القاهرة- الأناضول
رحّبت قوى شبابية وأحزاب سياسية مدنية ورموز دينية في مصر بإعلان الحكومة المصرية الإخوان المسلمين "جماعة إرهابية".
من جانبه رحب جورج إسحاق، الناشط السياسي وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان (حكومي)، بالقرار وطالب الحكومة المصرية بأن تتواصل مع دول العالم من أجل "إدراج جماعة الإخوان المسلمين علي قوائم الجماعات الإرهابية"، بحسب تصريحات صحفية له.
بدوره، قال أحمد دراج، أحد مؤسسي حزب "الدستور" (ليبرالي) في تصريحات صحفية، إن "إدراج جماعة الإخوان كجماعة إرهابية خطوة مهمة ولكنها تأخرت قليلاً"، موضحًا أنها "ستكون حدًا فاصلاً بين الدولة والجماعة الإرهابية ولن تستطيع أن تعمل تلك الجماعة تحت أي مسمى آخر".
وأضاف: "قرار إدراج الإخوان جماعة إرهابية سيدفع ببعض أعضائها والمنتمين إليها إلى الاستكانة والبعد عن التظاهرات"، متوقعًا أن يلجأ البعض منهم أيضا إلى الازدياد في العنف.
ودعا دراج الدولة إلى مخاطبة الإنتربول من أجل اعتقال أعضاء الجماعة الهاربين وتجميد استثماراتهم في جميع دول العالم لتجفيف منابع تمويل الجماعة الإرهابية.
من جانبه، شنّ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، هجومًا ضاريًّا على جماعة الإخوان، قائلاً: "ندعو الله أن يفيقوا مما هم فيه حتى لا يستمروا في مسلسل الانتحار المنهجي والسلوكي والخلقي والسياسي الذي يسيرون فيه ويخدعون آلاف الشباب".
ورأى برهامي، في بيان له، أن "الإخوان يقدمون نساءهم ويضحون بأعراضهم، ليتكرر مسلسل المنصورة، ورابعة، والنهضة، وبنات 7 الصبح"، وأضاف: "لديهم خلل في المنهج.. مستتر بعضه ومعلن بعضه".
واعتبر رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، أن "من يخاف أن يقول على جماعة الإخوان إرهابية هو إنسان غير وطني"، موضحًا أن "الرئيس المعزول مرسي أفرج عن رموز الإرهاب في مصر، ونعاني منهم حتى الآن في المنصورة وغيرها من الحوادث".
وقال ساويرس، في تصريحات له اليوم، إن الإخوان "عصابة استولت على حكم مصر في غيبة من الزمن، وبالتدليس والغش، وقاموا بالاستبداد".
أما محمد حامد الجمل، رئيس مجلس الدولة الأسبق، فقال إن "قرار الحكومة، قرار كاشف، وينطبق تمامًا مع الفصل الخاص بالإرهاب الوارد في قانون الإرهاب، ويتفق تعريف الإرهاب الوارد في المادة 86 مع ما ارتكبته هذه الجماعة في الفترة الأخيرة من قتل وحرق واعتداء على القوات المسلحة والشرطة والجامعات".
وأضاف: "هذه الجماعة من الناحية القانونية والدستورية هي جماعة إرهابية ومنحلة وليس لها سوى الوجود المادي الذي حدث في فترة الرئيس الأسبق حسني مبارك، واستطاعوا أن يحصلوا على عدد من الكراسي في مجلس الشعب (الغرفة الأولى للبرلمان)"، بحسب تصريحات صحفية.
من جانبه، قال أمين اتحاد القوى الصوفية، عبد الله الناصر حلمي، إن "الشعب يقدّم التحية والإجلال للحكومة المصرية، بعد إقرارها أن جماعة الإخوان تنظيم إرهابي".
