العلاقات العمانية العراقية، تضرب بجذورها عميقًا في تربة التاريخ، وتستند إلى حزمة من العوامل المشتركة، وتقوم على جملة من المصالح المتبادلة بحكم الجوار الجغرافي والانتماء إلى فناء استراتيجي واحد، ولاعتبارات روابط الإخاء ووشائج القربى.
وعبر التاريخ كانت هناك علاقات أخويّة بين البلدين الشقيقين، مدعومة بالموقع الجغرافي لكلا البلدين، حيث يؤلفان جسرًا حضاريًا عمل على مر العصور في ربط الحضارات القديمة بين الشرق القديم والعالم، وفيما يقع العراق في شمال هذا الجسر مشكلا مركزاً لأهم الحضارات الإنسانيّة، تقوم عمان في جنوب هذا الجسر الحضاري لتساهم بفعاليّة في حركة التطور..
وباعتبارهما أقدم كيانين سياسيين عربيين في المنطقة، وللعلاقة المميزة التي تجمعهما، تملك عمان والعراق أرضية صلبة للتعاون بهدف الانطلاق نحو مستقبل أفضل، وإضفاء زخم حضاري في تأكيد التواصل بين الثقافتين، إلى جانب دعم العلاقات الاقتصاديّة والتعاون التجاري المشترك، وتعزيز العلاقات الإعلاميّة والثقافيّة المستقبليّة.
وتأتي ندوة "العلاقات العمانية العراقيّة.. رؤى معاصرة"، التي افتتحت في مسقط أمس للتأكيد على القواسم المشتركة، والروابط العديدة التي تشد البلدين إلى بعضهما بعضًا، وتدفعهما في اتجاه العمل نحو توثيق العلاقات الثنائية بينهما وتوطيدها.
إنّ استصحاب هذا الإرث الحافل من العلاقات التاريخيّة بين البلدين، أمر مهم للتأسيس لعلاقات مستقبليّة أكثر قوة وتماسكًا في ظل سياق تفاعلات وتحديات إقليميّة ودولية، وفي ظل توافر الإرادة السياسية لتعزيز هذه العلاقات والانتقال بها إلى مستويات أعلى، ورفدها بالمزيد من العوامل التي تدعم مؤشراتها الإيجابيّة وترسّخ حيويتها، بما يخدم تطلعات البلدين وشعبيهما في المزيد من التعاون البناء والمثمر وبما يخدم مصالحهما المشتركة.