بيروت - الوكالات
سيطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على قسم كبير من مدينة "تل أبيض" بمحافظة الرقة شمال سوريا.
وأفادت مصادر محلية بأن معارك عنيفة وقعت بين تنظيم "داعش" و"الجبهة الإسلامية"، في محاولة من التنظيم للسيطرة على معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا، مشيرةً إلى استخدام الطرفين أسلحة ثقيلة في المعارك.
إلى ذلك، كان من الممكن مشاهدة المعارك الدائرة في مدينة تل أبيض، من منطقة "أكشا قلعة" على الجانب التركي، في الوقت الذي طلبت فيه قوات الأمن التركية من المواطنين السوريين في الجانب التركي، الابتعاد عن الحدود.
ومن ناحية أخرى، دافع الشيخ معاذ الخطيب أول رئيس للائتلاف السوري المعارض لنظام بشار الأسد، أمس، عن موقفه الداعم لحضور المعارضة السورية لمؤتمر جنيف 2 الخاص بإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وفي تعليق له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أمس، ردّ الخطيب على بعض المهاجمين له بعد نشره على الصفحة نص تصريحات أدلى بها، يدعو فيها المعارضة السورية لحضور جنيف 2، بالقول: "من لا تتحمل عقولهم فهم الكلام أصلاً ولا يوافقون عليه، هل يمكن أن نطلب منهم فقط يتكلمون من دون سباب لأن الحق لا يحتاج إلى سوقية وابتذال".
وقال الشيخ معاذ الخطيب: إن مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده في سويسرا 22 يناير الجاري، لم "يُصنع لينجح بل لتمرير تفاهمات دولية"، دون أن يشير إلى معالم أو أطراف تلك التفاهمات، مؤكداً أنه مع حضور المعارضة للمؤتمر، بالقول "إذا سألتني إن كنت أؤيد مقاطعته فسأقول لك لا"، حسب تعبيره.. وأضاف بالقول: "علينا اقتناص كل فرصة وتحويلها لصالحنا، فالنظام كسب نقطة لصالحه بقرار البعض الانسحاب، والحكمة تقتضي أن نضغط على المجتمع الدولي ونجمع القوى المدنية والعسكرية لدعمنا، أما المقاطعة فهي أسهل الحلول للتخلي عن المسؤولية".
واعتبر الخطيب الذهاب إلى جنيف 2 بدون كفاءة مناسبة هو "مأزق كبير"، والمطلوب هو الذهاب إلى المؤتمر بـ"طاقم تفاوض قوي يملك رؤية واضحة ويتمتع بالتوافق، وعندها سنقلب الطاولة على النظام لأنه أضعف مما نظن".
ورأى الخطيب أن النظام يحاول كسب الوقت، والمعارضة لا تقوم بدور سياسي يجعل القرار في يد السوريين وحدهم، بل "تتسول الدعم السياسي من بعض أصدقائها الافتراضيين، والذين لم تفهم حتى الآن أن بعضهم من داعمي النظام"، لم يضرب أمثلة على من يقصد بكلامه.
ويأتي تصريح الخطيب في ظل انقسام حاد في صفوف المعارضة السورية من المشاركة بجنيف أو عدمه؛ الأمر الذي دفع نحو ثلث أعضاء الائتلاف السوري أكبر مظلة للمعارضة السورية إلى الانسحاب من الائتلاف الأسبوع الماضية، وكانت أحد الأسباب المعلنة لذلك الانسحاب هو موافقة بعض الأطراف داخل الائتلاف المشاركة في جنيف.
ولاقت آراء ومبادرات الشيخ الخطيب التي أطلقها قبل أشهر ودعا فيها لإجراء حوار مشروط مع النظام السوري، استهجانا واسعاً من قبل أعضاء المعارضة السورية، وصلت إلى ممارسة ضغوط عليه دفعته للاستقالة من منصبة كرئيس للائتلاف مارس/آذار 2013.
وأعلن معاذ الخطيب الرئيس السابق للائتلاف السوري في مايو الماضي عن مبادرة لحل الأزمة السورية ووقف الحرب الدائرة تضمن الخروج الآمن لرئيس النظام بشار الأسد مع 500 من أقربائه، كما تقضي باستمرار الحكومة الحالية بشكل مؤقت على أن تعقبها حكومة انتقالية تحت إشراف الأمم المتحدة.
وأكدت المبادرة على ضرورة "إطلاق جميع المعتقلين السياسيين من السجون والمعتقلات فور قبول المبادرة، وتجديد جوازات السفر لجميع السوريين المقيمين في الخارج لمدة سنتين. كما أعلن قبلها الخطيب في فبراير عن مبادرة للحل تضمنت "التفاوض مع موفدين ذوي صلاحية من قبل النظام السوري، ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء وتوفير خروج آمن لبشار الأسد يؤدي لرحيله دون محاسبة"، الأمر الذي لاقى رفضاً واسعاً من قبل النظام وكذلك من قبل المعارضة السورية وخاصة المجلس الوطني، أبرز كتل الائتلاف الوطني، فيما رحبت بها عدة أطراف دولية.