انطلاق أعمال مؤتمر الشرق الأوسط للغاز غير التقليدي

[جريدة الرؤية]

العوفي: مخزون ضخم من النفط الصخري بالسلطنة.. و"خزان" للغاز أكبر حقل من نوعه خارج أمريكا الشمالية
-المناقصات بـ" تنمية نفط عمان " من أفضل النظم .. ووجود مخالفات فردية لا يسيء للنظام بأكمله
احتياطي الزيت الصخري في السلطنة موجود بكميات كبيرة والتحدي صعوبة الاستخراج
5 مربعات جديدة جاهزة للاستكشاف والإنتاج في الفترة القادمة
الرؤية - نجلاء عبد العال
قال سعادة سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز إن الدراسات التي تم إجراؤها أثبتت أن لدى السلطنة مخزون ضخم من النفط الصخري الذي يتزايد الحديث عنه باعتباره مستقبل النفط، مستدركا سعادته أن هناك تحديًا يقابل استخراج هذا الاحتياطي الموجود من النفط الصخري وهو وجوده في أعماق بعيدة وفي صخور تكاد تكون صماء مما يستلزم تقنيات وآلات تستطيع استخراجه، ونبه إلى أن الكلفة يمكن أن تقل بصورة كبيرة إذا أمكن تبني تصنيع محلي للآلات والتقنيات المطلوبة لاستخراج هذا النوع من النفط لأنه في هذه الحالة سيكون هناك إمكانية لاكتساب الخبرات وتصنيع معدات لتصديرها أيضًا للخارج بجانب القيمة المحلية المضافة في هذه الصناعة وتوفير فرص عمل كبيرة.
وأشار سعادته في تصريحات لدى رعايته أمس انطلاق أعمال مؤتمر الشرق الأوسط للغاز غير التقليدي الذي تنظمه وزارة النفط والغاز بالتعاون مع شركة نولدج إكسبانشن لمدة ثلاثة أيام ، إلى أن المؤتمر يشكل حدثا مهما خاصة في ظل تزايد الطلب على الغاز الطبيعي على مستوى العالم وكذلك داخل سلطنة عمان، لافتا إلى أن الطلب الأكبر في السلطنة يأتي من قبل شركات الكهرباء بشكل خاص لأهميته في إنتاج الكهرباء، إضافة إلى استخدام الغاز المتزايد في الصناعات المحلية في كافة المناطق الصناعية وذلك إما لتوسعة المصانع الحالية أو لإنشاء مصانع جديدة، بجانب الطلب عليه من شركات استخراج النفط حيث يتم استخدامه في توليد البخار المطلوب لعملية الاستخراج المعزز للنفط، مشيرا إلى أن تزايد الطلب على الغاز يأتي في الوقت الذي يشهد فيه الغاز التقليدي والمكامن الأولية التي يسهل الاستخراج منها، نضوبا وبشكل متسارع مما يحتم التوجه للمكامن غير التقليدية، وكثير من هذه المكامن توجد في السلطنة.
وقال سعادته إن حقل "خزان" -الذي تم مؤخرا توقيع عقد لاستخراج الغاز منه- يعد الأكبر من نوعه للغاز غير التقليدي خارج منطقة أمريكا الشمالية، مشيرا إلى أن تمتع السلطنة بهذا النوع من الغاز غير التقليدي يحتاج لتقنيات متطورة وعمليات حفر وعمليات إنتاج مختلفة وبالتالي فإنها ترفع التكلفة، وهذا الارتفاع في الكلفة بالنسبة للمنتج والمستهلك، لذلك فالتحدي الآن هو التوازن بين كلفة الإنتاج والسعر الممكن البيع به للمستهلكين بحيث يكون الإنتاج اقتصاديا وهو ما يتطلب تعاونا من الجميع، بداية من مرحلة الاستكشاف مرورًا بالاستخراج والعمليات السطحية، وهذا التكاتف ضروري جدًا للتغلب على مشكلة التكلفة المتزايدة، مشيرًا إلى أنّ الأمر يحتاج أيضًا للتعاون بين الشركات المنتجة للتقنيات والشركات المقدمة للخدمات وهو تعاون هام جدًا للاستمرار في عمليات استخراج الغاز غير التقليدي.
