وليد الخفيف
لم يكن تعادل منتخبنا الأولمبي مع نظيره البحريني مشكلة في حد ذاته؛ فالتعادل وارد في كرة القدم، خاصة في المباراة الافتتاحية التي دائما ما تحمل بعض الصعوبة على الفرق المتبارية، إلا أن المشكلة الحقيقية التي يجب أن نتوقف عندها تكمن في أداء الفرنسي فيليب مدرب منتخبنا الأولمبي وإدارته الفنية للمباراة، والتي لم تصل للمستوى المطلوب؛ فرغم الإعداد القوي والطويل والمكلف الذي خاضه المنتخب، إلا أن الأداء لم يعكس ذلك مُطلقا، فاختفت الرغبة في الفوز؛ الأمر الذي يؤكد أن التعبئة النفسية للاعبين لم تصل إلى المستوى الأمثل لخوض المباراة؛ فدخل المنتخب المباراة لقضاء الواجب ورغبة في التعادل كإنجاز مع منتخب متكافئ معه فنيًّا، لتبقى رؤية المدرب الكفة التي ترجح أحد المنتخبين عن الآخر؛ لنضع أمام فيليب العديد من علامات الاستفهام والتعجب.
ويبدو أن فيليب ذهب للدوحة من أجل المشاركة والاستعداد لنهائيات أمم اسيا تحت 22 سنة التي تستضيفها مسقط الشهر القادم، متناسيا ما يضمه منتخبه من لاعبين قادرين على تحقيق اللقب أو الظهور على أقل تقدير بشكل أفضل يعكس مستوى التقدم الذي وصلت إليه الكرة العمانية السنوات القليلة الماضية، فلم يتيح فيليب للاعبيه فرصة الإبداع الكروي واللعب بإيجابية كعادتهم، وقيدهم بواجبات بدائية وأداء سلبي رتيب لا يتفق مع هوية الكرة العمانية ليعود بنا إلى الخلف لسنوات.
وأختلف مع كلِّ من حلَّل المباراة وذهب برأيه إلى أن المنتخب البحريني كان الأفضل، لأقول بأنه لم يتفوق أحد المنتخبين على الآخر في أرضية الميدان، ولم يقدم أحدهما ما يبرهن عن أحقيته بالفوز على مرمى منافسه، ويبدو أن الإنجليزي هوديسون مدرب البحرين والفرنسي فيلب وجهان لعملة واحدة، بعدما اتفقا على اللعب السلبي الرتيب البعيد تماما عن الإيجابية، إلا على فترات متباعدة لم تصل أفضل فرصها لحد الخطورة المحققه، إلا في حالة الخروج عن النص التكتيكي، فكان الخوف من الخسارة شبحًا مرعبًا لمستقبل المدربين في الاستمرارية في مهمتهم مع منتخباتهم، خاصة هوديسون المطالب بتحقيق اللقب بضغوط من الاتحاد البحريني، ولا مبرر لفيليب فلم يمارس عليه احدًا أي ضغوط لنيل اللقب، واكتفى محبو ومشجعو الأحمر بمطالبته بالأداء الراقي الإيجابي الشجاع.