تبدَّت خلال الحالة الجويَّة التي مرَّت بها السلطنة نهاية الأسبوع المُنصرم، وتلاشت أمس، صُورة مُشرقة من صور التنسيق والتعاون بين كافة الجهات العسكريَّة والأمنيَّة والحكوميَّة والخاصَّة ذات الصلة؛ الأمر الذي كان له أكبر الأثر في الحدِّ من حجم الخسائر، وإزالة العوالق من الطرقات لتسهيل الحركة المروريَّة، وضمان انسيابيَّتها، كما كان لتعاون وجهود المواطنين والمقيمين دورٌ في إنقاذ بعض الأشخاص، ودعم الجهود الرسميَّة في هذا الصَّدد.
... لقد ساد التناغمُ والتنسيقُ تحرُّكات الجهات المعنيَّة لتقوم بأدوارها في عمليَّات البحث والإنقاذ والانتشال والإسعاف بكفاءة وإتقان؛ لتلافي بعض الآثار الناجمة عن غزارة هطول الأمطار وجريان الأودية، في جَهدٍ استمرَّ طوال يومي الحالة الجويَّة، وأثمر عن إنقاذ العشرات ممن تعرَّضوا للخطر في بطون الأودية؛ وذلك في مؤشر على جاهزيَّة هذه الجهات واستعدادها للتعامل مع مثل هذه الظواهر الطبيعيَّة المُتمثلة في الأمطار، والتي تعد بُشرى خير وبركة. كما تعكس الاستفادة من التجارب في تجويد أداء المهام بصورة أكثر كفاءة واحترافيَّة.
ولقد تابعنا جميعًا الجهودَ التوعويَّة التي قامت بها الجهات المُختصَّة في سبيل غرس الوعي في نفوس المواطنين والمقيمين، وتنبههم بالمخاطر التي تحيق بهم جرَّاء عبور الأودية أثناء جريانها، ليس هذا فحسب، بل سُيِّرت درويَّات الشرطة لمنع أي شكل من أشكال المُخاطرة بعبور هذه الأودية.
وما أعلن عنه من حصيلة لأعداد القتلى والمفقودين جرَّاء الحالة الجويَّة والذين يُناهز عددهم الثمانية أشخاص، يتطلب مزيدًا من التفاعل الإيجابي مِن قبل المواطنين والمقيمين مع الرسالة التوعويَّة التي تحذِّر من الاستهانة بمخاطر عبور الأودية إبان مِثل هذه الأحوال الجويَّة الاستثنائيَّة.
وتبقى الحاجة قائمة إلى هذا التنسيق الذي ظهر خلال الحالة الجويَّة، واستمراره لإزالة ومعالجة كافة التأثيرات الناتجة عن هطول الأمطار؛ من خلال عمليَّات شفط المياه من الطرق ومن أمام المنازل، وإزالة مخلفات الطرق من الأتربة ومخلفات الأمطار من الشوارع العامة ومجاري الأودية، وكل ما من شأنه تسريع إعادة الأوضاع إلى طبيعتها.