الحداثة وإمكانية التطبيق وقياس التأثير.. معايير لمبادرات "الريادة"
تشكيل لجان فرعية في مديريات الصحة والمستشفيات لاستقبال المبادرات
مبادرة تقليص فترة الانتظار في مواعيد العيادات الخارجية
الرؤية - سعاد العريمية
في خطوة متميزة تعكس الحرص على التطوير والتحسين، تسعى وزارة الصحة إلى تشجيع الموظفين على المبادرة في الجوانب الإدارية والمالية، وذلك من خلال طرح مشروع الريادة، الذي يسهم في تنمية الموارد البشرية وصقل مهاراتهم وتشجيعهم على المساهمة في تطوير المنظومة الإدارية تخطيطًا وتنظيمًا وقيادة، بما يؤدي إلى تحقيق الطموحات والأهداف المرجوة.
وقد حرصت الوزارة على استحداث برامج ومشاريع ترقى بمستوى الكوادر لديها، ويأتي هذا المشروع كأحد هذه البرامج التي تحث الموظفين على الابتكار في طرح آليات تطوير المجالات الإدارية والمالية وما في حكمها، فيما تسعى الوزارة إلى تنظيم تلك المبادرات لتكون في هيئة ملتقى يعقد سنويا على شكل يوم مفتوح، يتم فيه طرح المبادرات المجيدة وفقا لشروط معينة.
فكرة المشروع
ونبعت فكرة المشروع من تقديم مقترحات ومبادرات غير مسبوقة وقابلة للتطبيق، وتسهم في تطوير أساليب العمل وتحسين العملية الإدارية والمالية وغيرها، وفقًا لعدد من الاشتراطات والأسس المنظمة. ويكمن الهدف من هذا المشروع تطوير مهارات الموظفين والارتقاء بمستوياتهم؛ حيث يملكون قدرات مختلفة والتطوير عنصر مهم من عناصر الإدارة الناجحة. وتهدف المبادرة إلى تشجيع التفاعل ورصد طبيعة العمل للخروج بتوليفات عمل جديدة، وحتى يطور الفرد نفسه فيجب أن يتوفر له التشجيع والبيئة الملائمة والمناخ الإداري والأدوات الإدارية الداعمة.
لجان فرعية
وتم تشكيل لجان في كل مديرية للخدمات الصحية بالمحافظات وأيضًا المستشفيات المدارة ذاتيًا، مهمتها استقبال المبادرات المقدمة من الموظفين بناءً على تعميم تمّ إصداره يوضح مواعيد وضوابط المشاركة، ومن ثم تقوم هذه اللجان بفرز المبادرات المستوفية للمعايير المقررة، واختيار ثلاث مبادرات من كل مديرية ومستشفى كخطوة أولى، وترسل إلى اللجنة المركزية بديوان عام الوزارة للنظر فيها واختيار المبادرات المجيدة على مستوى الوزارة، ومن ثمّ تعرض في "الملتقى السنوي للريادة".
وتصنف المبادرات حسب نتائجها، غير أنّ السمة الأساسيّة للمبادرة الناجحة هي إمكانية التطبيق وقياس التأثير وتكون المكافأة بحجم هذا النجاح، وهنا تكمن أهميّة التفريق بين المبادرات المختلفة وفق نتائجها الفعلية، ويمكن وضعها في ثلاث فئات؛ الفئة الأولى: المبادرات البناءة التي تؤدي إلى إحداث تغيير إيجابي ملموس. وتتميز بأنّها أدت إلى إيجاد حل جذري لمشكلة قائمة، واتخاذ المبادرة كنموذج يحتذى به ويعمم على مؤسسات الوزارة.
أمّا الفئة الثانية فهي المبادرات الممتازة، والتي لها تأثير ملموس على المدى القريب أو المتوسط في تطوير عمل قائم أو إضافات إلى ما هو موجود أصلا. فيما تتضمن الفئة الثالثة المبادرات المستوحاة، وهي التي توصف بأنّها تطويع لتجارب مشابهة أو نظام قائم متعارف عليه محليًا أو عالميًا لتناسب أساليب العمل في وزارة الصحة.
18 مبادرة
وأقيمت فعاليات الملتقى السنوي للريادة في قاعة المؤتمرات بجامعة السلطان قابوس، تخللها عرض المبادرات المجيدة وعددها ثماني عشرة مبادرة.
وانطلقت الفعالية بالفئة الأولى، وهي مبادرة تقليص فترة انتظار المواعيد في العيادات الخارجية للدكتور علي بن محاد المعشني وعائشة سلطان المسعودية من مستشفى خولة. وتتلخص المبادرة حول تقليص المواعيد من سنة ونصف إلى شهر واحد لمواعيد OPD وأربع أشهر للعمليات. وأعقب ذلك، عرض لنصر بن محمد العبري مبادرته بعنوان "البطاقة الصحية"، من محافظة الداخلية، وهي عبارة عن بطاقة إلكترونية ذكية للمواليد الجدد، ويمكن تطبيقها بالتدرج لجميع المراحل العمرية. بعدها، قدمت حليمة بنت حمد اليعقوبية من مستشفى عبري مبادرة مركز خدمات المراجعين بمستشفى عبري، وتتلخص فكرتها في خدمة المراجعين في مكان واحد؛ حيث استقبالهم وتنظيم المواعيد واعتماد الإجازات المرضية والتقارير الطبية وغيرها.
