وليد الخفيف
زحف أكثر من سبعة آلاف متفرج لمؤازرة الأحمر العماني في مهمته أمام النشامى الأردني أمس الأول في تصفيات أمم آسيا 2015 بأستراليا، آملين في الاستمتاع بوجبة كروية دسمة تكللت بفوز عمان لتعزيز صدارته للمجموعة وترد الدين للنشامى الذي تبخرت على يده آمال الأحمر في التأهل لكأس العالم 2014.
وجاءت كل الأجواء مواتية لفوز الأحمر الذي يلعب على أرضه وبين جمهوره بلا غيابات في صفوفه سواء من إصابات أو إيقافات غير أن الأحمر العماني لم يستفد بكل هذه المميزات ليجيء بأداء ضعيف سلبي خاصة في شوط المباراة الثاني لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي. وبتحليل الشوط الأول فقد بدأ لوجوين المباراة بطريقة لعب 4/4/2 وتوسمنا خيرا من البداية الجيدة للأحمر العماني في تحقيق الفوز بعدما آلت له الأفضلية والسيطرة لأكثر من 25 دقيقة امتلك خلالها زمام الأمور في ظل محاولات حثيثة من الجبهة اليسرى وامتاز اللاعبون بالقدرة على تغيير مراكزهم بسهولة ويسر دون تقيد بالمراكز فتبادل قاسم سعيد وفهد الجلبوبي مراكزهما يمينا ويسارا ونشط محمد علي السيابي في ظل تحركات عرضية من المقبالي ولكن دون أن تصل المحاولات لحد الخطورة ولكنها في النهاية تبقى سيطرة، حتى عاد الاردنيون للمباراة فانحصرت الكرة في وسط الملعب ليبدأ الطرفين في اللعب التعاوني البطيئ معتمدين على تمريرات طويلة خاطئة بلا عنوان دائما فغابت المتعة تماما عن أحداث الشوط ولم تصل أي من الهجمات لحد الخطورة إلا في الدقيقة الأخيرة فكاد أحمد هايل أن يهز برأسيته شباك عمان إلا أن رأسيته مرت بجوار القائم لتنذر لوجوين أن تكتيكية الرامي للتعادل قد يكلفه الخسارة في أي وقت.
وتحسن الأداء كثيرا في شوط المباراة الثاني في ظل بقاء اعتماد لوجوين على طريقة لعب 4/4/2 وحسام حسن على 4/4/1/1، إلا ان لاعبي الاردن كانت رغبتهم كبيره في حسم المهمة لصالحهم فوصلت المحاولات الأردنية لحد الخطورة المباشرة وتراجع المنتخب العماني لملعبه على نحو غير مبرر، ما منح الأردنيين السيطرة، فسعى لوجوين أن يخرج بالمباراة متعادلا وبرهن على ذلك بتغييراته التي دفع بها من مقعد البدلاء، فدفع برائد إبراهيم في وسط الملعب بديلا لقاسم سعيد وكلفه بواجبات دفاعية بحته ليفقد بموجبه العماننيين النافذة الابرز على الشباك الأردنية ويرتاح الدفاع الأردني من ازعاج قاسم سعيد، ثم قام بتغيير مهاجم بمهاجم بنزول يعقوب عبد الكريم بدلا من المقبالي وهو تغيير عادي لم يغير من الأمر شيئا.
وبشكل عام، لم تكن تغييرات لوجوين موفقة بعدما افتقد فريقه لأنيابه الهجومية ليستريح حسام حسن من مشاكسة المقبالي ومن مهارة قاسم سعيد، كل هذه الاجراءات والمساعي لم تكن كافية لعودة الأحمر العماني للمباراة، أما عن الجبهة اليمني الغائبة تماما عن اللقاء، فلم نر سعد سهيل مطلقا طوال اللقاء في الشق الهجومي على غير العادة.
وفي كل الأحوال فالمباراة مجملا كانت ضعيفة في شوطها الأول متوسطة في شوطها الثاني خالية من الإثارة والفرص في الشوط الأول تخللتها بعض الفرص في الشوط الثاني الذي تسيده الأردن بفضل تغييرات لوجوين وتكتيكه الرامي للتعادل بلا مبرر والذي استفاد منه حسام حسن جيدا.
وبدا واضحا أن هناك تراجعا في الكفاءة البدنية للاعبي المنتخب العماني والدليل على ذلك تراجع المستوى في الشوط الثاني، ومن الإنصاف الاتفاق مع لوجوين في طرحه بأن سبب ذلك هو توقف المسابقة المحلية، ولكن يمكن الجزم أن معسكر الإعداد الذي سبق المباراة لم يصل باللاعبين للحد المطلوب من الكفاءة البدنية والفنية، وأن المنتخب كان بحاجة لمواجهة تجريبية أخرى بجانب ودية فنلندا التي كان العائد منها ضئيلا.
وكل ما سبق يطرح تسؤلات مشروعة حول أين كان لوجوين منذ مباراة سوريا الماضية؟ فالإعداد كان قاصرا، وكاد أن يكلف الأحمر خسارة على أرضه ووسط جمهوره، كما إن التأهل إلى أمم آسيا ليس إنجازا في حد ذاته، بل إنه خطوة في طريق الإنجاز.