السعيدي يقف على استقرار حالة المريض بالمستشفى السلطاني
مسقط- عادل اللمكي
تصوير/ خميس السعيدي
نجح فريق طبي عُماني بقسم أمراض الدم بالمستشفى السلطاني ولأول مرة في إجراء زراعة خلايا جذعية مستخلصة من نُخاع العظم لمريض يعاني من نوع من أنواع سرطان الدم المزمن (المايلوما المتعددة)، والذي سبق أن تمّ علاجه ولعدة سنوات بالعقاقير الخاصة بهذا المرض، حيث تمّ إجراء زراعة الخلايا الجذعيّة لهذا المريض بتاريخ 18 نوفمبر، بإشراف فريق طبي عُماني قام بجميع إجراءات الزراعة ومتابعتها العلاجية والوقائية وطيلة فترة العلاج لضمان استجابة المريض بجميع أعضاء الجسم ووظائفه الحيوية المختلفة لهذا العلاج ودعم المريض بكل الوسائل لتحقيق شفائه وحمايته من المضاعفات المحتملة حيث تكللت العملية بالنجاح وعاد النخاع العظمي للعمل بشكل طبيعي بعد عشرة أيام من زراعة الخلايا الجذعية.
وقام معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة والدكتور قاسم بن أحمد السالمي مدير عام المستشفى السلطاني والفريق الطبي بزيارة المريض للاطمئنان عليه قبل مغادرته للمستشفى. وأشار معاليه إلى أنّ الوزارة تقدم كل الدعم وبجميع جوانبه لتطوير التخصصات الطبية والخدمات العلاجية والتشخيصية لمواكبة التطور العلمي واحتياجات المجتمع، مثمنًا الدور الذي قام به المستشفى السلطاني ممثلاً بقسم أمراض الدم والأقسام الأخرى في تقديم جميع متطلبات الدعم الطبّي لإنجاح أول زراعة خلايا جذعيّة من نخاع العظم، مؤكدًا معاليه أنّ المستشفى قد قطع شوطًا كبيرًا في زراع الأعضاء وخاصة زراعة الكُلى منذ عده سنوات إضافة الى استكمال الدراسات في زراعة الكبد والمؤمل المباشرة بها قريبًا لتحقيق تقديم كل ما هو متطور من الخدمات العلاجية الطبية والجراحية.
وأوضح مدير عام المستشفى السلطاني الدكتور قاسم بن أحمد السالمي أنّ إنشاء "وحدة زراعة الخلايا الجذعية الذاتية"، يأتي لاستكمال تقنيات العلاجات الحديثة المتكاملة في "المركز الوطني للأورام" حيث إنّ هناك العديد من الأمراض المستعصية الأخرى التي تحتاج للعلاج بمثل هذه الوسائل الحديثة بزراعة نخاع العظم والتي بالإمكان تطبيقها مستقبلا، علما أنّ الوزارة تقوم حاليًا بإرسال العديد من المرضى الذين يحتاجون للعلاج بهذه التقنية إلى خارج السلطنة إلا أنّ إنشاء هذه الوحدة العلاجيّة المتطورة بالمستشفى السلطاني سيوفر الامكانيّات الطبيّة لعلاج هذه الحالات بحيث تتوفر للمريض البيئة العلاجية الأفضل وهو بين عائلته وأقاربه دون الحاجه للسفر والاغتراب لأسابيع وربما لأشهر وما يحيط ذلك من تعرّض المريض إلى بيئة غريبة قد تعرّضه للمضاعفات التي قد تهدد نجاح العلاج بالزراعة وما يحيط ذلك من ضياع للجهود المصاحبة للزراعة وبكل جوانبها.
وأشار الدكتور السالمي إلى أنّ الإنجاز الطبّي في حد ذاته ليس في إجراء عملية زراعة الخلايا الجذعية حيث إنّ مثل هذه الزراعات تجري بجامعة السلطان قابوس منذ سنوات عديدة وإنما تمكن الفريق الطبي العُماني من مواكبة كل المستلزمات لاستكمال التدريب والتأهيل للقيام بمثل هذه الزراعة وإنجاحها بزمن قياسي لم يتعد الخمس سنوات، مؤكدا أنّ ذلك قد تم بمساندة الدعم الكامل لوزارة الصحة في تهيئة وتطوير الكوادر الطبية العُمانية، ورفع مستوياتها العلمية والعملية وتدريبها في أفضل المراكز والمستشفيات والجامعات العالمية المرموقة في التخصصات المختلفة.
وأوضح الدكتور مهنا المصلحي استشاري أول أمراض الدم بالمستشفى السلطاني ومؤسس زراعة الخلايا الجذعية أنّ مشروع هذه الوحدة يتضمن مختبرًا متكاملا لفصل ومعالجة وإعداد وتخزين الخلايا الجذعية ووحدة لتجميع الخلايا الجذعيّة وغرف عزل مخصصة للزراعة، مشيرًا الى أنّ العمل الفعلي لإنشاء هذه الوحدة ابتدأ من عام 2009م مؤكدًا أنّ الكوادر العُمانيّة تلقّت تدريبًا تخصصيًا عاليًا في كندا وإنكلترا وماليزيا إضافة إلى المملكة العربية السعودية والأردن، كما ثمّن الدكتور المصلحي الدعم الذي قدمته الأقسام الطبيّة والمساعدة المختلفة بالمستشفى السلطاني ومنها المركز الوطني للأورام وأقسام الصيدلة والتمريض وطب المختبرات مشيرًا إلى أنّ العمل الجماعي بين المستشفى السلطاني ووزارة الصحة بإداراتها الحاليّة والسابقة كان له الأثر الطيب على إنجاح زراعة الخلايا الجذعيّة وأضاف الدكتور المصلحي أنّه تزامن إجراء أول زراعة الخلايا الجذعية مع العيد الوطني المجيد في 18 نوفمبر بإشراف الفريق الطبي العُماني من أبناء النهضة المباركة التي قاد مسيرتها جلالة السلطان المفدى حفظه الله ورعاه، وأنّ هذا الابتكار العلاجي هو تقدير ووفاء للوطن الغالي وجلالة السلطان المفدى لما قدّمه جلالته للكوادر العُمانية وللشباب العُماني من دعم منقطع النظير وفرص تدريبة وبعثات علمية وطبية، وبجميع التخصصات مند بداية مسيرة النهضة العُمانية الحديثة للرقي بالسلطنة بفضل التوجيهات السامية لجلالته، عاهدين جلالته حفظه الله أن نكون أوفياء لجلالته وللسلطنة في تطوير جميع الخدمات الطبية لتكون قدوة في المنطقة وبما يحقق للعُمانيين أفضل الخدمات الصحية في ظل الرعاية الكريمة لمولانا حفظه الله ورعاه.
وضم فريق زراعة الخلايا الجذعية في المستشفى كلاً من الدكتور مهنا المصلحي والدكتورة منى الطارشي ورئيسة وحدة معالجة وتخزين الخلايا الجذعية هند البلوشية ومن طاقم الفنيين بالوحدة فريد البطاشي ومنسقة الزراعة عائشة البلوشية، وطاقم فريق الفصادة الطبية برئاسة الدكتورة صبرية الهشامي، و زهرة المحرزي وأحلام الذخري ومها البلوشية بالإضافة إلى طاقم التمريض بجناح الأورام نبيهة الحسنية وبثينة النظرية وسليمان المحروقي.