بركاء - الرؤية
شاركت مجموعة مكونة من 11 طالبا وطالبة من قسم علوم الأرض التطبيقية في الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان "جيوتك"، الأسبوع الماضي، في رحلة ميدانية استمرت لمدة ستة أيام على امتداد خط الساحل العماني، من مسقط إلى رأس الحد، برفقة الدكتور جوستا هوفمان المحقق الرئيسي للمشروع البحثي الممول من مجلس البحث العلمي، والذي انطلق تحت عنوان "التغيرات البيئية في السواحل العمانية على المدي البعيد والقريب".
وكان الهدف الأساسي من وراء هذه الرحلة الميدانية هو تدريب الطلاب في المجالات الجيولوجية، مع التركيز على البحوث الخاصة بموجات المد العاتية والمعروفة باسم تسونامي.
ومن بين أحد الموضوعات الرئيسية في المشروع البحثي الممول من قبل مجلس البحث العلمي؛ هو: استكشاف موجات المد العاتية التي ضربت خط الساحل العماني في الماضي. ويقول الدكتور جوستا: نركز بشكل خاص على البحث عن إجابات لأسئلة؛ مثل: ما هو ارتفاع موجات المد هذه، وما معدل تكرار حدوثها. وبينما يمكن تحديد بعض أثار موجات مد سابقة من خلال وضع خريطة لخط الساحل، بينما هناك بعض الأدلة الأخرى التي تحتاج إلى أدوات تكنولوجية متطورة، مثل أجهزة الرادار التي تخترق الطبقات الأرضية وبعض الأنواع المعينة من أجهزة تحديد الموقع الجغرافي. وتم استخدام مثل هذه الاجهزة المتطورة في رأس الحد بالفعل، وتمكن الطلاب من تحديد آثار لموجات مد حدثت قبل خمسة آلاف سنة.
ويشير الدكتور جوستا إلى أهمية هذه الرحلة الميدانية.. قائلا: من المهم لنا أن نجمع بين التدريس والبحث العلمي. وفي "جيوتك" يشترك الطلاب بشكل مباشر في المشاريع البحثية، ويتعلمون كيفية العمل باستخدام الأدوات والأجهزة الحديثة.. وتم العثور على الأدلة من خلال ملاحظة الرواسب على امتداد خط الساحل؛ حيث تم العثور على أصداف المحار على ارتفاع مترين فوق سطح البحر بين طبقات الرمل في أحد المواقع. وتقول صابرة الشاقصية -إحدى الطالبات في السنة الثانية في قسم علوم الأرض التطبيقية: هذه الأصداف تعيش في البحار، والعثور عليها على ارتفاع مترين فوق سطح البحر يوضح أن موجة عالية جرفتهم بعيدا.
واستطاع حارث القبيصي -طالب في برنامج علوم الأرض التطبيقية- أن يحدد الخطوط العريضة لموجة هائلة يعتقد أنها المسؤولة عن "إزاحة صخرة من الحجر الجيري تعود إلى العصر الفجري تبلغ أبعادها ستة أمتار وخمسة أمتار ومتر ونصف المتر، ويبلغ وزنها أكثر من 100 طن، موجودة في شمال شاب.
وجدير بالذكر أن الطلاب قاموا بعمل ميداني كمي ونوعي للعثور على جواب لأسئلتهم. وتعلموا خلال هذه الرحلة الميدانية تحليل خط الساحل لفهم تاريخه، خاصة فهم تاريخ تأثير الموجات العاتية التي تركت خلفها آثارا يمكن من حلالها معرفة الكثير مما حدث. ويقول الدكتور جوستا: تعلم الطلاب كيف يستخلصون النتائج للوصول إلى تفسيرات منطقية مبنية على الملاحظة.