تويت
أبرزت الدورة العشرين للجنة القدس التي اختتمت أعمالها أمس في مراكش بالمملكة المغربية، ضرورة أن تكون قضية هذه المدينة في الواجهة دائمًا وأبدًا لأنها محور ورمز لقضية العرب المركزية وهي القضية الفلسطينية..
فالاجتماع كان فرصة سانحة لتسليط الضوء على ما تواجهه هذه المدينة من مهددات، والوقوف عن كثب على ما يُحدِّق بها من أخطار ماثلة.. حيث إن ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات، يدلل على نيتها المبيتة لمحو وإزالة الطابع العربي الإسلامي للقدس الشرقية سعيًا لتهويدها وتكريسها عاصمة لدولة الاحتلال. ويأتي ذلك في سياق متصل مع سياسة الاستيطان الإسرائيلية في المدينة التي تشهد تسارعًا غير مسبوق في الهجمة الاستيطانية، إضافة إلى تنفيذ الاحتلال استكمال خطة التطهير العرقي ضد المواطنين الفلسطينيين لجعلهم أقلية في مدينتهم لهم صفة المقيم فقط، مقابل تعزيز الوجود اليهودي ببناء المزيد من المستوطنات.. وكل هذا يستدعي اتخاذ مواقف موحدة من شأنها المساهمة بفعالية في التصدي لما يحيق بالمدينة المقدسة من تحديات التهويد مع التأكيد على أنّ الحماية من مخططات التهويد لن تأتي بالشعارات الفارغة، بل بالعمل الجاد والمخلص، وعبر بلورة مقترحات عملية والإقدام على مبادرات واقعية تصون هذه المدينة من المحاولات الإسرائيلية المستمرة لتهويدها وتغيير معالمها..
ولا شك أنّ تراجع الاهتمام بهذه القضية، يشجع الاحتلال على تبني المزيد من السياسات التهويدية لهذه المدينة، وهي سياسات ستظل في تنامٍ مستمر ما لم يلمس الاحتلال إرادة عربية إسلامية مشتركة للدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعن الهوية العربية والإسلامية للقدس الشريف ومن خلال تعبئة كافة الوسائل والإمكانات وتسخيرها للدفاع عن المدينة المقدسة باعتبارها قضية الأمة الإسلامية جمعاء، فالقدس عاصمة فلسطين وقلبها النابض.