جوبا - الوكالات
لقي نحو 300 شخص مصرعهم غرقا إثر انقلاب عبارة كانت تقلهم بعد هربهم من مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل بجنوب السودان على خلفية المعارك التي تشهدها المنطقة.
ونقلت "رويترز" عن الناطق باسم الجيش فيليب أغير أن "هناك ما بين 200 و300 شخص (غرقوا) بينهم نساء واطفال لأن السفينة كانت محملة بأكثر من طاقتها".. مضيفا "كانوا هاربين من المعارك التي استؤنفت في مالاكال" عاصمة ولاية أعالي النيل (شمال-شرق)
فيما قال وزير الإعلام بولاية أعالي النيل فيليب جيبن في تصريحات صحفية إن عبّارة كان على متنها نحو 255 شخصا غرقت وقد تم انقاذ طفلين فقط.. وأضاف جيبن بأن "هؤلاء الأشخاص عمدوا للهرب من ملكال بعد أن تسربت أخبار غير صحيحة عن مهاجمة قوات رياك مشار للمدينة" عاصمة ولاية أعالي النيل التي تنتج غالب نفط جنوب السودان.
ونفى الوزير ما أوردته وسائل إعلام عن هجوم قوات رياك مشار على ملكال واستيلائها على أجزاء منها قائلا: "لم يحدث أي هجوم على ملكال... المدينة هادئة تماما والحياة تسير فيها بشكل طبيعي ولا يوجد أي قتال في أي منطقة منها".
ويشهد جنوب السودان مواجهات منذ منتصف ديسمبر الماضي في عدة مناطق بالبلاد بعضها نفطي بين الجيش الحكومي ومقاتلين يتبعون لرياك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان المتهم بتدبير محاولة انقلاب ضد حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت.
وفي ظل هذه المواجهات يجري طرفا الصراع في جنوب السودان مفاوضات بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا تحت رعاية المنظمة الحكومية للتنمية بشرق افريقيا (إيجاد) ما زالت تراوح مكانها في ظل فشلهما في إقرار وقف فوري لإطلاق النار. ولاتزال زعيم المتمردين رياك مشار يتمسك بإطلاق سراح 11 سياسيا وعسكريا تحتجزهم حكومة الجنوب لدورهم المزعوم في التدبير لانقلاب عسكري بينما تصر جوبا على أنها لن تطلق سراحهم قبل التحقيق معهم.
وأعلن عضو فريق وسطاء "إيجاد" الاثيوبي سيوم مسفن عن مقترح تقدمت به الوساطة للرئيس سلفاكير ميادريت بإطلاق سراح المعتقلين ليشاركوا في عملية التفاوض على أن يظلوا تحت وصاية الأمم المتحدة والإيغاد. وقال مسفن إن سلفاكير أبدى استعداده للنظر في أي طريقة من شأنها معالجة ذلك".
ومن جانب آخر، أمرت وزارة الخارجية الأمريكية موظفيها (غير الأساسيين) في السفارة الأمريكية في جنوب السودان بمغادرة البلاد؛ وأصدرت تحذيرا جديدا للأمريكيين في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان بعدم التحرك داخل العاصمة، التي تواجه "اضطرابات سياسية واجتماعية".
وطالبت الخارجية في رسالة التحذير -حسب ما أوردته وكالة "الأناضول"- "رعاياها الذين يختارون البقاء في جنوب السودان على الرغم من هذا التحذير بمراجعة وضع أمنهم الشخصي وإعادة النظر بجدية في خططهم للبقاء"؛ وذلك بحسب بيان نشرته السفارة الأمريكية في جوبا أمس، على موقعها الإلكتروني على الإنترنت.