وأشار سعادة العوفي إلى أن شركة بريتش بتروليوم تقوم حالياً بإعداد العقود الأساسية الخاصة بمحطات الإنتاج السطحية للغاز إضافة إلى عقود الحفر، خاصة وأن الشركة تحتاج لإنهاء جميع حفر الإنتاج المتوقع أن يبدأ في أواخر عام 2017، موضحاً أن شركة نفط عمان المملوكة للحكومة تشارك بنسبة 40% من الاستثمارات في حقل خزان هو الأكبر من نوعه في السلطنة.
وحول إمكانية إعادة النظر في نظم المناقصات بشركات النفط الحكومية، أوضح العوفي أنه فيما يخص نظام المناقصات في شركة تنمية نفط عمان فتعد من أفضل النظم على الإطلاق، وأن وجود مخالفات فردية لا يسيء للنظام بأكمله، وأكد أن دور الوزارة الإشرافي على القطاع يجعلها على اطلاع على نظم العمل في الداخل والخارج ، وأضاف: رغم أن النظم المعمول بها في السلطنة تفوق كثيرا من مثيلاتها إلا أنه لا يمكن الوثوق من الخلو من المخالفات الفردية 100 بالمائة إذا تعلق الأمر بمخالفات خارج نطاق العقود.
مشروعات مستقبلية
وحول مشروعات الاتفاقيات المستقبلية لاستكشاف وإنتاج النفط قال الدكتور صالح العنبوري مدير عام الاستثمارات بوزارة النفط والغاز إن هناك 5 مربعات جاهزة للطرح خلال المرحلة القادمة منها مربعين أحدهما في الشمال والأخرى في الجنوب سيكونان جاهزين للطرح خلال العام الحالي.
يذكر أن المعرض المصاحب للمؤتمر شهد مشاركة من عدد كبير من الشركات والمؤسسات العاملة في قطاع النفط والغاز والخدمات المعاونة لهم، كما يشارك متخصصون في جلسات عمل المؤتمر لتبادل الأفكار الخاصة بالتنقيب عن الغاز واستخراجه وفق معايير علمية حديثة.
ويسلط المؤتمر الضوء على تحديد واستكشاف الفرص غير المستغلة لشركات النفط والغاز بهدف تطوير مستوى الخبرة والمعرفة والاستفادة من التطورات المخطط لها في منطقة الشرق الأوسط، كما تشمل المواضيع المتداولة إبراز مقومات النجاح الخاصة بتطوير مصادر الغاز غير التقليدية والاستدامة والتكنولوجيا في هذا القطاع كما يهدف إلى تبادل نتائج الأبحاث التي تم التوصل إليها في هذا السياق وقصص النجاح وتوظيف التجارب الدولية الناجحة.
ويأتي انعقاد المؤتمر في ظل الطلب المتزايد على الغاز مدفوعاً بتعافي الاقتصاد العالمي والتزايد السكاني حيث تسعى منطقة الشرق الأوسط لتعزيز مكانتها في طليعة روّاد صناعة الغاز من خلال التنويع بين احتياطيات الغاز التقليدية وغير التقليدية التي لم تستغل حتى الآن ويبقى التحدي الرئيسي هو أن أنواع الغاز غير التقليدية، مثل الغاز المحكم والغاز الصخري، يتطلب استخراجها خبرة عالية واستخدام تقنيات متطورة، ويشارك في المؤتمر عدد من المتحدثين والخبراء العالميين لنقل تجاربهم إلى الخبراء الإقليميين وإثراء معارفهم وخبراتهم لتعزيز الاستدامة على المدى الطويل بما يسهم في جعل المنطقة من أفضل روّاد صناعة الغاز غير التقليدي عالمياً.