تدشين تطبيق "بيئة عمان" للهواتف الذكية
الرستاق- وليد السليمي
بدأت أمس احتفالات السلطنة بيوم البيئة العماني 2014، والذي يأتي تحت شعار "معاً.. لنحمي بيئتنا"، مع انطلاق الاحتفال الذي نظمته وزارة البيئة والشؤون المناخية في قاعة كلية العلوم التطبيقية بولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة، وذلك تحت رعاية سعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام، بحضور سعادة نجيب بن علي الرواس وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية وسعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري محافظ جنوب الباطنة، والمكرمين أعضاء مجلسي الدولة والشورى وأصحاب السعادة الولاة وشيوخ ووجهاء وأعيان محافظة جنوب الباطنة.
وجاء احتفال السلطنة بيوم البيئة العماني لأول مرة في يناير من عام 1997 بناءً على التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- ليكون حافزاً لكل الجهود الخيرة والطاقات المخلصة من أجل حماية البيئة العمانية وصون نظامها البيولوجي وحماية مواردها الطبيعية، والتي تمثل أحد أبرز المقومات الثمينة التي تزخر بها السلطنة. ويأتي احتفال السلطنة بهذه المناسبة تعبيرًا عن المشاركة في الجهود العالمية المبذولة للحفاظ على موارد البيئة وصونها، وتأكيدا على الخصوصية العمانية في التعامل مع البيئة المنبثقة من القناعات الشخصية لدى أفراد المجتمع بأهمية حماية موارد البيئة وتنميتها والحفاظ على مصادرها ومواردها. وقد أصبح الثامن من يناير مناسبة سنوية يتم فيها الاحتفال بما حققته السلطنة من إنجازات في مجال حماية البيئة، وتأكيد مشاركة كافة قطاعات المجتمع العماني الحكومية والخاصة والأهلية في الجهود المبذولة لتوفير هذه الحماية وصون الموارد الطبيعية. وتحظى فعاليات هذه المناسبة بإقبال المواطنين والمقيمين على المشاركة فيه تعبيرًا عن زيادة الوعي لدى أفراد المجتمع وعنايتهم بدعم جهود الأجهزة المسؤولة بالدولة نحو حماية البيئة ومكافحة التلوث.
بداية الاحتفال
وفي بداية الحفل، ألقى محمود بن يحيى بن سليمان الذهلي مدير عام الشؤون الإدارية والمالية ورئيس لجنة الإعداد والتحضير لاحتفالات السلطنة بيوم البيئة العماني 2014 كلمة الوزارة، قال فيها إنّ الاحتفال هذا العام يأتي تحت شعار "معاً.. لنحمي بيئتنا"، انطلاقاً من الرؤية الحكيمة لقائد البلاد المفدى بأن البيئة لا تحدها الحدود الجغرافية وهي مسؤولية الجميع، ويجب على مختلف قطاعات وفئات المجتمع التعاون والتكاتف من أجل حمايتها وصونها بما يتناسب والتطورات التكنولوجية الحديثة. وأضاف الذهلي أنّه انطلاقًا من الشراكة والمسؤولية الحقيقة بين مختلف مؤسسات المجتمع بأهمية المحافظة على البيئة وصون مقدرات البلاد، يأتي يوم البيئة العماني الذي احتفل به لأول مرة في عام 1997 بناءً على الأوامر السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه-، ليترجم معاني ساميةٍ تعكس اهتمام القيادة الحكيمة بالبيئة العمانية، ويؤكد النظرة الثاقبة لجلالته إلى أهمية أن تتواكب التنمية البيئية مع الخطط التنموية للبلاد وتسير وفق إستراتيجيات علمية تحقق الاستدامة البيئية للمجتمع في كافة جوانبه.
وأوضح الذهلي أن جهود الوزارة متناغمة مع توجهات المجتمع الدولي في حل القضايا البيئية والحد من آثارها من خلال جملة من السياسات والإجراءات الهادفة إلى ربط المشاريع التنموية بمبدأ الإدارة السليمة للبيئة واعتماد مبدأ التقويم البيئي للمشاريع وربط تراخيصها بموافقة الجهات المتخصصة في ذلك، إلى جانب إعداد الاستراتيجيات والخطط الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث وسن القوانين والتشريعات لحماية الموارد الطبيعية، والإدارة العلمية للمحميات الطبيعية، والانضمام إلى الاتفاقيات الإقليمية والدولية الرامية إلى الحفاظ على البيئة، وتشجيع القطاع الخاص على تبني مشاريع صديقة للبيئة، وتشجيع البحوث العلمية في هذا المجال، ورفع درجة وعي المواطنين والمقيمين بأهمية المحافظة على الموارد الطبيعية لتحقيق مبادئ التنمية المستدامة.
