إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الكأس.. إمَّا مُرة وإما حُلوة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكأس.. إمَّا مُرة وإما حُلوة

     
    أحمد محمد
    على مرِّ الدهور والعصور، ومنذ أن أوجد الله سبحانه وتعالى الكون والحياة، وكابد الناس معتركها، وهم يرتشفون كؤوسها؛ فمنهم من تأتيه مُرَّة كالعلقم، ومنهم من يستسيغها شهدًا حُلو المذاق، وهذا بالضبط ما حمله الدور الـ32 من كأس جلالة السلطان قابوس لكرة القدم؛ فمن الفرق من ذاقت حلاوتها، ومنها من جرَّت وراءها أذيال الخسارة، وأغلقت ملف البطولة حتى إشعار آخر في الموسم القادم.
    وكما هي الحال في مباريات الكؤوس، والتي تختلف كثيرا عن مباريات الدوري، وما تحمله من نفس طويل، إلا أن مباريات الكأس لها أسلوبها المختلف، وطريقة لا يملك التعاطي معها أو تحقيق الفوز إلا من سبق له وسبر أغوارها، واجتهد وقرأ الخصم جيدا، ثم وضع التكتيك المناسب لكل مباراة؛ وبالتالي الظفر بالتأهل للدور التالي، ولذلك جاءت بعض النتائج واقعية ومنطقية، في حين حملت النتائج الأخرى معها إعصارا محملا بالصواعق والرعود، كما هي الحال بالنسبة لنتيجتي السويق مع صلالة، والسيب مع الرستاق.
    وللحق؛ فإنَّ صلالة -أحد فرق دوري الدرجة الأولى- فاجأ الشارع الرياضي بالسلطنة قاطبة بنتيجته المدوية؛ عندما أقصى السويق حامل اللقب وبطل ثلاثية الموسم الفائت وأحد الفرق التي تنافس على المراكز الأولى بدوري المحترفين ليخرجه من الدور الـ32، في سابقة لم تعهدها جماهير السويق في آخر 10 مواسم تحديدا، والتي خرجت غير مُصدِّقة ما حدث، ولكنه الواقع وكرة القدم بالكؤوس، والتي تتحدث بلغة خاصة جدًّا؛ اجتهد فيها أبناء الجنوب في دراستها، والعمل على تعلمها، واكتساب مهارة التعامل معها. ومنذ أن سحبت القرعة وبكل جدية، على عكس معسكر أصفر الباطنة والذي أعتقد أنه يعيش نزهة قصيرة ويعود، إلا أنهم استفاقوا على وقع صافرة حكم اللقاء يعلن التأهل والتواجد الرسمي لنمور صلالة في غابة الكأس.
    وحمل لقاء أبناء السيب مع أبناء الرستاق نفس السيناريو، فلم يتوقع السيباويون مطلقا الخسارة والخروج من دور الـ32 للكأس، وهم من هم ببطولات الكأس على مر تاريخها، بل إنهم أحد ربابنة بحورها الـ42، وكثيرا ما تواجدوا في المناسبات الكبيرة في هذه البطولة الغالية، وتسيَّدوها لثلاث مواسم متتالية في الأعوام 97 و98 و1999م، ولكن أبناء الريف ومن اعتادوا على جبال الرستاق الشاهقة ووعورتها زلزلوا الشارع الرياضي بنتيجة مذهلة وبثنائية مقابل هدف ليُسقطوا أبناء العاصمة وأحد فرسان الكأس من الدور الـ16 ليكسروا حاجز هذا الدور لأول مرة في تاريخهم، بل إنهم وجَّهوا إنذارا ودرسا لبقية فرق البطولة بعدم الاستهانة بالفرق الأخرى؛ فالتاريخ لن يشفع للمغرور.
    وجاءت بقية النتائج منطقية وعادية حيث حمل لقاء الشباب وصور القوة والإثارة ليقصي الشباب صور بعد أن تعامل بواقعية، في حين أقصى فنجاء صحم في مباراة كسر العظام، وفي باقي المباريات تفادت الفرق الكبيرة مفاجآت باقي الأندية لتتواجد أندية فنجاء والنهضة وظفار والشباب وصحار والمصنعة والنصر ومسقط وصلالة ونزوى وعمان والوحدة والاتحاد وبوشر والمضيبي والرستاق.
    إلى هنا؛ فكل شيء واقعي، وهذه الكأس ومفاجآتها، ولكن الحقيقة التي لربما لم يفطن لها كثيرون أن الكرة العمانية تعيش نقلة نوعية لم تعهدها وإثارة وقوة ومستويات كبيرة إذا ما قورنت بالمواسم السابقة بظلامها.. فالرستاق يهزم السيب، وبعدها بأيام قليلة الأخير يُقصى فنجاء الذي أطاح بصحم بالدوري، ولك عزيزي القارئ أن تقيس ذلك على بقية دوريات كرة السلطنة، إذاً فكرة القدم العمانية -والحمدلله- بدأت تتلمس طريقها وتجد لها مكانا في نفوس جماهيرها ومتابعيها أولا، ومن ثم إلى خلق دوري عماني محترف وقوي يحظى بمتابعة كبيرة لشريحة مهمة على المستويين الإقليمي والقاري، كما هي الحال بالنسبة للدوري السعودي والقطري والإماراتي؛ هذا إقليميا. أما قاريًّا، فالدوريات اليابانية والكورية لها حضورها القوي عالميا، وأنا هنا لا أحلم بل أتلمس الواقع وأقرأه من زاوية إيجابية، وعلينا جميعا أن نضع أيادينا وأقلامنا لندعم القائمين على الكرة، وكذلك تبيان ما يُصاحب من سلبيات لنرتقي جميعًا بالكرة العمانية لتهنأ بكأس مذاقها الشهد الزُّلال.
يعمل...
X