاء هذا الحيوان والحفاظ عليه وتوفير البيئة المناسبة لتكاثره ونموه بشكل طبيعي.
وسيتم خلال المؤتمر طرح عدد من أوراق العمل ومناقشتها باستفاضة حول الوضع الحالي للنمر العربي في محافظة ظفار، وأهم القوانين والتشريعات الوطنية في الحفاظ على التنوع الأحيائي في السلطنة، وأهم التحديات التي تواجه النمر العربي وأهم الخطوات العلمية لحلها، ومناقشة خطة إدارة محميّة جبل سمحان وأهم التحديات التي تواجه الخطة، كما سيتم عرض عدد من التجارب الدولية في مجال حماية النمور في عدد من دول العالم للاستفادة من هذه التجارب في السلطنة وأهم الإجراءات التي تمّ اتخاذها في هذا الجانب، إضافة إلى تنفيذ حلقات نقاش جماعيّة بين المشاركين من مختلف الجهات للخروج بتوصيات ونتائج تحقق الأهداف التي وضعها المؤتمر لحماية النمر العربي من الانقراض والعمل على إكثاره.
وأكد أنّ السلطنة تسعى جاهدة إلى صنع توازن بين متطلبات التنمية والبيئة ولكن تسارع وتيرة التنمية في البلاد والضغط البشري أصبحت تشكل تحديًا كبيرًا للحياة الفطرية والتنوع الأحيائي، ونتيجة لذلك فقد أصبحت بعض الحيوانات والنباتات مهددة بخطر الانقراض، وأنّه على الرغم من سن القوانين الرادعة التي تحرم وتجرم صيد الحيوانات البرية وإنشاء العديد من المحميات الطبيعية لصون الحياة الفطرية، إلا أنّ الحاجة لم تزل قائمة للخروج بحلول عملية لحماية التنوع الأحيائي الغني في السلطنة خاصة تلك الفصائل المهددة بالانقراض مثل النمر العربي.
وأشار إلى أنّ النمر العربي يعتبر من الثديات المهددة بالانقراض في السلطنة وهو أحد الأنواع المهددة بالانقراض حسب القائمة الحمراء للأنواع المهددة في الاتحاد العالمي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية، ومدرج أيضاً في الملحق الأول من الاتفاقية الدولية "سايتس" التي تحظر المتاجرة بالأنواع المهددة، وقد كان يتواجد بكثرة في جبال محافظتي مسندم وظفار إلا أنّ عمليات الصيد الجائرة والقتل وتدمير بيئته الطبيعية أدت إلى انقراضه، حيث بقيت أعداد قليلة منه في جبال محافظة ظفار.
وأوضح الشقصي أنّ محميّة جبل سمحان تعتبر آخر المستوطنات الرئيسية للنِمر العربي، وتم اقتراحها كمحمية طبيعية في عام 1986م كآخر منطقة شوهد فيها النمر العربي، حيث تمّ إعلانها كمحميّة طبيعية في 1997م تحت إدارة وزارة البيئة والشؤون المناخية. وتضمّ هذه المحمية الأجزاء الشمالية من سلسلة الجبال الجيرية في منطقة ظفار.