منترو/ سويسرا- الوكالات
اختتم مؤتمر دولي بشأن سوريا أمس بمناشدة الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون وفدي الحكومة والمعارضة العمل بإخلاص للتوصل إلى حل للصراع.
ودعا بان المشاركين في المحادثات في منتجع مونترو في سويسرا لدعم بيان جنيف الصادر في يونيو حزيران 2012 والذي يدعو لتشكيل حكومة انتقالية لها صلاحيات تنفيذية كاملة.
وقال "أتمنى أن تبدأ المفاوضات الحقيقية بكل إخلاص وبكل سرعة لتبني هذه الأهداف. وأرجو أن يتحلى الوفدان السوريان بالحكمة والإحساس العميق بمدى إلحاح الأمر وبروح من التوافق وتصميم على الحفاظ على بلدهم ونسيجه الاجتماعي الفريد وإنهاء معاناة شعبه."
وعبرت الحكومة السورية والمعارضة بغضب عن العداء المتبادل في أول لقاء لهما أمس في مؤتمر السلام الذي ترعاه الأمم المتحدة حيث تبدى كذلك الخلاف في وجهات النظر بين القوى العالمية حول دور بشار الأسد.
واتهم زعيم المعارضة أحمد الجربا الرئيس السوري بارتكاب جرائم حرب على غرار الجرائم النازية وطالب وفد الحكومة السورية في الاجتماع الذي استمر يوما واحدا في مونترو بسويسرا بالموافقة على خطة دولية لتسليم السلطة.
وأصر وزير الخارجية السوري وليد المعلم على أن الأسد لن يذعن لمطالب خارجية ورسم صورة مروعة لما وصفه بفظائع المعارضة المسلحة "الإرهابية" التي تدعمها دول عربية وغربية حاضرة في الاجتماع.
وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي للصحفيين على هامش المحادثات "الأسد لن يرحل."
وكشفت الولايات المتحدة وروسيا اللتان تشاركان في رعاية المؤتمر عن خلافاتهما بخصوص الأسد عبر كلمات رسمية في مونترو على بحيرة جنيف. ويأمل مسؤولو الأمم المتحدة أن يفضي المؤتمر إلى مفاوضات في جنيف بدءًا من يوم الجمعة.
وتعكس المحادثات القلق العالمي المتصاعد من أن تمتد الحرب - التي قتلت أكثر من 130 ألف شخص وشردت الملايين - خارج سوريا وتؤجج التشدد الطائفي في الخارج.
وقال مسؤولون غربيون إنهم ذهلوا من النبرة التي تحدث بها المعلم الذي تحدى أيضًا طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون أن يقصر كلمته.
وتساءل بعض الدبلوماسيين بخصوص إمكانية استمرار المفاوضات.
وكرر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وجهة نظر المعارضة بأنه لا يمكن "بأي حال" أن يبقى الأسد في السلطة بموجب بنود اتفاق جنيف1 لعام 2012 الذي يدعو لتشكيل حكومة انتقالية. لكن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال إن كل طرف له دور واستنكر "التفسيرات الأحادية الجانب" لاتفاق 2012.
ودعت السعودية التي تدعم المعارضة السنية إيران وجماعة حزب الله اللبنانية إلى سحب قواتهما من سوريا. ولم تشارك إيران بعد رفض المعارضة والغرب دعوتها لامتناعها عن تأييد تشكيل حكومة انتقالية. وقال الرئيس الإيراني إن استبعاد بلاده يعني أنه من غير المُرجح أن تنجح المحادثات.
ولا يعقد كبير أمل على المؤتمر لاسيما من جانب المعارضين الإسلاميين الذين وصفوا زعماء المعارضة المدعومين من الغرب بالخونة لمجرد مشاركتهم فيه.
لكن مسؤولين غربيين قالوا أيضًا إنّ الآمال في إجراء محادثات في جنيف بعد يوم الجمعة باتت في مهب الريح.
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن موقف المعلم المتصلب "يثير الذهول والغضب" وأضاف أنه لا يمكن تحقيق تقدم مع دمشق "إذا لم يظهروا بعض الذكاء".
ووصف مسؤول فرنسي كلمة المعلم بأنها "استفزازية وعدائية" في حين وصفها دبلوماسي غربي بأنها "خطأ كبير" يظهر "غطرسة يغلفها جنون العظمة" يمكن أن تقوض المفاوضات.
وافتتح بان الإجراءات داعيا إلى السماح على الفور بدخول المساعدات الإنسانية لكل المناطق المحاصرة.
وقال "بعد نحو ثلاث سنوات مؤلمة من الصراع والمعاناة في سوريا.. اليوم يوم أمل ضعيف ولكنه حقيقي" وأدان انتهاكات حقوق الإنسان بوجه عام.
وأضاف "أمامنا تحديات كبيرة لكنها ليست من التحديات التي لا يمكن تخطيها."
لكن لم تظهر أي علامة على إمكان التوصل إلى حل وسط بخصوص القضية الأساسية وهي ما إذا كان ينبغي أن يفسح الأسد الطريق لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
ويقول الأسد نفسه إنّه يمكن أن يفوز في انتخابات جديدة في وقت لاحق هذا العام ومصيره محل خلاف بين موسكو وواشنطن. وتؤيد العاصمتان نتائج اجتماع جنيف1 للقوى العالمية في 2012 لكنهما تختلفان بخصوص ما إذا كانت تعني وجوب رحيل الأسد الآن.