وتابع مدير عام الشؤون الإدارية والمالية أنّ فعاليات الاحتفال لهذا العام تتضمن جملة من الأنشطة والبرامج التوعوية التي تساهم في تعزيز الثقافة البيئية، وتغرس لدى جميع شرائح وفئات المجتمع المبادئ الإيجابية في تحقيق الاستدامة للبيئة في مختلف جوانبها، ومن أهم هذه الفعاليات إقامة الندوات العلمية، والمعارض البيئية، وحملات لاستزراع أشجار القرم وتنظيف الشواطئ والأودية، ومعسكرات العمل التطوعية، وفعاليات توعوية خاصة للأطفال، وحملات لتنظيف الشعاب المرجانية. وستشارك في تنفيذ هذه الفعاليات والأنشطة عدد من الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني من جمعيات أهلية وطلبة جامعات وكليات ومدارس عامة وخاصة وفرق للعمل التطوعي والأفراد، وهو ما يترجم الشراكة الحقيقية بين مختلف فئات المجتمع، ويحقق بإذنه تعالى الأهداف المتمثلة في شعار هذا العام "معاً.. لنحمي بيئتنا".
برنامج الحفل
وتضمن برنامج الحفل تدشين شعار يوم البيئة العماني الجديد (معاً.. لنحمي بيئتنا)، ونشيد ترحيبي (السلطنة) أداء طالبات مدرسة الوشيل للتعليم الأساسي، وعرض فيلم وثائقي عن يوم البيئة العماني 2013، وفقرات من فن شعبي بحري أداء فريق تواصل، وقصيدة شعرية للشاعر مطر البريكي، بالإضافة إلى أوبريت (معاً لنحمي بيئتنا) وجولة في المعرض البيئي المصاحب.
وقام راعي الحفل بتدشن خدمة التطبيق الذكي، والذي يحمل اسم بيئة عُمان، وذلك بمناسبة يوم البيئة العمانية 8 يناير 2014م، علمًا بأن التطبيق سيكون متاحاً للجمهور من خلال استخدام الهواتف المحمولة وكتابة اسم التطبيق بمحركات البحث، وبالإمكان الحصول عليه باستخدام أجهزة الهواتف الذكية، التطبيق يتضمن العديد من المعلومات، مثل التشريعات والقوانين واللوائح البيئية، وعن التصاريح وآلية الاستخراج وأنواعها، وعلى هامش فعاليات المعرض افتتح سعادة وكيل الإعلام راعي الحفل المعرض البيئي المصاحب الذي اشتمل على عدد من اللوحات والرسومات البيئة المعبرة عن أهمية المحافظة على البيئة وصونها كما اشتمل على أهم المعروضات والكتيبات بمشاركة عدد من المؤسسات الحكومية بالمحافظة.
وسوف تحتضن ولايات محافظة جنوب الباطنة العديد من الفعاليات؛ حيث سيتم في ولاية الرستاق إقامة يوم مفتوح في الحديقة العامة (مسابقات، تلوين، توزيع نشرات توعوية)، وزيارة الطلبة والطالبات المواقع السياحية، وحملات تنظيف الأفلاج والأودية بالولاية، وتنفيذ حملات توعية لمختلف شرائح المجتمع ومحاضرة بعنوان مفهوم التنمية المستدامة وسباق الماراثون، أما في ولاية العوابي فسيتم إقامة معرض بيئي ويوم مفتوح، بالإضافة إلى حملات توعية وتنظيم زيارة الطلبة والطالبات لمركز إكثار الحياة الفطرية، بينما سيتضمن برنامج ولاية بركاء حملات تنظيف الشعب المرجانية في جزر الديمانيات، وحملات تنظيف الشواطئ واستزراع أشجار القرم، وتنظيم معرض بيئي في بيت النعمان وزيارة الطلبة والطالبات مركز الإكثار للاطلاع على الحياة الفطرية، بالإضافة إلى تنفيذ محاضرة بعنوان تدهور الأراضي وحمايتها، كما سيتم في ولاية المصنعة تنظيم معرض بيئي وأمسية شعرية، وتنفيذ محاضرة بعنوان مضار المواد الكيميائية في استخدامات الإنسان، كما ستتم إقامة حملات توعية وحملات تنظيف الشواطئ واستعراض بالقوارب، وسوف تحتضن ولاية نخل حملات تنظيف للأودية والأفلاج، ومحاضرة بعنوان دور المحميات الطبيعية في إثراء السياحة البيئية، بالإضافة إلى حملات توعية ومسابقات بيئية وتوزيع إصدارات الوزارة بمتنزه نخل، وسوف تتواصل الفعاليات في ولاية وادي المعاول من خلال حملات توعية وزيارة الطلبة والطالبات للمواقع السياحية في عين الثوارة وحملات تنظيف للأودية، كما سيتم تنفيذ محاضرة بعنوان دور المحميات الطبيعية في إثراء السياحة البيئية.
