"نجاة " و "رعاية الأيتام" و"التبرع بالأجهزة التعويضية " و"مساعدة ذوي الإعاقة البصرية " تفوز بالجائزة في فئة الأفراد
"النفط العمانية" والجسر للأعمال الخيرية ولجنة التنمية الاجتماعية بقريات.. تفوز بالجائزة في فئة المؤسسات والجمعيات
- البكري لـ"الرؤية": القطاع الخاص داعم رئيسي للعمل التطوعي
- الكلباني: تشابه المشاريع وراء حجب جائزة المركز الأول للأفراد
الرؤية - سعاد العريمية
توجت وزارة التنمية الاجتماعية الأفراد والمؤسسات والجمعيات التي فازت مشاريعها بجائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي في دورتها الثالثة لعام 2013م، وذلك في الحفل الذي نظمته الوزارة بفندق جراند حياة يوم الخميس الماضي، تحت رعاية معالي الشيخ عبد الله بن ناصر البكري وزير القوى العاملة، وبحضور معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية، وضيوف شرف الاحتفال الأميرة زاريث صوفية حرم سلطان ولاية جوهور الماليزية والدكتور مايكل غرين الخبير الاقتصادي العالمي. ويأتي هذا التكريم تزامنًا مع احتفالات السلطنة بيوم العمل التطوعي الذي يصادف الخامس من ديسمبر من كل عام.
وأكد معالي الشيخ عبد الله بن ناصر البكري وزير القوى العاملة، راعي الحفل في تصريح لـ"الرؤية " أهمية جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي في تفعيل وترسيخ روح التكافل في المجتمع، وتشجيع المبادرات المجتمعية التي تهدف لخدمة المحتمع.
مبرزًا معاليه في تصريح عقب الحفل، دور مبادرات العمل التطوعي، سواء كانت فردية أو جماعية وبمختلف رؤاها وأهدافها، في خدمة ورقي المجتمع. مشيرا في هذا الصدد إلى وجود وعي وتكافل مجتمعي ينعكس على مسارات التنمية في البلاد.
وحول رؤيته لدور القطاع الخاص في دعم الجائزة، قال البكري: إنّ القطاع الخاص مساهم فعال ورئيسي في مثل هذه المشاركات، كما إنه يتميز كقطاع مبادر في جميع الجوانب والنشاطات بما فيها الجائزة، وهو دليل على أهمية استشعار المسؤولية الاجتماعية لأنها إحدى الأدوات التي تقدم لخدمة المجتمع وأداة من الأدوات الرئيسية لتفعيل التكافل الاجتماعي بين أفراده.
وهنأ معاليه في ختام تصريحه كل الفائزين بالجائزة منوها بجهود القائمين عليها والمساهمين في إنجاحها.
تنافس كبير
من جانبه، قال معالي الشيخ محمد بن سعيد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية: إن المشاريع المتقدمة لجائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي في دورتها الثالثة (2013) بلغت 99 مشروعاً بالمستويات الثلاثة، وهذا دليل على التنافس الكبير بين المهتمين بالعمل التطوعي في السلطنة والذين نعتبرهم جميعاً فائزين دون النظر إلى الفوز بالجائزة التي تتطلع المشاريع المتقدمة إلى أن تظفر بها ليس من أجل القيمة المالية فحسب، ولكن لكونها تحمل اسم حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - . وأضاف معاليه: تميزت احتفالية هذا العام بمشاركة العديد من المشاريع على مستوى الأفراد والجمعيات والمؤسسات والشركات الداعمة للعمل التطوعي في السلطنة، وقد فاز كل من مشروع رعاية وتأهيل الأطفال المعوقين المقدم من جمعية رعاية الأطفال المعوقين بالمركز الأول لدوره الرائد في دعم العمل التطوعي من خلال الجمعية والفروع التابعة لها، وحصل على المركز الثاني مشروع حملة "على هونك" المقدم من فريق الحبي ببهلاء الذي كانت له العديد من الإسهامات في العمل التطوعي، وفاز بالمركز الثالث مشروع (التوعية حول أمراض الدم الوراثية وكيفية علاجها) المقدم من الجمعية العمانية لأمراض الدم الوراثية وله جوانب صحية.
وتابع معاليه:وعلى مستوى الأفراد تقدمت العديد من المشاريع التي تخدم العمل التطوعي، واستطرد معاليه: وقد جاء حجب المركز الأول نتيجة لتشابه المشاريع، دون وجود مشروع يتمتع بتميز أكثر، مبيناً معاليه أنه كان هناك تكرار في المركزين الثاني والثالث بعد أن حصل على المركز الثاني مناصفة كل من مشروع "نجاة" المقدم من جهاد بنت جبر البوسعيدية، ومشروع رعاية الأطفال الأيتام المقدم من جهاد اليافعية، وفاز بالمركز الثالث مكرر مشروع "التبرعات بالأجهزة التعويضية الطبية" المقدم من أمل بنت مبارك العريمية ومشروع تعليم وتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية بمساعدة التقنيات الحديثة المقدم من محمود بن خلفان الحمحامي.
