الجازر- الرؤية
تواصل وزارة البيئة والشؤون المناخية ممثلة في إدارة البيئة والشؤون المناخية بمحافظة الوسطى حملات لاستزراع أشجار القرم وتنظيف الشواطئ بخور غاوي بولاية الجازر، وذلك ضمن احتفالات السلطنة بمناسبة يوم البيئة العماني لهذا العام تحت شعار (معاً.. لنحمي بيئتنا)، وذلك بهدف توعية طلاب المدارس والجمعيات والأندية والفرق التطوعية خلال احتفالات السلطنة بيوم البيئة العماني، وتوعيتهم بأهمية المحافظة على البيئة وصون البيئة البحرية وتنميتها، والتعريف بأهمية أشجار القرم بالنسبة للبيئة البحرية، وما توفره من بيئة جيدة لتكاثر الكائنات البحرية وتنوعها، يذكر أنّ أشجار القرم الطبيعية تعتبر من أهم الموارد الطبيعية للبيئة البحرية العمانية لكونها ذات أهميّة في حفظ التوازن البيئي، وذلك لقدرتها على تحمل أحوال الطقس وملوحة المياه في المناطق القريبة من البحر والأخوار الطبيعية، كما أنّها مناطق حضانة للعديد من أنواع الأسماك ذات القيمة التجارية والكائنات البحرية الأخرى والعديد من الكائنات الفطرية الأخرى الدقيقة، بالإضافة إلى كونها مناطق ذات مناظر طبيعية وخلابة، كما تساهم في حماية البيئة وصون التوازن الإحيائي بين مكوناتها المختلفة.
ويشارك في عملية الاستزراع طلاب المدارس وجمعية المرأة العمانية بولاية الجازر بالإضافة إلى المختصين بوزارة البيئة والشؤون المناخية, ويأتي تأهيل المناطق الرطبة بالسلطنة في إطار سعي الوزارة المتواصل والساعي إلى الحفاظ على عناصر التنوع الأحيائي الذي تزخر به السلطنة، ويؤكد هذا النشاط مدى إدراك المسؤولين للأهمية الكبيرة التي تلعبها أشجار القرم في حفظ التوازن البيئي باعتبارها من الموارد البحرية الهامة التي تزخر بها البيئة البحرية العمانية، علما أنّ غابات أشجار القرم تشكل أهميّة كبيرة لأنظمة البيئة البحرية في مختلف دول العالم، فهي تسهم في إثراء البيئة البحرية كمورد طبيعي للكائنات البحرية وتحقق التنمية المستدامة. كما تضمن برنامج الحملة مسابقات وجوائز للأطفال المشاركين تعنى بالبيئة البحرية وبيئة أشجار القرم.
وتقوم المناطق الرطبة بتقديم خدمات بيئية أساسية، فهي عبارة عن معدل للنظام الهيدرولوجي، ومصدر للتنوع البيولوجي في كل المستويات في داخل الأنواع (المستوى الوراثي ومستوى النظام البيئي). والمناطق الرطبة عبارة عن نوافذ مفتوحة على التفاعلات التي تحدث بين التنوع الثقافي والتنوع البيولوجي، وتعتبر مصدراً اقتصاديا وعلميا، أما تناقصها أو اختفائها التدريجي، فإنّه يشكل اعتداء صارخًا على البيئة، تكون أضراره في بعض الأحيان غير قابلة للتصليح.
وتعتبر الأراضي الرطبة ذات أهميّة بيئية حيث تمّ تصنيف معظم مواقع الأراضي الرطبة في السلطنة مواقع محميّة مقترحة تمّ الإعلان عن عدد منها كمواقع محميّة بحكم القانون حيث تمّ الإعلان عن عدد تسعة أخوار بالإضافة إلى محميّة جزر الديمانيات الطبيعية ومحمية السلاحف برأس الحد ومحمية حديقة القرم الطبيعية وتدرس الوزارة حالياً الإعلان عن عدد من المحميّات الطبيعية. وسعت وزارة البيئة والشؤون المناخية منذ عام 2000م لإعادة بعض المواقع المتدهورة وتأهيل مواقع جديدة وذلك من خلال تنفيذ مشروع استزراع أشجار القرم وتأهيل الأخوار حيث تم استزراع ما يزيد على نصف مليون شتلة موزعة على مختلف مناطق السلطنة وذلك منذ بداية المشروع. هذا بالإضافة إلى إجراء البحوث والدراسات وتطبيق التشريعات والقوانين الصادرة في هذا الشأن. وكما أن النهج الذي انتهجته السلطنة في مجال التخطيط البيئي ساهم في بقاء الموارد الطبيعية بشكل عام والأراضي الرطبة بشكل خاص على طبيعتها ولم تتأثر بمقومات التنمية الشاملة بمختلف أوجهها. واستكمالا لتلك الجهود فقد حرصت السلطنة إلى مشاركة دول العالم في الجهود الرامية إلى حماية البيئة من خلال عضويتها في مختلف المنظمات الإقليمية والدولية وكذلك توقيعها لمعظم الاتفاقيات المعنية بحماية البيئة والموارد الطبيعية بما فيها اتفاقية رامسار للأراضي الرطبة.
وتهدف هذه الاتفاقية إلى تشجيع المحافظة على الأراضي الرطبة عن طريق إجراءات يتم اتخاذها على المستوى الوطني أو القومي وعن طريق التعاون الدولي من أجل الوصول إلى التنمية المستدامة في كل العالم. ويدخل ضمنها المستنقعات والسبخات، البحيرات والوديان، الامتدادات البحرية القريبة من السواحل، أشجار القرم والشعاب المرجانية، ويدخل كذلك المناطق الرطبة الاصطناعية مثل أحواض تربية الأسماك، الحقول الرطبة لزراعة الأرز. وقد انضمت السلطنة إلى اتفاقية الأراضي الرطبة والمناطق ذات الأهمية في عام 2012م وقد سجلت محمية القرم الطبيعية كموقع للأراضي الرطبة.