جنيف - رويترز
قالت الأمم المتحدة، أمس، إن مؤتمرا دوليا للسلام يهدف إلى وقف الحرب الأهلية السورية سيُعقد يوم 22 يناير في أول محادثات مباشرة بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلي المعارضة.. وتأمل الأمم المتحدة في انتقال سلمي في سوريا على أساس اتفاق أبرم بين القوى العالمية في يونيو من العام الماضي.
ويدعو الاتفاق الأطراف المتحاربة إلى الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية تملك صلاحيات تنفيذية كاملة من بينها السيطرة على الأجهزة العسكرية والأمنية.. وقال الأمين العام للأمم المتحدة في بيان: "سنتوجه إلى جنيف برسالة أمل".
جاء الاعلان بينما يلتقي المبعوث الدولي بشأن سوريا الأخضر الإبراهيمي، مسؤولين أمريكيين وروس كبارًا في جنيف في أحدث مساعيه لإعادة المفاوضات إلى مسارها حتى تتوقف الحرب التي دخلت عامها الثالث وراح ضحيتها أكثر من مئة ألف شخص.
ومنذ مايو، يسعى الإبراهيمي بدعم من القوى العالمية إلى عقد مؤتمر للسلام، وتمنى أن يعقد في منتصف ديسمبر. وقالت متحدثة إن الابراهيمي سيعقد مؤتمرا صحفيا لاعلان اسماء المدعوين لمؤتمر جنيف 2.
وكانت مشاركة إيران حليفة سوريا في المؤتمر تمثل عقبة كبيرة بسبب رفض واشنطن لذلك وتأييد روسيا لحضور طهران. ولم يتضح من بيان بان إن كانت إيران ستشارك في المؤتمر. وقال إنه يتوقع "ان يثبت كل الشركاء الاقليميين والدوليين دعمهم الجاد لاجراء مفاوضات بناءة".
وتوصلت قوى عالمية من بينها الولايات المتحدة إلى اتفاق مطلع الأسبوع للحد من برنامج إيران النووي في مؤشر على تهدئة التوتر بين الغرب وإيران. وكان الابراهيمي قد دعا إلى مشاركة إيران في المؤتمر.. وتقول الولايات المتحدة وحلفاؤها إن إيران يجب أن تقبل باتفاق يونيو 2012 قبل أن توجه لها الدعوة لحضور محادثات جنيف 2 في يناير.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية: "إلى أن تعلن إيران إقرارها لاعلان جنيف ومن ثم توضح تأييدها للهدف من مؤتمر جنيف 2 فإن من الصعب رؤية كيف يمكن أن يكون لها دور بناء في إيجاد حل سياسي".. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج: "الانتقال السياسي يعني أن الأسد قد لا يكون له دور في مستقبل سوريا".. وقال مسؤول أمريكي إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيحضر المحادثات.
وحمل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف المعارضة السورية المسؤولية عن تأخير عقد المؤتمر.. وقال إنها دأبت على وضع الشروط حتى تشارك فيه ومن بينها خروج الأسد وهو ما تقول موسكو إنه لا يمكن أن يكون شرطا مسبقا للعملية السلمية.
وقال لافروف -الذي أدلى بتصريحات في روما أثناء زيارة لإيطاليا مرافقا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "كان من الممكن عقد المؤتمر قبل ذلك بكثير لو كانت المعارضة قد استشعرت المسؤولية تجاه بلادها، ولم تضع شروطا مسبقة عندما التقينا بها في سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر."
وأعاق اقتتال الفصائل وتشرذم المعارضة السورية الانتفاضة وكذلك الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تشكيل وفد يمثل المعارضة ويتفاوض مع وفد الأسد.. ووحد مقاتلون إسلاميون في سوريا قواهم لتشكيل ما يمكن وصفه بأنه أكبر جيش لمقاتلي المعارضة في البلاد مما يقوض بصورة أكبر القادة العسكريين المدعومين من الغرب.