مسقط - الرؤية
تصوير/ عبد الفتاح الغافري
نظمت وزارة الصحة -ممثلة بدائرة التغدية ودائرة الصحة المدرسية ودائرة المختبرات بالمديرية العامة للشؤون الصحية- وبالتعاون مع منظمه الصحة العالمية، حلقة العمل الخاصة "بالمسح الوطني لتحديد مستوي انتشار الاضطرابات المصاحبة لعوز اليود"، بقاعة سفير -سفير مول- وتستمر لمدة يومين متتالين؛ وذلك تحت رعاية سعادة السيد الدكتور سلطان بن يعرب البوسعيدي مستشار الوزارة للشؤون الصحية، وبمشاركة جمع مختلف من منسقي التغذية بمحافظات السلطنة ورؤساء أقسام الصحة المدرسية من مختلف المحافظات؛ وذلك إدراكا لأهمية الوقاية من اضطرابات عوز اليود الذي يؤدي نقصه في الجسم إلى حدوث اضطرابات في النمو قد تفسد الحياة والإنتاج.
وتهدف حلقة العمل إلى معرفة وتبيان نسب الذين لديهم أعراض وعلامات صحية تدل على الإصابة باضطرابات عوز اليود وسط تلاميذ المدارس في السلطنة وقياس المعرفة والطبائع والسلوكيات.. وتهدف أيضًا إلى معرفة قياس متوسط كمية طرح اليود في البول لدى تلاميذ المدارس على مستوى المناطق في السلطنة، وقياس انتشار تضخم الغدة الدرقية بين تلاميذ المدارس، وتحديد نسبة الأسر التي تستخدم الملح المدعم باليود، وتحديد مستوى اليود في ملح الطعام، واستخدام البيانات كأساس لوضع إطار للترصد والاستدامة ووضع الأطر الاستراتيجية لحماية المجتمع، ورفع التقارير الدورية وفقاً لمتطلبات الصحة العالمية واليونيسيف والمجلس الدولي لمكافحة عوز اليود، وتحديث بيانات منظمة الصحة العالمية، ووضع توصيات تهدف إلى التخلص من نقص اليود، وإعلان السلطنة خالية من اضطرابات عوز اليود.
وقالت الدكتورة سامية بنت شطيط الغنامية مديرة دائرة التغذية بالوزارة: يعتبر اليود أحد العناصر المعدنية الصغرى أو الدقيقة الضرورية في تغذية الإنسان ونموه ونشأته. يزود به الطعام والماء بطبيعتهما وهو ضروري جداً لصحة الإنسان..ويُسبب نقص اليود عدة أنماط من المشاكل الصحية والتغذوية والعجز التي يمكن تجنبها، وقد يسبب بؤساً لا داعي له ويحرم الشباب من بعض ما أودعته فيه الوراثة من طاقة كامنة.
وتعد الاضطرابات الناجمة عن نقص اليود من البلايا التي منيت بها البشرية فهي لا تتسبب فقط تضخم الغدة الدرقية، بل يتعدى الأمر إلى ما هو اخطر من ذلك وهو حدوث التلف الذي لا يمكن معالجته لدماغ الجنين والأطفال حديثي الولادة، وتأخر التطور النفسي والحركي للأطفال، ونقص اليود هو السبب الشائع للتخلف العقلي الذي يمكن الوقاية منه، لذلك فإن نقص اليود يؤثر سلبا في صحة السكان ويضر بالاقتصاد الوطني لأي دولة لا تسارع بمكافحة الاضطرابات الناجمة عنه.
وأضافت: ترتكز الأهمية البيولوجية لليود في حقيقة أن اليود عنصر مكون لهرمونات الغدة الدرقية، هرموني الثيروكسين والثيروكسين ثلاثي اليود ويحتاج أي فرد لليود غنيا كان او فقيرا، لتكوين هرمونات الغدة الدرقية اللازمة للنمو والقيام بوظائف المخ والجهاز العصبي والحفاظ على حرارة الجسم وحيويته، ويقدر الاحتياج اليومي للإنسان من عنصر اليود لينمو نموا طبيعيا من 15 إلى 250 ميكروجم يوميا، ونقص هذه الهرمونات يؤثر في أجهزة الجسم المختلفة خاصة الجهاز العصبي، الجهاز الدوري، الجهاز الهضمي، الجهاز العضلي، الجهاز البولي، مما يؤدى إلى ضعف الحالة الصحية والذهنية للأفراد وتدنى الإنتاج والتنمية الاقتصادية للبلاد.
ويُذكر أن حلقة العمل تستهدف طلاب وطالبات المدارس بمحافظات السلطنة المختلفة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 و10 سنوات ومن جميع مناطق وحافظات السلطنة وقد تم اختيارهم بطريقة إحصائية علمية (العنقودية)، كما تم تحديد 2500 عينة من الجنسين على أن يتم أخذ 400 عينة عشوائية وفي اليوم التالي أخذ قياس التفاوت في مستوى اليود من نفس المشاركين، ومن ثم الحصول على الموافقة المستنيرة من الطلاب وأولياء أمورهم مع إحضار عينات ملح الطعام من منازلهم.