كما عرض د. ماجد بن سلطان المقبالي من مجمع شناص الطبي فكرة خفض صرف الأدوية المخدرة في مجمع شناص الطبي. فيما عرض المهندسان ميعاد الزدجالية من مستشفى النهضة، وأتول جولاش أصغر، مبادرة بعنوان "إنشاء مستشفى عام في محافظة مسقط"، وتتمحور الفكرة حول إقامة مستشفى عام مكان مستشفى النهضة يشمل تخصصات إضافية.
وعرض د. محمد الفارسي المدير التنفيذي لمستشفى صور بالاشتراك مع عائشة العريمية مبادرة في التثقيف الصحي في مستشفى صور، وترتكز على تقوية مجال التثقيف الصحي بمستشفى صور من خلال نشر المفاهيم الصحيّة السليمة.
الفئة الثانية
فيما استهلت الفئة الثانية بعرض مبادرة الدكتور إبراهيم بن هلال المحروقي وكاملة بنت حامد الرواحية، وخلفان بن سليمان السالمي وإبراهيم بن هلال البوسعيدي، والتي جاءت بعنوان "اللائحة التعريفية للمؤسسات الصحية"، وهي عبارة عن لائحة توضح المخطط البياني للمؤسسة والخدمات المقدمة منها. كما عرض عبدالله بن سعيد المزاحمي مبادرة "قناة مستشفى عبري"، عن طريق موقع يوتيوب لشرائط الفيديو، وهي عبارة عن قناة تثقيفية صحية عبر الموقع الإلكتروني.
وقدمت د.بدرية الراشدي مديرة الخدمات الصحية بولاية بوشر، وعبد الله بن سالم الحراصي فني تقنية معلومات، وليلى بنت حمود بن عزان البوسعيدي فني تقنية معلومات، مبادرة بعنوان "استحداث نظام إلكتروني لتقييم المؤسسات الصحية الخاصة"، وتتلخص في إنشاء قاعدة بيانات للمؤسسات الصحية الخاصة وتحديثها.
وطرحت آمنة بنت يوسف بن عبدالله المدحانية من محافظة مسندم، مبادرة بعنوان "تنظيم العمل ببنك الدم في المستشفيات التي لا يتوفر فيها نظام الشفاء 3+"، وتتلخص فكرة المبادرة في إدخال بيانات المتبرعين بالدم على نظام ACCESS.
أما د. ماجد بن سلطان المقبالي من محافظة شمال الباطنة، فقد قدم مبادرة بعنوان "خفض صرف الأدوية المخدرة في مجمع شناص الطبي"، وتتمحور المبادرة حول خفض صرف الأدوية المخدرة. أمّا علياء بنت سعيد بن علي البحرية، فقد قدمت نظاما آليا لقاعدة بيانات المؤسسات الصحية الخاصة في السلطنة.
مبادرات الفئة الثالثة
وفي مبادرات الفئة الثالثة، طرح ناصر بن صالح بن غافل الغازي مبادرة حول إدارة الموارد البشرية للمخازن الطبية والمخازن العامة إلكترونيًا، وتركز المبادرة على تحسين وتطوير نظام التخزين والترتيب وتنظيم المستلزمات والمحاليل الطبيّة بنظام بديل.
بعد ذلك عرض المهندسان ميعاد الزدجالية وأتول جولاش أصغر، مبادرة تسهيلات الرعاية الصحية بنظام "5S" والتي تتمحور حول استخدام برنامج الجودة "5S" لتحسين خدمات الرعاية الصحية.
بينما عرض سيف بن راشد العبري، مبادرة لتحصيل مبالغ المزاد العلني آليا، وذلك تفاديًا للصعوبات الحالية من حيث الدفع المباشر. وقدم سعيد بن حمد العيسائي مبادرة حول الاستفسار ومتابعة الأرصدة للحسابات المصرفية للوحدة بواسطة الإنترنت، وتهدف المبادرة إلى متابعة رصيد الوحدة عن طريق استخدام خدمات موقع البنك الإلكتروني.
وعرض عبدالله بن علي الراسبي مبادرة بعنوان "كتيب أسعار الخدمات العلاجية"، بهدف تعريف المراجعين بأسعار الخدمات العلاجيّة.
وفي النهاية قدم خلفان بن راشد المنذري مبادرة "سؤال وجواب في قانون الخدمة المدنية ولائحته التنفيذية".
تكريم الموظفين
ومع اختتام الحفل، قام راعي الحفل بتكريم الموظفين الذين قدّموا هذه المبادرات، وذلك في قاعة المؤتمرات بجامعة السلطان قابوس، بحضور أصحاب السعادة وكلاء الوزارة. وقد أكّد معالي الدكتور وزير الصحة أنّ هذه المبادرات تعتبر الأولى على مستوى الوزارات بالسلطنة، وأنّه لا توجد مبادرات جيدة أو سيئة لأنّ جميعها جديرة بالاهتمام. وقال إنّه سيتم اختيار الأنسب لتطبيقها تباعًا، مشددًا على أنّ جميع المبادرات كانت ذات عمل راق ومنهجي، موجهًا الشكر إلى أعضاء اللجنة الرئيسة على جهودهم في اختيار المبادرات وتشجيعها.
يشار إلى أنّ الوزارة تسعى إلى تطوير هذه الملتقى السنوي وإضافة لبنات جديدة أخرى بما يؤدي إلى تحقيق الطموحات والأهداف المقصودة.