الرؤية- نجلاء عبد العال
كشف صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد مدير عام التسويق والإعلام بالهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات أنه سيتم رفع ملتقى عمان للتنافسية إلى مجلس الوزراء لدراسة آليات الاستفادة منها في تعزيز الخطط والرؤى.
واختتمت أمس فعاليات الملتقى الذي نظمته الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات، بعد أربعة أيام من الجلسات النقاشية والبحثية ضمت 44 خبيرا من السلطنة وخارجها.
وألقى صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد مدير عام التسويق والإعلام بالهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات، كلمة أكد فيها أن نجاح الملتقى يعود بالأساس إلى الدعم الذي تلقته الهيئة من صاحب الجلالة ومجلس الوزراء عبر اعتماد مفهوم التنافسية. وأوضح أن الملتقى سيكون في العام المقبل فرصة للتركيز على نقاط محددة، وكذلك متابعة عوامل النجاح والإخفاق في نتائج الملتقى الأول. وأكد أن الهدف من الملتقى كان توفير مجال يتمكن خلاله الخبراء من المناقشة، مشددا على أن عمان حريصة على المضيء قدما في مجال تحسين ميزتها التنافسية وآلية تحقيق هذا سيكون عبر مناقشة جميع التحديات التي تقابل طريقها.
من جهته، أكد عزان البوسعيدي مدير عام البحوث والدراسات والخدمات الآلية بالهيئة في تصريحات لـ"الرؤية" أن الملتقى يعقد لأول مرة، ومفهوم التنافسية يعتبر إلى حد ما جديد بالنسبة لعمل هيئة ترويج الاستثمار وتنمية الصادرات، لكن الملتقى شهد مشاركات واسعة سواء من القطاع العام أو الخاص بالسلطنة. وقال إن هناك نقاطا واضحة المعالم فيما يتعلق بالسعي إلى زيادة الميزة التنافسية للسلطنة والتركيز على الإطار القانوني والمؤسساتي، والتركيز كذلك على تنمية الموارد البشرية وكان ذلك جزء مهم جدًا من عملية زيادة الميزة التنافسية في أي مكان في العالم وتنمية الموارد البشرية والكوادر المحلية، وبالطبع تحسين الإجراءات المنظمة سواء كانت متعلقة بممارسة الأعمال أو غيرها واستخدام التقنيات الحديثة للجمهور. وأضاف البوسعيدي: "نحتاج مثل أي توجه استراتيجي نحتاج إلى رؤية، وهذه الرؤية بدورها تحتاج لأن تكون مرتبطة ببرنامج تنفيذي على أن يكون هناك مؤشرات قياس أداء لهذا البرنامج والمرونة بما فيه الكفاية لاستيعاب أية تحديات طارئة والقابلية لإعادة النظر فيها في حالة مواجهة أية تغيرات تطرأ عالمياً أو محليًا، ومن الاحتياجات الأساسية أيضا".
ألقى السيد عزان البوسعيدي كلمة تقدم فيها بالشكر للمشاركين في الملتقى، وقال: "أود أن أشكر الـ44 شخصا الذين شاركوا في الجلسات من كل أنحاء العالم تبادلوا خبراتهم لما يعنيه أن تكون تنافسياً كما كانت ملاحظات ومداخلات الحضور مثرية للحوار. الهيئة تعلم أن العالم آخذ في التغيير وما نشأ من الوضع الصعب اليوم هو حاجة الدول مثل عمان لأن تكون أكثر تنافسية، نفهم طبيعة التنافسية وأنها متغيرة ولم تعد تتعلق بتسهيل التصنيع وتصدير السلع والخدمات، وإدراكاً لهذا التحول فإنّ التنافسية العمانية الوطنية اتضح أنها ينبغى أن تبنى على القدرة على الاستعانة بالموارد وتطبيق التكنولوجيا والتثقيف وتوفير العمالة الماهرة، وإيجاد بنية أساسية مستدامة وذات جودة عالية، وخدمات نقل جيدة، وتطوير نظام التعليم الذي يستجيب لاحتياجات القرن الواحد والعشرين، ووضع إطار تنظيمي أفضل يقوده موظفون لديهم عقلية ابتكارية يقدمون من خلالها الخدمات العامة التي تدعم نمو قطاع الأعمال في السلطنة".
