إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"لاءات" الحكومة والمعارضة في جنيف تعصف بأحلام السوريين في الاستقرار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "لاءات" الحكومة والمعارضة في جنيف تعصف بأحلام السوريين في الاستقرار


    منترو )سويسرا)- الوكالات
    من مدينة مونترو السويسرية الصغيرة المشهورة بمهرجان موسيقى الجاز وعلى ضفاف بحيرة ليمان تعالت الأصوات أمس الأول محاولة الوصول لحل للأزمة السورية الراهنة حيث انعقدت أولى جلسات مؤتمر جنيف 2 الرامي للوصول لحل للنزاع العسكري الذي يدمر الأراضي السورية منذ ما يربو علي الثلاث سنوات.
    ومن هذه المدينة إلى جنيف انتقل الوفدان السوريان الحكومي والمعارض لاستئناف المفاوضات بين الطرفين اليوم..
    وجمع المؤتمر للمرة الأولى الطرفين المتقاتلين في حضور حوالي أربعين دولة وبرعاية الأمم المتحدة وحضور جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي، في وقت لن يكون من السهل فيه إطلاق عملية البحث عن السلام بعد حرب تسببت بمقتل 130 ألف شخص وبتهجير الملايين، ويأتي إليها الطرفان الأساسيان المعنيان بالحل بأهداف متناقضة تمامًا.
    ففي وقت تعلن المعارضة أنّ الهدف الوحيد من مشاركتها في المؤتمر هو إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد بكل أركانه حيث أكد مستشار رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية منذر اقبيق أنّ المعارضة تأتي إلى المؤتمر بهدف "التخلص من الطغيان، من أجل الحرية ولننتهي من الديكتاتورية ونبني سوريا الديمقراطية التي ننشدها".
    وأضاف "جنيف اليوم بداية النهاية لبشار الأسد، والمسار الانتقالي يعني تغيير السلطة نحو سوريا الجديدة".
    واعتبر أنّ "الإرهاب هو ما يمارسه الأسد تجاه شعبه من تجويع وقتل وتدمير وتعذيب، ولا توجد مؤشرات على قدرة المؤتمر على تحقيق الكثير على صعيد تعبيد طريق الحل السوري".
    علي الجانب الآخر يقول النظام إنّ هذا الموضوع "خط أحمر" وهو ما أكد عليه وزير الخارجية السوري بعبارات حازمة "إن موضوع الرئيس والنظام خطوط حمراء بالنسبة لنا وللشعب السوري ولن يمس بها أو بمقام الرئاسة" مؤكدا أن القرار الوحيد المقبول من جنيف-2 هو توحيد الجهود من أجل "مكافحة الارهاب" الذي يتهم المعارضة بارتكابه على أرض سوريا.
    وكان الرئيس السوري أكد في مقابلة حصرية أن هناك "فرصًا كبيرة" بأن يترشح لولاية رئاسية جديدة في 2014.
    وجلس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على طاولة مستطيلة في أول قاعة الاجتماعات الكبيرة إلى جانبه موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي وجلس على طرفي الطاولة وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف.
    وجلس الوفد السوري الحكومي إلى يمين الوفد الروسي ووفد المعارضة إلى يمين الوفد الأمريكي.
    وتوزعت الوفود الأخرى على طاولات مستطيلة في صفين متقابلين إلى جانبي الطاولة الأساسية.
    وبعد تهديد المعارضة السورية بالانسحاب من المؤتمر في حالة مشاركة إيران، الحليف الأساسي الداعم للنظام، سحب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون الدعوة الموجهة لطهران بالمشاركة.
    وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن أسفه لغياب إيران عن المؤتمر ووصف هذا الغياب بـ"الخطأ" لكنّه "ليس كارثة".
    وسارعت إيران بالتفاعل مع القرار عبر التأكيد بأنّها تعتبر قرارات المؤتمر الأول جنيف 1 فاقدة للشرعية وغير مقبولة لأنّه يساوي بين الإرهابيين والحكومة السورية" بينما حذر ضابط رفيع المستوى في الجيش الإيراني الحكومة السورية من "فخ" ينصب لها بالمؤتمر.
