إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"أحجية" السلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "أحجية" السلام


    صدق وزير الخارجية الأمريكي عندما وصف محادثات السلام الجارية حاليًا بين الفلسطينيين والإسرائيليين بأنّها "أحجية".. وهي أصبحت كذلك لأنّ إسرائيل تريد فعلاً لهذه المفاوضات أن تتحول إلى لُغز يراوح مكانه، بسبب ممارسات ممنهجة تهدف إلى وضع العراقيل في وجه العملية السلمية .. فالمحادثات ومنذ استئنافها في يوليو من العام بعد توقف ثلاث سنوات لم تثمر عن ما يبدد الشكوك في جدواها، أو يشجع على المضي قدمًا فيها ..
    بالفعل، أصبحت عملية السلام أحجية، لأن الولايات المتحدة الأمريكية وباعتبارها راعية هذا المسار التفاوضي، تحجم عن ممارسة أيّ ضغط حقيقي على إسرائيل، حتى تظهر الأخيرة توجهًا جادًا وحقيقيًا نحو السلام ..
    وستظل العملية السلمية لغزًا محيرًا، وتدور في حلقة مفرغة، طالما انصبت كل الضغوط على الطرف الفلسطيني لتقديم التنازلات، بينما يتمتع الطرف الإسرائيلي بحصانة تجنبه أي شكل من أشكال الضغط، أو الإلزام بالجدية في التفاوض بغية التوصل إلى حلول سلمية تكفل لأصحاب الحق الحصول على حقوقهم المشروعة في أرض وطنهم وسمائه ومياهه.. وبعد حديث الوزير الأمريكي ، عن الأحجية، يصبح أي تصريح عن إحراز تقدم في المفاوضات ضربًا من المجاملة الدبلوماسية لا يقتضيه واقع الحال، ولا ينسجم مع ما هو قائم على أرض الواقع والذي يشير إلى أنّ محادثات السلام لم تسفر حتى الآن ما يشي بأنها سائرة في الطريق الصحيح، بل يكتنف مساراتها الغموض بفعل تعنت الطرف الإسرائيلي الذي يتخذ من هذه المفاوضات مجرد ساتر للتعمية على ممارساته الاستيطانية التي تجري على قدم وساق في أكثر من موقع بالأراضي الفلسطينية المحتلة..
    وبين الفينة والأخرى يطلق المسؤولون الإسرائيليون التصريحات التي يستشف منها عدم الرغبة في السلام، ويظهر تهربهم من التزامات السلام من خلال مراوغة مفاوضيهم ومعارضتهم للتطرق إلى قضايا الصراع الجوهرية والمتمثلة في الحدود والأمن ومصير اللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس.
    والخلاصة: أنّ الإطار الاسترشادي لاتفاق السلام النهائي- الذي يتحدّث عنه الوسيط الأمريكي - لا يزال بعيد المنال، بل إنّ التوصل إليه لن يكون ممكنًا طالما ظل التعنت الإسرائيلي على حاله الذي عهدناه منذ انطلاقة هذه المفاوضات.
يعمل...
X