نفذتها "الوطنية للشباب" بجامعة السلطان قابوس
الرؤية – محمد قنات
نظّمت اللجنة الوطنية للشباب حلقة نقاشية بعنوان "نحو مستقبل أفضل للمبتكر العماني" بالتعاون مع النادي العلمي بوزارة التراث والثقافة، ومركز الابتكار بمجلس البحث العلمي، ودائرة شؤون الابتكار بجامعة السلطان قابوس، ودائرة الملكيّة الفكريّة بوزارة التجارة والصناعة وسط حضور كبير من المبتكرين الذين أثروا الحلقة النقاشية بتداخلاتهم التي عكسوا من خلالها المتطلبات التي تساعدهم نحو مزيد من الإبداع في ابتكاراتهم، وقد خرجت الحلقة بعدة توصياتٍ تمثّلت في: أولاً: تشكيل فريق وطني برئاسة مجلس البحث العلمي وعضوية كل من: النادي العلمي، جامعة السلطان قابوس، وزارة التجارة والصناعة، القطاع الخاص، وزارة التربية والتعليم، وممثلين من المبتكرين وممن يراه الفريق مناسبًا يعمل على توحيد جهود دعم الابتكار والمبتكرين ووضع السياسات والإجراءات لتطويره ومد جسور التعاون المشتركة بين الجهات بما يساعد في تطوير الابتكار، كما يقوم الفريق بالإشراف على أفكار الشباب وتوجيهها وإخراج الابتكارات بصورة ملائمة شكلياً وفنيًا للمشاركة بها في المعارض الإقليمية والدولية، ومتابعة وزارة التجارة والصناعة في إعفاء الشباب من رسوم تسجيل براءات الاختراع دولياً، بالإضافة إلى وضع معايير علمية ومبسطة لدعم المبتكر العماني، ونشر ثقافة الابتكار وأهميته في المجتمع، والتأكيد على أهمية نشر ثقافة الابتكار في المؤسسات التعليمية بدءًا من مرحلة النشء.
ثانيًا: يقدم الفريق تقريرًا سنويًا يرفع إلى الجهات المعنية بالتحديات التي يواجهها المبتكر العماني، والإنجازات التي حققها، ثالثًا: التأكيد على استمرارية عقد جلسات حوارية بين المبتكرين الشباب والجهات المعنية بهم ،رابعًا: التأكيد على أهمية دعم اللجنة الوطنية للشباب المشاركين في المعارض الدولية، خامسًا: التأكيد على ضرورة إيجاد تكامل مجتمعي في دعم الابتكار والموهوبين.
وقدم في بداية الحلقة عرض مرئي عن نشأة اللجنة الوطنية والمراحل التي مرت بها والأعمال التي قامت بها خلال الفترة الماضية.
ومن جانبه قال دكتور حمود بن حمود الغافري رئيس اللجنة الوطنية للشباب في كلمته الافتتاحية إن إنشاء اللجنة جاء بمبادرة سامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله لمنح مزيد من الرعاية والاهتمام لشريحة الشباب وحددت المادة الثانية من المرسوم السلطاني رقم 117 – من العام 2011 إنشاء لجنة وطنية للشباب وإصدار نظمها وأضاف أن الأهداف تغطي كافة الجوانب التي تتعلق باحتياجات الشباب وتطلعاتهم من بينها تعزيز المواهب وإبراز الإبداعات وتقديم الدعم اللازم لهم بما يسهم فى تحقيق طموحاتهم.
وتابع: تأسيساً على الجلسات الاستطلاعية التي أشارت إلى وجود حالة أولية لدى الشباب في الاهتمام بالابتكار والتقنية كان لابد من السعي الحثيث لترجمة تلك التطلعات من خلال منظومة عمل يحظى الابتكار والمبتكرون فيها بنصيب وافر من العناية البرامجية الممتدة وليس الاحتفائية النمطية، ومن كل هذه المنطلقات جاءت الحلقة النقاشية تجسيرًا بين الواقع والمأمول لتبحث عن أفق أرحب وحضور أشمل، وأوضح أن كثيرًا من محافل الابتكار الإقليمية والدولية أكدت أن لدى الشباب العماني طاقات ابتكارية جديرة بالاهتمام ولكن يبقى السؤال في كيف تتم مضاعفة رأس المال الفكري والاستفادة منه في تحقيق التنمية المستدامة في مختلف المناسبات والمواسم .
