مسقط - الرؤية
نظمت جامعة السلطان قابوس -ممثلة بقسم صحة الطفل بكلية الطب والعلوم الصحية- حلقة العمل الأولى لعلم الأورام في طب الأطفال بالشرق الأوسط ودول البحر المتوسط (POEM)، والذي عُقد بفندق قصر البستان بمسقط، تحت رعاية الدكتور عمر بن عوض الرواس عميد كلية الطب والعلوم الصحية. وقد ناقشت الحلقة -على مدى يومين- مجموعة واسعة من المواضيع المتعلقة بالأورام لدى الأطفال، مع التركيز على تحسين هذا المجال في المنطقة.
وقال الدكتور ياسر والي رئيس قسم صحة الطفل بالوكالة في كلية الطب والعلوم الصحية: إن مجموعة من الخبراء أدلوا بتجاربهم حول رعاية الأطفال المصابين بالسرطان، كما تم مناقشة أساسيات الصحة المهنية للأطباء والصيدلانيين والممرضين ومديري البيانات العاملين في هذا المجال، وكيفية تحسين الرعاية في مجال سرطان الأطفال. وقد حضر الاجتماع أكثر من 70 خبيرا من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والعراق ولبنان وسوريا ومصر واليمن وفلسطين وأرمينيا والهند وباكستان.
وقدمت الدكتورة سيما جيها مديرة تطوير معالجة اللوكيميا الليمفاوية بمستشفى سانت جود البحثي للأطفال، بولاية تينيسي بالولايات المتحدة الأمريكية، محاضرة حول "تحسين النتائج السريرية لسرطان الأطفال". وقالت إن مرض السرطان في الأطفال يُشكل نسبة صغيرة من عبء السرطان العالمي، ولكن مع الحفاظ على حياة طفل مصاب بالسرطان لسنوات عديدة، وبالتالي الحفاظ على حياة إنتاجية؛ لذلك فإن الأمر الذي يُنظر إليه على أنه مشكلة صغيرة في الطفولة هو في الواقع قضية صحية مهمة محليا واقتصاديا.
وأشارت الدكتورة إلى أن حالات السرطان التي يتم اكتشافها سنويا تقدر بـ263 ألف حالة يُصاب بها الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة، والثلثان منها يُصاب بها الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة؛ إذ يفقد كل يوم تقريبا 250 طفلا حول العالم حياتهم بسبب السرطان، وعلى الرغم من الإمكانيات الممتازة للبقاء على قيد الحياة في الدول المتقدمة، إلا أن السرطان يُعد السبب الرئيسي للوفاة من الأمراض التي تصيب الأطفال ومعدل الوفيات الذي كان في تراجع قد تباطأ خلال 10-15 سنة الماضية. ولا تزال الاختلافات الجغرافية في البقاء على قيد الحياة والموت موجودة بين الدول المتقدمة والدول الأقل نموا. واستنادا إلى الدكتورة، فإنه يتطلب جهودًا كبيرة ومتضافرة لتطوير معالجة سرطان الأطفال في المنطقة، كما يتطلب ذلك التزاما محليا وتعاونا عالميا. ويجب أن تكون البنية الأساسية جاهزة لتأمين بناء القدرات والرعاية الموحدة، ويجب تطبيق نتائج واضحة وقابلة للقياس. ويعد دعم المجتمعات المحلية والحكومات والقوانين مهمة لتأمين التكنولوجيا والأدوية اللازمة والحصول عليها للأطفال المصابين بالسرطان بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه. والهدف هو السماح للبحوث التعاونية التي تركز على المريض أن تنتشر عبر الحدود على الرغم من اختلافات نظام المراجعة الأخلاقية والمتطلبات التنظيمية. والجدير بالذكر أن مجموعة (POEM) تأسست في العام 2013 لتكون كمنصة تعاونية للأطباء والعلماء والمتخصصين في الرعاية الصحية بمختلف المؤسسات في الشرق ومنطقة البحر الأبيض المتوسط؛ وذلك لرفع مستوى الرعاية الصحية للأطفال المصابين بالسرطان في هذا الجزء من العالم.