وأكد أن عمان عازمة على أن تتغلب على التحديات المحيطة بها وضمان أن تستمر على درب التقدم، ومن الواضح من النقاشات التي جرت مدى الأيام الماضية أن الميزة التنافسية لعمان هي التي تضمن مكانها على المسرح العالمي، وما يعكس هذه الرغبة محور الفعالية أن ملتقى عمان للتنافسية ناقش الهوية والرؤية الوطنية والمؤسسات والتعليم والنمو والاستدامة والتكنولوجيا، والاهتمام بعمان التنافسية قوية، فإنّ المستقبل ليس مكانا مناسبا للانتقال إليه لكنه مكان أفضل نصنعه، إن المسار إليه ليس بنفس الوضع الذي بني به إن أهمية الهوية بمكان ناجح لا يمكن التقليل من شأنها وكما أشار المتحدثون فإنّ الدول والمدن الناجحة هي الدول والمدن التي لها هوية قوية وهذه الهوية تبنى على الناس والشعوب والعمارة والفن والمطبخ والتراث والقيم والعمل والتعليم والموقع الجغرافي بالإضافة إلى العلاقات الاجتماعية والاقتصادية. وأضاف: "إذا كان لنا أن نجذب الاستثمار للبلد ودعم تصدير السلع العمانية والخدمات العمانية الأخرى علينا أن ندعم هذه الهوية وربما تساعد الهوية في جذب الاستثمار والسياحة لكن مردودها لا يكون فقط اقتصاديا لكنه يمتد ليصل إلى الثقافة والمفاهيم وتكثيف الشعور بمكانة الوطن في نفوس مواطنيه".
المجتمعات الذكية
وشمل اليوم الأخير من أعمال الملتقى جلسة نقاشية حول "المجتمعات الذكية" باعتبارها مفهوما أوسع من استخدام التقنية بشكل منفصل. وأدار الجلسة الدكتور سالم الرزيقي الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات. وقال لـ"الرؤية" إن مناقشات الجلسة استمرت لنحو ساعتين ونصف الساعة، موضحًا أن الملتقى يهدف بالأساس إلى النظر في كيفية وضع عمان في مستوى من التنافسية على مستوى العالم في مكانة ينظر لها العالم، وبالطبع فإن تقنية المعلومات في القلب من هذه الآلية. وأشار إلى أن الملتقى جمع خبرات كبيرة من دول مختلفة ومن خلال هذه الخبرات يمكن استخلاص بعض الدروس التي يمكن تطبيقها في السلطنة لذلك استمعنا جيدًا لمشاركاتهم ومما لفت النظر خلال الجلسة التطرق إلى أهمية شبكات الاتصالات ونحن نعي أهميتها لكن هناك طرق وأبواب جديدة تم فتحها خلال الجلسة، كذلك كان الحديث حول الحلول التي تقدم للمجتمعات الذكية وما هي الأشياء التي يمكن أن تساعد هذه المجتمعات وما هي الأشياء السلبية التي يمكن تجنبها والتي تظهر غالبا خلال مرحلة الانتقال إلى المجتمعات الذكية خاصة التي ترتبط بالتراث والقيم والعادات والتقاليد وهي من العناصر الرئيسية المهمة لدى العمانيين، وقال الرزيقي إن السلطنة خلال خطواتها ونقلاتها التقنية تحافظ على هذه النقاط لذلك على سبيل المثال فإننا ليس لدينا ما يطلق عليه "الحكومة الإلكترونية" لكننا لدينا "مجتمع عمان الرقمي" لأننا نهتم بالشخص مثلما نهتم بأن تقدم المؤسسات الحكومية خدماتها الإلكترونية، ولدينا أيضا مبادرة الحاسب الآلي تم خلالها توزيع 100 ألف حاسوب تم توزيعه على الطلاب والمدرسين، وكذلك افتتحنا حتى الآن 19 مجتمعا معرفيا يتم خلالها تدريب الناس بالمجان.
ولفت إلى تجربة السلطنة في استخدام التكنولوجيا لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي من خلال إيجاد نقاط في جميع المواقع الحكومية للتواصل بين الجمهور والمسؤولين حتى مع الوزير، وكذلك يتم فتح قناة تواصل إلكتروني مباشرة بين المواطنين ومجلس الشورى عندما يستضيف أحد الوزراء أو المسؤولين ليقوموا بمتابعة الجلسة وطرح مرئياتهم مباشرة عبر أصحاب السعادة الأعضاء. وقال: "أظن أن هذه التجربة مع المستوى الذي تصل إليه المشاركات في وسائل التواصل والمنتديات تعد فريدة بين عدد كبير من الدول".
فيما قال فارس الفارسي مدير عام ترويج الاستثمار بالهيئة إن مثل هذا الملتقى فرصة لمراجعة بيئة الأعمال في السلطنة من خلال القوانين والإجراءات وقدرة البنية الأساسية على اجتذاب مثل هذه الأعمال. وأضاف أن هذه مبادرة من الهيئة كأول مؤتمر يطرح لهذه الغاية والذي جذب كثيرا من رجال الأعمال الحكوميين ومن القطاع العام والشركات الاستشارية، موضحًا أن الملتقى كان فرصة لمناقشة الوضع ما هي الحلول وما هي التحديات التي يمكن أن تواجه المستقبل إذا ما أخذنا في الاعتبار أن مفهوم التنافسية أصبح مفهوما عالميا تنجذب إليه جميع الدول وتقوم عليه مؤسسات لها مصدقياتها على المستوى العالمي وبالتالي فهو فرصة لتحسين الأوضاع بشكل مستمر.
وناقش الملتقى خلال فترة انعقاده 6 محاور تتصل بالهوية الوطنية، والرؤية الاقتصادية، والريادة في الأعمال، والنمو والاستدامة، والتعليم والتدريب والتأهيل، والمجتمعات الذكية.