ولفت معاليه إلى أنّه تمّ تكريم كل من شركة النفط العمانية لفئة الشركات، فيما فازت مؤسسة الجسر للأعمال الخيرية عن فئة المؤسسات الخيرية، فازت في فئة اللجان المجيدة لجنة التنمية الاجتماعية بولاية قريات.
نشر ثقافة التطوع
وكان الحفل قد بدأ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى الشيخ حمود بن أحمد اليحيائي مدير عام الرعاية الاجتماعية رئيس اللجنة الفنية للجائزة كلمة وزارة التنمية الاجتماعية قال فيها: إن جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي ارتكزت على أسس قوية لتستطيع الاستمرار والتطور في دوراتها المتعاقبة، وتحقيق أهدافها المتمثلة في نشر ثقافة العمل التطوعي، وإبراز دور الجمعيات والمؤسسات الأهلية باعتبارها شريكا أساسيا في التنمية الاجتماعية الشاملة والمستدامة، إضافة إلى بث روح التنافس الشريف في خدمة المجتمع، وتفعيل أوجه التعاون بين القطاعات الأهلية والخاصة والحكومية للمساهمة في دعم القطاع التطوعي، نظرًا للأهمية الفائقة لهذا القطاع الذي بات يعد القطاع الثالث المساهم في تحقيق التنمية بمعظم بلدان العالم، وقد بذلت لجان الجائزة جهودًا مقدرة في هذه الدورة والدورتين السابقتين، لترسيخ توجه الجائزة نحو خلق مشاريع تطوعية هادفة ومستمرة، مبنية على دراسة واقعية لحاجات المجتمع ومتكاملة مع جهود الحكومة، وأضاف في كلمته قائلاً إنّه بعد الدورات الثلاث للجائزة وما أفرزته من هذه التجربة الرائدة، يحتاج الأمر إلى وقفة تأمل فيما أنجز وما ينبغي عمله لتطوير آليات عمل الجائزة، لتبقى قادرة على أداء دورها، ولجان الجائزة ترحب بأية مقترحات في هذا الشأن من المهتمين بالعمل التطوعي.
بعد ذلك قدم ضيفا شرف الاحتفال محاضرتين حول العمل التطوعي، حيث قدم الدكتور مايكل غرين الخبير الاجتماعي عددا من التجارب العالمية في مجالات العمل التطوعي في الحياة الاجتماعية، وتحدثت الأميرة زاريث صوفية حرم سلطان ولاية جوهور الماليزية عن دور المرأة في العمل التطوعي ذاكرة نماذج لدور المرأة الماليزية في العمل التطوعي، واختتم الاحتفال بتكريم راعي الحفل للأفراد والمؤسسات واللجان الفائزة بالجائزة.
بصمات على العمل التطوعي
بلغ عدد المشاريع التي كرمت على مستوى المؤسسات والجمعيات ثلاثة مشاريع، جاء في المركز الأول مشروع (رعاية وتأهيل الأطفال المعوقين) لجمعية رعاية الأطفال المعوقين المشهرة في العام 1991، ويهدف المشروع إلى الاهتمام بالأطفال ذوي الإعاقة والعمل على رعايتهم وتقديم أفضل الخدمات لهم، وذلك بتنسيق الجهود والطاقات لحصولهم على حياة كريمة، وتحفيز الجهود الأهلية بهدف تقديم العون الملائم للأطفال ذوي الإعاقة والسعي لتوفير السبل لمشاركتهم في الأنشطة العامة للأطفال، إلى جانب تنمية وعي الجمهور والهيئات والمؤسسات فيما يتعلق بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وكيفية رعايتهم وأساليب الوقاية من الإعاقة، وتدير الجمعية (11) مركزًا في مختلف محافظات السلطنة، ويبلغ عدد الأطفال الملتحقين بها حوالي (424) طفلاً .
أما المركز الثاني فكان من نصيب مشروع " حملة على هونك "لفريق الحبي الذي تأسس في العام 1980م، وتهدف حملة على هونك التي دشنت في عام 2011م إلى تعزيز الوعي والثقافة المرورية وتغطي مختلف محافظات السلطنة وقد قام الفريق بعدة فعاليات.
وحلّ في المركز الثالث مشروع " التوعية حول أمراض الدم الوراثية وكيفية العلاج" للجمعية العمانية لأمراض الدم الوراثية، ويهدف المشروع إلى بناء قاعدة من المعرفة الضرورية بكيفية التعامل مع أزمات الآلام الحادة لمرضى فقر الدم المنجلي ومع المصابين به، وضمان جودة علاج مرضى الدم في كافة مستشفيات السلطنة بما فيها المراكز الصحية والمستشفيات غير المتخصصة لتحقيق أعلى مستويات الرعاية الصحية المتوفرة .
