بيروت- الوكالات
طالب كمال شاتيلا رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني "ناصري" أمس بأن يتولى الجيش اللبناني إدارة البلاد في حال حدوث فراغ بالإضافة إلى دوره الأمني وأن يبسط سيطرته على كل أرجاء البلاد من أجل حفظ أمن المواطنين.
ودعا كمال شاتيلا - في كلمة ألقاها خلال زيارة لوفد المؤتمر للتضامن مع مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني إثر واقعة محاصرته داخل أحد المساجد- الجيش اللبناني إلى أخذ الأمور على عاتقه إلى حين وضع قانون انتخابات يعتمد على النسبية.
وطالب رئيس مجلس النواب اللبناني بالدعوة إلى مؤتمر وطني شامل تشارك به المراجع الدينية اللبنانية والوطنية بما يتجاوز الكتل النيابية لأن هذه الطبقة السياسية أعلنت إفلاسها.
كما دعا شاتيلا إلى تشكيل حكومة وطنية نصفها من التيارات السياسية، والمؤسسات الأهلية ولا تقتصر على الكتل النيابية.
وأعلن رفض المؤتمر الوطني الشعبي لـ 5 مايو 2008 (يوم قيام حكومة 14 آذار بمحاولة تفكيك شبكة اتصالات المقاومة، كما أكّد على رفض 7 آيار( رد فعل حزب الله وحركة أمل على تفكيك شبكة المقاومة باقتحام بيروت).
وطالب بإسقاط اتفاق الدوحة لأنّه ثبت فكرة فيدرالية الطوائف والمذاهب خارج نطاق الوطنية اللبنانية والتي عطلت كل الحلول.. مؤكدًا رفض الأمن الذاتي في أي بقعة في لبنان.
واستنكر شاتيلا باسم العروبيين والناصريين وأحرار المسلمين والشرفاء اللبنانيين ما تعرض له مفتي لبنان محمد رشيد قباني من حفنة لا تزيد عن مائة شخص، وحمّل المسئولية لمن يقوم بالتحريض وتغطية التكفير ودعاهم للتبرؤ من هذا الموقف.
واتهمهم بالهجوم على دار الافتاء بينما يعقدون تحالف كاثوليكيًا مع القوات اللبنانية الانفصالية على حد تعبيره (في إشارة إلى التحالف بين تيار المستقبل وبين القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع).
وأكد شاتيلا على التمسك بالأزهر الشريف وقال إننا نعتبره المرجع وليس فتاوى الجماعات المتطرفة أطلسية أو غير أطلسية، مؤكدا احترامه الكامل لدار الافتاء اللبنانية.
وشدد على أنّ الثورة المصرية سوف تؤدي إلى إحياء دور الأزهر الشريف في مواجهة الفتاوي التكفيرية.. وقال لقد جاءتنا استنكارات عديدة لما حدث مع مفتي لبنان ومع دار الافتاء.
من جانبه، أوضح الشيخ محمد رشيد قباني للوفد إنّ الأمر لم يكن عفويًا ما جرى خلال محاصرته داخل خلال تأديته لصلاة الجنازة على روح الشهيد محمد الشعار الذي قضى نحبه في انفجار بيروت (الذي أودى بحياة الوزير اللبناني السابق محمد شطح).
وذكر أنّه دخل المسجد واستمر لفترة داخله وأم صلاة الجنازة على الشعار دون أن يعترض أحد من المصلين، إلى أن جاء محتجون من الخارج، ملمحًا إلى أنه جرى جلبهم بعد وصوله للمسجد.
وعزز وجهة نظره هذه من خلال إشارته إلى أن المحتجين ظلوا متواجدين حتى بعد مغادرة الجنازة للمسجد مما يثبت أنهم لم يأتوا مع الذين صلوا الجنازة على الشهيد الشعار.
ولفت المفتي إلى أنّه خرج من المسجد بعد علم أنّ هناك من جاء ليدافع فخاف وقوع فتنة.
يشار إلى أنّ العلاقة بين مفتي لبنان وتيار المستقبل الممثل السياسي الأكبر للطائفة السنية متوترة للغاية حيث يتهمه التيار بأنه حليف لحزب الله، بينما يتهم المفتي وأنصاره تيار المستقبل بمحاولة السيطرة على دار الافتاءوقد وصل الانقسام إلى أنه أصبح في دار الإفتاء مجلسين شرعيين أحدهما منتخب حديثا وموال للمفتي، وآخر جدد لنفسه وهو مناوئ للمفتي.
وبلغت ذروة الانقسام في 29 ديسمبر الماضي حينما حاصر محتجون المفتي داخل مسجد الخاشقجي عندما ذهب لتأدية صلاة الجنازة على روح أحد ضحايا تفجير وسط بيروت (ستاركو)، واتّهم المفتي تيار المستقبل بالمسؤولية عمّا حدث، كما اتهمت دار الافتاء كلا من رئيس كتلة تيار المستقبل فؤاد السنيورة ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي بالمسؤولية عمّا حدث، غير أنّ تيار المستقبل ينفي ذلك، ويشير إلى أنّ القيادي بالتيار نادر الحريري والنائب عن التيار معين المرعبي حاولا حل المشكلة بإخراج المفتي تحت حمايتهما، ولكنّه رفض.