يزخر سجل النهضة العمانية الحديثة، بالكثير من الإنجازات التي تدعو للاعتزاز، وضمن مشاريع البنى الأساسية التي عمّت أنحاء السلطنة في هذا العهد الميمون، بمشاريع الطرق ووسائط النقل، وقد حققت السلطنة في هذا القطاع الحيوي إنجازات مرموقة ومتميزة ليس بالمعايير المحلية فحسب، بل وحتى على مستوى التقييمات والتصنيفات العالمية، وذلك نتاجا للرؤية السديدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- الرامية إلى الارتقاء المستمر بمنظومة النقل والبنى الأساسية وتوظيفها لخدمة الاقتصاد الوطني، من منطلق الوعي بأهمية هذا القطاع في تحقيق العوائد الاقتصادية التي تسهم في الدخل القومي للبلاد، إضافة إلى دوره في تعميق التواصل الاجتماعي من خلال ربط كافة أرجاء البلاد عبر شبكة حديثة من الطرق، ومنظومة متكاملة من وسائط النقل البري والبحري والجوي..
وبفضل هذا التوجه، وهذه الرؤية الحكيمة، تبوأت بلادنا مراتب متقدمة على صعيد التصنيف العالمي المتعلق بالطرق والموانئ، وفي هذا الصدد احتلت السلطنة العام الماضي المرتبة الثالثة عالمياً في جودة الطرق في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، كما جاء ميناء صلالة في المركز الثامن عشر في قائمة أفضل الموانئ العالمية كما حصل على المركز السادس عالمياً في مجال إعادة شحن الحاويات والبضائع والمركز الثالث على مستوى موانئ الشرق الأوسط وأفريقيا ..
ولأنّ الطموحات لا تحدها حدود فيما يتّصل بتطوير قطاع النقل والاتصالات، تضمن عرض وزارة النقل والاتصالات أمس لخططها وبرامجها للعام الجديد 2014، والذي سيشهد حزمة متكاملة من المشاريع والمبادرات التي تعمل على إيجاد تنوع اقتصادي يسهم في الناتج المحلي للسلطنة ويعزز الشراكة الحكومية مع القطاع الخاص ويوفر فرصاً وظيفية جديدة تدعم البيئة الاستثمارية في المجالات التنموية المختلفة بما يحقق تنمية شاملة ومستدامة.