ويأتي احتفال السلطنة بهذه المناسبة تأكيدًا لجهود الوزارة المتواصلة في قيادة العمل البيئي من أجل التطوير المستمر سواء فيما يتعلّق بالسياسات أو الاستراتيجيات والخطط والبرامج التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى الأداء البيئي العام للسلطنة ليواكب حاضر ومستقبل النهضة التنموية الكبيرة التي تشهدها السلطنة في ظل التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة.
تكاتف الجهود
وعقب الفعالية، قال سعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام: "سعيد بتواجدي في حفل يوم البيئة العماني سيرًا على نهج جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم في الاهتمام بالبيئة وكل ما يتّصل بالبيئة وبالإنسان وصحته، ولا شك أنّ إقامة مثل هذه الاحتفالات في المحافظات كل عام هي رسالة أخرى توجهها وزارة البيئة والشؤون المناخية انطلاقاً من هذه المحافظات بتكاتف الجميع للمحافظة على البيئة وأن مسؤولية البيئة والمحافظة عليها مسؤولية جماعية تنطلق بداية من الفرد إلى المجتمع المحلي والعالمي". وحول دور وسائل الإعلام المسموعة والمرئية في تفعيل هذا الجانب، قال سعادته: "علينا أن نكون مساندين لهذه الجهود ناقلين كل ما يعزز الوعي بالجوانب البيئية، وأعتقد أنّ الجهود المبذولة من وسائل الإعلام هي جهود طيبة كما إنّ الرسالة البيئية وصلت إلى الإنسان العماني نتمنى أن تكون ثقافة البيئة ليست ثقافة محلية وإنما ثقافة عالمية لأننا كلنا نسكن في كون واحد ويفترض أن نحافظ على كينونة هذا البناء الدنيوي من خلال محافظتنا كل على جزئه الذي يعيش عليه".
وعمّا يحمله يوم البيئة العماني هذا العام من فعاليات، قال سعادة بخيت بن علي الرواس وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية: "هذه محطة جديدة ليوم البيئة العماني الذي من خلاله تقوم الوزارة باستنهاض همم وجهود محبي البيئة من أجل أن نستمتع ببيئة نظيفة ومفردات عناصرها من كل النواحي والمحافظة عليها للأجيال القادمة، والوزارة تدعو الجميع لتضافر الجهود، وهي مسؤولية جماعية لا يمكن لجهة معينة أن تكون المسؤولة عن البيئة بمفردها، فالبيئة ملك للجميع ليس على المستوى الوطني فحسب بل تصل حتى على المستوى الإقليمي والعالمي.
وأكد سعادته ضرورة الموازنة بين متطلبات التنمية والحفاظ على مقومات البيئة وعناصرها ومفرداتها التي تتمثل في الهواء والماء والنبات والحيوان والشواطئ وغيرها، فيأخذ ما يحتاج منها ويحافظ على البقية، فهي مسؤولية ومهمة تقع على كل شرائح المجتمع. فهناك إصدارات في مجال التوعية البيئية ومشاركة النشء من خلال برامج لأبنائنا الطلبة والطالبات بالمدارس والكليات والجامعات والمعاهد المتخصصة حكومية وخاصة والأندية وجمعيات المرأة العمانية فالمرأة لها دور كبير جدًا فيما يتعلّق بالحفاظ على البيئة. وتابع أن معالي الوزير أصدر قرارًا بتشكيل فريق للتوعية، وأنّ هذا الفريق أُسندت إليه مهمات لتكثيف الجهود في مجال توعية ونشر الثقافة البيئية لدى الجميع، موضحًا أنّ هناك اتجاهًا نحو زيادة الثقافة البيئية في القطاع الخاص خاصة في المجالات الصناعية والسياحية فهذه المؤسسات لها دور كبير في هذا المجال وفي الختام نشكر كل من ساهم معنا في الحفاظ على البيئة سواء في القطاع الخاص أو الحكومي ونثمن لهم جهودهم.
وفي مجال الاستفادة من التقنية الحديثة في بث الوعي البيئي، قال سعادته: "أصبحت التقنية الحديثة الوسيلة الأساسية والفعالة للوصول إلى الأفراد؛ حيث تمّ تدشين التطبيق الذكي للهواتف النقالة اليوم ، والذي يحمل اسم بيئة عُمان فكل من يحمل هاتفاً ذكيًا يمكن أن ينزل هذا البرنامج ويتعرف على كل ما يتعلق بالبيئة والوزارة ستكون قائمة على هذا التطبيق بتفعيله وتحديثه بشكل دائم هذا الموقع يحمل عنوان الوزارة الإلكتروني وصفحة فيسبوك وتويتر، بالإضافة إلى الاسترشاد بالوثائق والأدلة وكيفية التعامل مع الوزارة والحصول على تصريح أو أيّ خدمة في مجال البيئة إلى جانب وجود معلومات كاملة عن الطبيعة من طيور وحيوانات وتفيد الباحث عن مكونات الطبيعة في عمان كما يتضمن التطبيق القوانين البيئية وكل القرارات التي تتعلق بهذا الموضوع.