الرؤية - خالد الخوالدي
"مرفق حيوي مات قبل ولادته".. هذا هو التوصيف الدقيق لميناء الصيد البحري بالخابورة دون أية مبالغات لفظية أو "فرقعات إعلامية"؛ فالميناء الذي تم تأسيسه منذ عشر سنوات وبتكلفة بلغت 10 ملايين ريال آنذاك، محروم من الخدمات ولا يعدو كونه كتلة خرسانية على شاطئ الولاية في منطقة بعيدة عن السوق، وتبعد كذلك عن مركز الولاية؛ حيث حركة التجارة النشطة وتجارة الأسماك.
ولم يجد الصيَّادون من بدٍ سوى العمل من المرفق القديم وعدم استخدام الميناء الجديد، حفاظا على لقمة العيش التي يُطعمون بها صغارهم وأسرهم؛ لذا بُحَّت أصواتهم لتوفير البديل والأخذ برأيهم ومشورتهم قبل تنفيذ المشروع.
وتكافح وزارة الزراعة والثروة السمكية إلى إعادة الروح للميناء الذي تغنت به الوزارة عن إنشاءه بأنه يضاهي الموانئ الحديثة، وأنه الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، وغيرها من الصفات التي ربما يفضلها البعض تفخيما وإجلالا لمشروع ما، لا تلبث إلا أن تذهب أدراج الرياح بعد قليل.
ويجد الصيادون في الولاية صعوبة بالغة في استخدامه نتيجة بعده عن سوق الخابورة المتكامل وسوق الأسماك، فضلا عن عدم توفر الخدمات الضرورية؛ حيث أنشأت الوزارة الميناء دون استشارة الصيادين والأهالي أصحاب العلاقة؛ مما أدى إلى فشل المشروع. غير أن الوزارة تداركت الامر بعد أن مر عقد كامل من الزمان، وبدأت في أعمال المسح لتوسعة الميناء عن طريق شركة مصيرة العالمية التقنية البحرية، ليصبح على غرار موانئ الصيد بولايات السويق وصحم.