القاهرة - الأناضول
أين مرسي؟.. سؤال طرحه مؤيدون للرئيس المعزول محمد مرسي بعد غيابه، الأربعاء، عن الجلسة الثانية لمحاكمته في قضية أحداث قصر الاتحادية الرئاسي بمقر أكاديمية الشرطة (شرقي القاهرة)، واختفائه عن الأنظار منذ استقباله محامين بمحبسه في سجن برج العرب (شمال) في 11 نوفمبر الماضي.
وبينما شكك أنصاره في الرواية الرسميّة للأجهزة الأمنية المصرية التي قالت إنّه تعذر نقله من محبسة إلى مقر المحاكمة الأربعاء جراء سوء الأحوال الجويّة، طرح هؤلاء الأنصار تفسيرات مختلفة لغياب الرئيس السابق عن جلسة المحاكمة.
وفور تأجيل جلسة المحاكمة الثانية للرئيس السابق إلى الأول من فبراير المقبل، أطلق أسامة، نجل مرسي، حملة إلكترونية عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحت عنوان: "أين رئيسي مرسي؟".
وتطالب الحملة بـ"الإفراج الفوري عن الرئيس محمد مرسي، وأيضًا تحديد مكان تواجده وضمان أمنه وسلامته"، وتستنكر قيام السلطات الحالية بإخفاء الرئيس السابق مرة أخرى بعد شهرين من جلسة محاكمة أولى (في 4 نوفمبر الماضي) ظهر فيها إثر غياب استمر خمسة أشهر منذ بدء احتجازه عقب الإطاحة به في الـ 3 من يوليو الماضي.
واعتبرت الحملة إعلان وزارة الداخلية أنّه تعذر عليها إحضار الرئيس للمحكمة بسبب سوء الأحوال الجوية، "مخالف للواقع"؛ حيث لم يتم إلغاء أية رحلات جويّة من مطار برج العرب في ذلك اليوم، وعدت "استمرار إخفاء الرئيس قسريًا على يد السلطات المصرية انتهاكًا صارخًا لحقوقه كفرد وكرئيس دولة منتخب بحسب جميع القوانين الدولية".
وتقول الأجهزة الأمنيّة المصرية إنّ مرسي موجود رهن الحبس الاحتياطي في سجن برج العرب، وأن الزيارات ممنوعة عنه حتى الـ 2 من شهر فبراير المقبل لـ"دواع أمنية"، لكنّ أنصاره لا سيما في محافظة الإسكندرية (شمال) الواقع في نطاقها سجن برج العرب يشككون في صحة هذه الرواية.
وحول ذلك، قال محمد مدني، مراسل قناة مصر 25 بالمحافظة (قناة محسوبة على جماعة الإخوان أغلقتها السلطات وتبث حاليًا من مكان مجهول تحت عنوان: أحرار 25): "لم تهبط أي طائرة إلى سجن برج العرب الأربعاء؛ لأنّ الرئيس أصلا غير موجود هناك".
وأضاف مدني في تدوينة نشرها الأربعاء على صفحته الشخصية علي "فيس بوك": "الرئيس مختطف وموجود في القاعدة البحرية برأس التين" بمدينة الإسكندرية، لكنّه لم يكشف عن مصدر معلوماته هذه أو يقدم دليلا عليها.
وكان محمد الدماطي، المتحدث باسم المتحدث باسم فريق الدفاع عن متهمي "قصر الاتحادية"، التي تأجلت فيها المحاكمة الأربعاء، قال إنّ قاعدة عسكرية في الإسكندرية كانت مكان اختفاء مرسي بعد الإطاحة به في 3 يوليو الماضي، وذلك في تصريحات صحفية تلت الجلسة الأولى التي حضرها مرسي.
إظهار الرئيس المعزول بات أيضًا مطلبًا لـ"التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد لمرسي، والحملات المؤيدة له بعدما غاب عن جلسة المحاكمة الثانية.
وأعلن "التحالف" في بيان، الأربعاء، "قلقه البالغ إزاء منع الزيارات عنه (مرسي) في الفترة الأخيرة والإعلان عن عدم وصوله اليوم (الأربعاء) إلى مقر أكاديمية الشرطة"، مضيفا أنّ "تعرض الرئيس لأي مكروه يضع الوطن في مواجهة المجهول". وتحت عنوان أين الرئيس؟ كررت حملة تعرف بـ "الشعب يدافع عن الرئيس" مطالبها السابقة بإظهار مرسي للمرة الثانية معتبرة أنّ "أي مكروه يمسه يفتح أبواب جهنم على الوطن".
ورأت الحملة التي يرأسها سيف عبد الفتاح، أستاذ النظرية السياسيّة بجامعة القاهرة، أنّ السلطات الحالية تعطي "تبريرات غير منطقية" لتعذر حضور مرسي جلسة محاكمته الثانية وذلك عبر التعلل بالظروف الجوية رغم أنّها كانت طبيعية.
وخارج مصر، أصدر المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في لندن، مساء الأربعاء، بيانًا صحفيًا بعنوان "أين الرئيس مرسي"، طالب فيه بإظهار الرئيس و"عدم الحيلولة" بينه وبين الهيئة القانونية المدافعة عنه وعن أسرته. وحمل البيان السلطات المصرية المسؤولية عن سلامة مرسي.
وطرح أنصار مرسي تفسيرات مختلفة لغياب الرئيس السابق عن جلسة المحاكمة الثانية.
في هذا السياق، يرى هشام، كمال المتحدث باسم الجبهة السلفية، إحدى مكونات التحالف الداعم لمرسي، أن غياب مرسي عن جلسة المحاكمة الأربعاء "أمر متعمد".
وأوضح: "تعمد تغييب مرسي عن المحاكمة يأتي في إطار خوف الإنقلاب (على حد وصفه) من ظهوره، فيؤثر بشكل سلبي علي الاستفتاء علي وثيقتهم المسماة بالدستور" الأسبوع المقبل.
أمّا عائشة الشاطر، نجلة نائب مرشد الإخوان خيّرت الشاطر، فقالت في تغريدة على صفحتها الرسمية عبر "فيسبوك" إنّ غياب مرسي "ليس لسوء الجو وإنما خوفًا من لقطات عابرة لرئيس أعزل لا يملك إلا قوة موقف ترهبهم وربما لقطات صامتة لمؤيديه تمدهم بالعزيمة".
وكان ظهور مرسي ببدلة رسمية في الجلسة الأولى لمحاكمته في 4 نوفمبر الماضي أدّى إلى رفع الروح المعنوية لأنصاره، الذين حيّوا ما وصفوه بـ"صموده"، بحسب ما ذكره بيان التحالف الداعم لمرسي وقتها.
من جانبه، رأى إمام يوسف، عضو الهيئة العليا لحزب الأصالة (السلفي)، الداعم لمرسي، أنّ غياب الرئيس السابق يثير "تخوفًا على حيّاته وصحته".