يعقد العالم آمالاً كبيرة، ويولي أهمية استثنائية لمؤتمر "جنيف 2" المقرر عقده بعد غدٍ الأربعاء لحل الأزمة السورية.
وتتزايد الآمال، وتتعزز روح التفاؤل مع كل مؤشر إيجابي يلوح في الأفق، ومن ذلك الإعلان عن موافقة الائتلاف الوطني السوري والذي يعد جماعة المعارضة السياسية الرئيسية في المنفى، على حضور المحادثات .. مما يمهد الطريق إلى أول مفاوضات مباشرة بين النظام السوري والمعارضة، وهي خطوة ينظر إليها الكثيرون بأنها قد يكتب لها النجاح في وضع قطار الحل السياسي للأزمة السورية على الطريق الصحيح.
ومن المؤشرات الإيجابية كذلك والتي ينبغي البناء عليها، الزخم الدولي الذي يحظى به المؤتمر والرعاية الأممية لمحادثاته، مما يكسب نتائجه ثقلاً مطلوبًا لحل هذه الأزمة التي طال أمدها، وتزايدت خسائرها.. وغني عن القول، إن الشروع الجاد في المحادثات بين الفرقاء السوريين، يتطلب ابتداءً من الأطراف الدولية الفاعلة في الأزمة السورية، العمل على ضمان تنفيذ وثيقة جنيف الأولى التي تم التوصل إليها في نهاية يونيو من العام 2012 والتي ينعقد على أساسها مؤتمر "جنيف2 " ..
وقبل ذلك ينبغي العمل على أن يواكب انطلاق المؤتمر عدد من إجراءات بناء الثقة ومنها وقف إطلاق النار والأعمال القتالية في سوريا ولو بشكل متدرج في مرحلة أولى، وفتح ممرات إنسانية وتغيير الوضع الإنساني بقدر الإمكان وبشكل إيجابي على الأرض بما يضمن وصول المساعدات الإنسانية لمحتاجيها في العديد من مناطق القتال بسوريا والذين يعانون من نقص كبير في الغذاء والدواء والكساء ..
إن مثل هذه الإجراءات لا تساعد على بناء الثقة فحسب، بل تمهد الطريق عمليا إلى تحقيق اتفاق حول تفاهمات بشأن الوقف الدائم لإطلاق النار وبالتالي تهيئة الأجواء لاتفاق شامل ينهي الأزمة عبر التفاوض البناء .. وهذا ما يأمله ويتطلع إليه العالم أجمع.