مشاريع الأفراد
وعلى مستوى مشاريع الأفراد، تم حجب جائزة المركز الأول لعدم وجود مشروع يرقى لنيل المركز من بين المشاريع الفردية المتقدمة للجائزة، أما جائزة المركز الثاني فقد حصل عليها مناصفة كل من مشروع "نجاة" لصاحبته جهاد بنت جبر بن ناصر البوسعيدية، وقد نشأت فكرة "نجاة " بعد أن ظهرت حاجة ملحة إلى كيان تطوعي وطني ليبادر بتقديم كل ما من شأنه مساندة المواطنين كحلقة وصل بين المجتمع والجهات الحكومية عند حدوث "الأنواء المناخية " ويعمل المشروع تحت شعار " فرح وحزن " .
والمشروع الفائز بالمركز الثاني مكرر هو مشروع "رعاية الأطفال الأيتام" لصاحبته ابتهاج بنت سالم بن عبد الرب اليافعية، حيث يهتم المشروع بالأطفال الأيتام في مرحلة التعليم قبل المدرسة "مرحلة الطفولة المبكرة " .والتحقق بهذا المشروع حوالي (59) طفلا يتيما من ولايتي صلالة ومرباط .
أما المركز الثالث فقد حصل على جائزته مشروع " تعليم وتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية بمساعدة التقنيات الحديثة" لصاحبه محمود بن خلفان بن مسعود الحمحامي، ويهدف المشروع إلى تدريب ذوي الإعاقة البصرية على التعامل مع الوسائل التقنية التي تعينهم على تحقيق أهدافهم وطموحاتهم وأداء مهام حياتهم بكفاءة واستقلالية عالية. وبلغ عدد المشاركين المستفيدين من هذا البرنامج حوالي أربعة وعشرين مشاركاً من مختلف محافظات السلطنة.
وجاء مشروع "التبرعات بالأجهزة التعويضية الطبية" لصاحبته أمل بنت مبارك بن سالم العريمية في المركز الثالث مكرر، ويهدف هذا المشروع إلى تشجيع الأهالي على التكاتف والتكافل الاجتماعي، وجمع تبرعات لشراء أجهزة تعويضية والاستفادة ممن لديه جهاز طبي واستغنى عنه، وتقديم المساعدة للحالات المحتاجة.
الداعمون
كما شهد الحفل تكريم الشركات والمؤسسات الخيرية واللجان المجيدة الداعمة للعمل التطوعي، فعلى مستوى الشركات فازت شركة النفط العمانية، التي قدمت عددا من المشاريع في المجالات الاجتماعية المختلفة هدفت من خلالها إلى تقديم الدعم لأبناء المجتمع في مختلف المجالات لتعزيز قدراتهم العلمية والعملية، وجودة التعليم والتأهيل للعاملين بمركز الوفاء،والتأكد من تأهيل المشرفات لضمان جودة الخدمات المقدمة لأبناء المجتمع من الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال خدمات ورعاية مبنية على أسس عملية وعلمية راسخة وواضحة، ومساندة من لديهم الخبرة والرغبة بالاستمرارية بتأهيلهم في الجانب الأكاديمي.
وعلى مستوى المؤسسات الخيرية فازت مؤسسة الجسر للأعمال الخيرية، وتهدف المؤسسة من خلال تقديم مشاريعها الخيرية إلى المساهمة في تحقيق التكافل الاجتماعي بين فئات المجتمع المختلفة، والتعاون مع الجهات الحكومية والقطاعات الخاصة والجمعيات الخيرية من خلال عدة مشاريع منها بناء وترميم (144) وحدة سكنية شاملة أربع محافظات ( محافظة مسقط – محافظة الباطنة – محافظة الداخلية – محافظة الشرقية) وتقديم المنح الدراسية لأبناء أسر الضمان الاجتماعي وبلغ عددها 100 منحة دراسية، إضافة إلى منح دخل شهر لذوي الدخل المحدود (حوالي 23 أسرة)، إضافة إلى أنشطة تطوعية أخرى عديدة.
أما على مستوى اللجان المجيدة فقد فازت عن هذه الفئة لجنة التنمية الاجتماعية بولاية قريات، عن مشروع الوقف الخيري لذوي الدخل المحدود، ويهدف هذا المشروع إلى توفير مصدر دخل يضمن ديمومة العمل الخيري بالولاية ووسائل دعمه، وتعزيز مبدأ التكافل الاجتماعي مع الفئات المحتاجة والمعسرة، وإحساس الأسر ذات الدخل المحدود بتضامن المجتمع المحلي معها.