واعتبر أن هذا الدور هو جوهر العمل الذي ينبغي أن تتفاعل معه مختلف المؤسسات المعنية وأن تحرص على تبني الأفكار والكفاءات المجيدة في شراكة وتناغم وتوحيد للجهود من أجل قراءة الواقع ومستقبل ملامحه وأبان أنّ اللجنة الوطنية تسعى إلى عكس تطلعات الشباب وتحرس خياله الخصب وتنحاز له إيمانا منها بحق الطاقات الشبابية الخلاقة .
وقدم عبد الله بن محمد المحروقي، مدير دائرة الابتكار بمجلس البحث العلمي في ورقته مشروع "واحد ابتكار" وهو مشروع تجريبي يهدف إلى مجموعة من البرامج مثل الابتكار الصناعي وتم تفعيل هذه البرامج لدعم الابتكار في التعليم إلى جانب المسعى لتفعيل خمسة عشر مشروعا تجاريا من الابتكارات في الجامعات حتى يؤدي البرنامج دوره كاملا في تمكين الابتكار على المستوى الفردي والجماعي بحيث يعتبر الدعم شيئا ضروريا لهذه الابتكارات من أجل أن تخدم الاقتصاد الوطني ويجب أن لا ينظر إليها كهواية فقط .
ورأى المحروقي أنه لابد من ضبط العملية الابتكارية باعتبارها قابلة للنجاح وأن المجلس منوط به القيام بخطوات معينة لتصبح تكملة الخطوات الأخرى التي تقوم بها جهات أخرى وقال المحروقي إنّ العملية الابتكارية ليست سهلة بل تحتاج إلى جهد وإن المجلس يقدم الدعم للمبتكرين ويعمل على تهيئة جيل مبتكر من العمانيين من أجل تنويع الاقتصاد الوطني ودعم القطاعات الحكومية والخاصة باعتبار أن جميع دول العالم تسعى إلى استقطاب المواهب وأن الابتكار يضع السلطنة على مصاف الدول المتقدمة فى العالم .
وعدد أمثلة لابتكارات ناجحة في دول العالم، وكيف ارتقت بابتكاراتها رغم التحديات التي واجهتها وكيف أنها أحدثت نقلة نوعية ليس فقط في مجتمعاتها بل على مستوى العالم كله. وعرف الدكتور المحروقي الابتكار على أنه عملية تحويل الأفكار الجديدة والمفاهيم إلى شيء من شأنه أن يخلق قيمة تجارية واجتماعية واقتصادية ذات قيمة حقيقية. كما تطرق في عرضه إلى العملية الابتكارية ومراحلها المختلفة وما تتطلبه من تحضيرات لتطوير الفكرة إلى منتج ومن ثم إلى مشروع تجاري واستثماري ناجح، عن طريق شرح آلية استقبال الطلبات والمقترحات وآليات التقييم والفرز وعملية تحويل الفكرة إلى مجسمات واقعية أو تكنولوجيا أو خدمات فيما قدم دكتور جمعة علي من دائرة الملكية الفكرية خطوات تسجيل الابتكار وطرق تقديم الطلبات والخصائص الفنية للاختراع وقال إنها يجب أن تكون جديدة لم يسبق ذكرها أو نشرها وعرف الابتكار بأنه نموذج المنفعة وعن الصعوبات التي تواجه مقدم الطلب قال إنها تنحصر في بعد المكان عن دائرة الملكية الفكرية واختيار نوع الطلب وملء استمارات الطلب آلياً وعمل لوحات الرسم.
وفي الجلسة الثانية قدّمت شيخة الأخزميّة من دائرة شؤون الابتكار بجامعة السُّلطان قابوس، نبذة عمّا تقدّمه الجامعة من تسهيلات في هذا الجانب، كما استعرض الفاضل صالح الهاشمي من النادي العلمي بوزارة التراث والثقافة دور النادي العلمي في اكتشاف الموهوبين.
اختتمت الجلسة الثانية بنموذج فردي من موضوع الابتكار قدّمه الفاضل عزيز الراشدي الذي أدخل فكرة بطاقة الطالب الدوليّة للخصومات للسّلطنة، والتي تهدف إلى تبسيط احتياجات الطلاب وتوفير وسيلة أسهل وأكثر راحة للطلاب، تُمنح البطاقة للطلاب فوق الثانية عشرة من العُمر، بعدها فُتح باب النِّقاش.
جاء تنظيم هذه الحلقة نظرًا لوجود فجوة كبيرة بين المبتكرين وجهات الاختصاص حول مفهوم الابتكار وآلية الدعم والشروط اللازمة لذلك، ولتعريف المبتكرين باختصاصات هذه المؤسسات وخدمات الدعم التي تقدمها للمبتكرين.