    وكانت ما يسمي بمجموعة "العمل حول سوريا" والتي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى الأمم المتحدة وتركيا وعدد من الدول العربية قد اتفقت في 30 يونيو 2012 على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا بصلاحيات كاملة دون التطرق إلى مصير الرئيس الأسد فيما عرف باتفاق جنيف-1.
    لتنطلق أعمال مؤتمر جنيف 2 بعد مرور ما يزيد عن عام معتمدة قرارات الأول كقاعدة للمفاوضات ومرجعية وأساس للدعوة المرسلة.
    وبينما كان الغرب رافضًا تمامًا لوجود الأسد منذ ما يقرب من عام بات الآن يتقبل فكرة أن يكون الأسد مشاركا في حل واقعي مع تنامي فكرة أن المعارضة غير قادرة على هزمه وغير موحدة.
    من جانبه، اعتبر نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن فرص وقف النزاع في سوريا خلال مؤتمر جنيف 2 "ليست كبيرة" بدون مشاركة إيران، حليفة دمشق الرئيسية في المنطقة.
    وأضاف "كنا على استعداد للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 ولعب دورنا، لكننا لا نقبل بشرط مسبق يحد أي حل بمعطيات معيّنة". وتابع "لن نشارك في المفاوضات وسننتظر لنرى كيف سيتمكن (المشاركون) من التوصل إلى اتفاق من طرف واحد".
    وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية رفض الكشف عن اسمه "لا اعتقد أنّ أيّا من الذين تعاملوا مع المسؤولين السوريين يتوقعون تقدمًا سريعا".
    وأضاف "على الجميع أن يدرك أنّ هذه بداية آلية ولن تكون سريعة هناك حاجة إلى كثير من الصبر والثبات".
    وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير "لا يجب أن نرفع سقف انتظاراتنا، لن ينتصر السلام فجاة خلال هذه المحادثات".
    وشدد على ضرورة اعتماد "سياسة الخطوات الصغيرة"، لا سيما على الصعيد الإنساني.
    وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنّ الهدف هو تحقيق "تقدم نحو السلام" مع الالتزام بالدعوة التي وجهتها الأمم المتحدة والتي تتحدث عن بناء "حكومة انتقالية بصلاحيّات تنفيذية كاملة" على قاعدة التوافق.
    وقال برهان غليون، رئيس المجلس الوطني المعارض للنظام "ما سيحصل هو تسجيل مواقف لكل رؤساء الوفود والدول، وسيكون في الإمكان تبين المناخ السائد وحجم التفاؤل والتوقعات".
    وأضاف ردًا على سؤال حول التواجد للمرة الأولى وجها لوجه مع النظام، "القضيّة ليست قضية مشاعر بل قضية وطنية، هناك أناس يموتون... يجب أن نضع المشاعر جانبًا ونحكّم العقل".
    وتابع "إذا كان هناك أمل 10 في المئة بحصول تقدم لمصلحة الشعب السوري، يكون ذلك جيدًا".
    وبعد مونترو، ينتقل الوفدان السوريان إلى مدينة جنيف حيث يبدآن اليوم في حضور الإبراهيمي، مفاوضات بينهما حول سبل حل الأزمة في بلادهما.
    وقال مصدر في الوفد الروسي إنّ هذه المفاوضات قد تستغرق عشرة أيام تبدأ من مونترو لتستكمل في جنيف.
    وبدت الآمال محدودة لدى الجميع بتحقيق تغيير جذري نحو الحل وبينما يؤكد ائتلاف المعارضة أنّ هدف جنيف حقن الدماء عبر انتقال السلطة إلى هيئة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة وغير منقوصة إلا أنّه يوضح أنّ عنوان هذا الانتقال هو رحيل الأسد نهائيًا لفتح صفحة ناصعة في مستقبل سوريا وهو ما سيرفضه بالقطع نظام الأسد الذي يعتبر المعارضة أساسًا لا تتمتع بأي صفة تمثيلية، وأنها "وجدت" على يد أجهزة استخبارات عربية وغربية لتظهر معالم الطريق أمام المؤتمر ضبابية قبل السير في بداية دربها من الأساس.
يعمل...
X