وتابع: "الشعب كان ينتظر القرار بشغف ولهفة، لما كان لهذا القرار من تأثير على مجريات الأوضاع في الدولة المصرية وحفظا للأمن داخل البلاد، واعتبره انتصارًا لحق الشهداء الذين راحوا ضحية غدر الجماعة والحركات المتطرفة التابعة لها".
كما أعلن حزب المصريين الأحرار، ليبرالي، ترحيبه بقرار الحكومة اعتبار الإخوان تنظيما وجماعة ارهابية، مؤكدًا أن شعب مصر بهذه الخطوة يكتب صفحة جديدة في تاريخ نضاله الطويل من أجل حماية دولته وحضارته ودوره العظيم على مر التاريخ.
وقال الحزب في بيان له، إن "المصريين بهذا القرار التاريخي يكتبون فصل النهاية ويسدلون الستار على واحدة من أبشع الجماعات الفاشية والعنصرية المستترة بالدين في التاريخ الحديث، والتي لم تهدد مصر فحسب ولكن هددت بنشر رياح الكراهية والفتنة وإشعال الحروب والصراعات الدينية والأهلية بما مثل أكبر خطر على الدولة المدنية الحديثة والحضارة الإنسانية بأسرها".
ووصف الحزب القرار بأنه "خطوة هامة على طريق تطهير المجتمع من العقيدة والأفكار التي قامت عليها هذه الجماعة والتي نشرت سمومها وأكاذيبها في المجتمع على مدى 80 عاماً".
كما وصفت حركة تمرد، التي قادت الاحتجاجات ضد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، قرار الحكومة بـ"الخطوة الجيدة التي جاءت متأخرة".
وقالت، في بيان لها، : "نثق في الشعب المصري العظيم إنه سينتصر على الإرهاب، وسيكون يوما 14 و15 يناير (موعد الاستفتاء على الدستور)، أكبر دليل على إرادة المصريين المؤيدة لخارطة الطريق ودستور الثورة".
أما رئيس حزب النصر الصوفي، محمد صلاح زايد، فرحّب بالقرار قائلاً: "الحكومة تتحمّل مسؤولية التأخير، على حساب أرواح الأبرياء من الشعب والشرطة"، مشيرًا إلى أنه سبق وطالب وزير التضامن الاجتماعي بفتح ملف التمويل الخارجي للجمعيات الإسلامية المتشددة.
وفي ذات السياق، قال عماد حمدي، المتحدث باسم التيار الشعبي، إن قرار الحكومة بإعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، سيضع العديد من المسؤوليات على عاتق الحكومة، خاصة أن الجماعة ربما ترتكب عددًا من الجرائم والأعمال الإرهابية خلال الأيام المقبلة، مؤكدًا ضرورة مواجهة أي أعمال عنف أو تخريب.
وأضاف: "اعتبار الإخوان جماعة إرهابية في مصر سيجعل عددًا من دول العالم تعتبر أيضًا تنظيم الإخوان جماعة إرهابية"، مشيرًا إلى أن "الشعب هو من وضع الإخوان كجماعة إرهابية حتى قبل قرار الحكومة".
وقالت حركة 6 أبريل، في بيان على موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، إن "جماعة الإخوان ليست جماعة إرهابية، نختلف تمامًا مع سياساتهم، لكن اعتبارهم جماعة إرهابية هو قرار فاشل، لن يؤدي إلا إلى مزيد من العنف والكراهية".
وأضاف البيان "الأخوان المسلمون وأنصارهم ومحبوهم هم جزء من الشعب المصري شئنا أم أبينا".
وأعلنت الحكومة المصرية، أمس الأربعاء، جماعة الإخوان المسلمين "جماعة إرهابية" وجميع أنشطتها "محظورة"، واتهمتها بتنفيذ التفجير الذي استهدف مبنى مديرية أمن محافظة الدقهلية شمالي البلاد، الثلاثاء، وأسفر عن مقتل 16 شخصا وإصابة العشرات، وذلك قبل نحو 3 أسابيع من الاستفتاء على مشروع الدستور المعدل المقرر يومي 14 و15 يناير المقبل.